مجتمع

“الوقاية المدنية” تتسلح بأحدث المعدات لإنقاذ ضحايا الحوادث الخطيرة

“الوقاية المدنية” تتسلح بأحدث المعدات لإنقاذ ضحايا الحوادث الخطيرة

دفعت الأرقام المأساوية لـ”حرب الطرق” بالمغرب مصالح الوقاية المدنية للتسلح بأحدث طراز من المعدات لإنقاذ الضحايا، إذ بلغت تدخلات هذه المصلحة إثر حوادث السير في سنة 2024 فقط 31 ألفا و762 تدخلا على مستوى جهة الدار البيضاء سطات وحدها، غير أن المعدات الحديثة التي باتت في حوزتها مكنت من التعامل بنجاح مع هذه الفواجع وإنقاذ العديد من الأرواح.

وتعد الجهة سالفة الذكر صاحبة الرقم القياسي الوطني في عدد تدخلات الوقاية المدنية برسم حوادث السير، متبوعة بجهة مراكش آسفي بـ13 ألفا و971 تدخلاً، ثم 13 ألفا و919 تدخلا بجهة الرباط سلا القنيطرة، وفق معطيات كشفت عنها المؤسسة لجريدة “مدار 21”.

وفي المقابل، تبقى جهات الصحراء المغربية المحاور الأقل معاناة من “حرب الطرق”، بحيث تدخلت الوقاية المدنية 1151 مرة بجهة كلميم واد نون، و997 مرة بالعيون الساقية الحمراء، و464 فحسب مرة بجهة الداخلة وادي الذهب.

“حوادث السير ليست كلها بنفس الحدة، بعضها شديد للغاية، وأحيانا لا يكون الحادث نفسه سبب وفاة الضحية، بل عدم توفر الإمكانيات اللازمة لإنقاذها في الوقت المناسب”، يؤكد مسؤول بالوقاية المدنية، فضل عدم الكشف عن هويته لـ”مدار21”.

المصدر ذاته تحدث عن اقتناء المغرب، لهذه الغاية، مجموعة من المعدات من أحدث الطرازات المتاحة في السوق العالمية، مُعرباً عن فخره بكون المملكة تعد البلد الوحيد في قارة إفريقيا المتوفر على تلك المعدات.

وفي التفاصيل أوضح المسؤول أن الأمر يتعلق بما يصطلح عليه بـ”Kit de désincarcération”، والتي يمكن ترجمتها إلى العربية ب”عدّة التخليص” أو “طقم فك الخناق”، كون الغاية منها هي التدخل في حوادث السير الخطيرة جدا، التي يمكن أن يجد ضحيتها نفسه مُحاصراً داخل العربة وعرضة لميتة بطيئة ومؤلمة.

وتتكون هذه العدة من 3 آليات أساسية، أولها ما يعرف بـ”Ecarteur” أو “المِبعدة”، وهو كما يحيل على ذلك اسمه جهاز يروم إبعاد الحديد عن بعضه البعض بهدف فك الخناق المضروب داخل العربة المتعرضة للحادث على الضحية، وإخراجه من داخلها لمحاولة إنقاذ حياته في حال كان ما يزال حياً.

الآلية الثانية، يقول المتحدث، هي ما يعرف بـ “Cisailles” أو “المقص”، وهو بالفعل مقص كبير الحجم وقويّ للغاية تم تصميمه لقطع أقسى وأمتن المواد، مثل القضبان المعدنية وهياكل المركبات المحطمة بسرعة عالية وكفاءة.

كما باتت مصالح الوقاية المدنية المغربية تتوفر على آلية حديثة من نوع “Vérins” أو الرافعات، والتي تُستخدم لرفع أو دفع الأشياء الثقيلة، وهي توفر أداة فعالة لإخلاء المساحات وتحرير الضحايا من تحت الأنقاض.

وأوضح المتحدث أن هذه الآليات في حد ذاتها ليست اختراعا حديثاً، فهي شائعة الاستخدام منذ مدة، إلا أن الطرازات التي يملكها المغرب هي الأحدث من نوعها على الإطلاق، وتتميز بخصائص ومزايا مبتكرة تجعل استخدامها في عمليات الإنقاذ أكثر نجاعة وفعالية، وبالتالي أكثر قدرة على إنقاذ الأرواح.

ومن بين المستجدات في هذا الصدد، كون “الطرازات القديمة من نفس النوع كانت تشتغل بالمحروقات، ما يجعلها غير آمنة ولا عملية، خاصة في عمليات الإنقاذ التي تتم بالقرب من مصدر مائي، في حال وقوع الحادثة بالقرب من نهر على سبيل المثال”.

“أما التي بحوزة المغرب فهي تتزود بالطاقة الكهربائية”، وهي مجهزة ببطاريات عالية الأداء أحدثت ثورة في مجال الإنقاذ من حوادث السير الخطيرة، من خلال مرونتها الكبيرة، واقتصادها على مستوى المساحة، والطاقة، لعمليات إنقاذ سريعة وآمنة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News