بنعبد الله: المغرب ليس بحاجة للمزايدات حول من سيقود حكومة المونديال

قال نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكي، إن المغرب الذي يطمح اليوم إلى احتضان كأس العالم، لا يحتاج إلى كثير من الديماغوجية والمزايدات حول من سيقود “حكومة المونديال”، متسائلا “لماذا كل هذا التسرع؟”، في إشارة إلى التسخينات الانتخابية الأخيرة بين مكونات الأغلبية الحكومية.
وأكد بنعبد الله، في لقاء تواصلي بالدار البيضاء، اليوم الأحد، أنه من الجيد أن يكون التنافس في الحياة السياسية والديمقراطية، ونتفهم سعي الأحزاب الثلاثة المشكلة للأغلبية الحكومية لترؤس حكومة المونديال، فهذا طموح مشروع، لكن يجب الانتباه إلى أنه ماتزال سنة ونصف تفصلنا عن الاستحقاقات المقبلة، ويجب استحضار ما يعيشه المغاربة اليوم وتقديم الأجوبة عن أسئلتهم بدل تقديم شعارات زائفة وإنجازات مبالغ فيها.
وأبرز أن الحكومة، وأساسا الحزب الذي قود أغلبيتها، مطالبة بالتواصل مع المواطنين وشرح الإنجازات الخارقة للعادة التي تم تقول بأنها حققتها، وحينها سيخبرونها أن تتحدث عن مغرب آخر غير الذي نعيش فيه، مشددا أن الحكومة غائبة سياسيا بشكل مطلق، وكذا ديمقراطيا، ونهجت عددا من التراجعات.
وأورد بنعبد الله “نحن في حزب التقدم والاشتراكية، ورغم تواجدنا اليوم في المعارضة، لسنا من الأطراف التي تتبنى نهج العدمية أو تعتمد مقاربة سلبية تجاه الماضي، وكأن شيئًا لم يحدث فيه أبدًا، مؤكدا أن حزبه في طليعة من يعتز بأن المغرب في عام 2025 ليس هو المغرب في عامي 1955 و1956، عندما حصل على الاستقلال”.
وتابع أن المغرب شهد تطورًا وتقدمًا على مستويات مختلفة “تقدم في حياته المؤسساتية، وتقدم في مساره الديمقراطي، وتقدم في اقتصاده، وتقدم في أوضاعه الاجتماعية، وتقدم أيضًا على مستوى بنياته التحتية المختلفة”.
وأوضح أن هذا تقدم حقيقي، ولا يمكن إنكاره، خاصة وأن حزب التقدم والاشتراكية، إلى حدود سنة 2018 على الأقل، كان له إسهام في ذلك من موقعه الحكومي، ولمدة تزيد عن عشرين عامًا، مشددا المغرب تقدم، لكنه ما زال بحاجة إلى مزيد من التقدم.
ولفت هناك ضرورة اليوم لأن نتحدث فيما بيننا بشكل موضوعي، وأن نحاول ذلك دون انفعال أو ردود فعل سلبية أو تهديد أو وعيد، أن نجيب عن تساؤل: ماذا يحدث اليوم؟، مضيفا المغرب عمل وأنجز وتقدم والحكومات المتعاقبة قبل هذه الحكومة قامت بعملها، منها حكومات كنا مشاركين فيها، ومنها حكومات لم نكن جزءًا منها، كما أننا لسنا ضمن هذه الحكومة الحالية، لكننا نعترف بما قدمته الحكومات السابقة.
وشدد المغرب لم يبدأ سنة 2021، وكأن شيئًا لم يتحقق قبل ذلك، مع العلم أن من يروج لهذا الخطاب كان جزءًا أساسيًا من جميع الحكومات السابقة. وقبل أن نكون نحن في الحكومة سنة 1998، كانوا هم أنفسهم هناك، وشاركوا في جميع الحكومات التي تعاقبت طيلة الخمسين سنة الماضية. وبالتالي، يجب الاعتراف بأن لهم مسؤولية في الإنجازات كما في الإخفاقات، وليس من المقبول أن يتم محو كل شيء والادعاء بأن المغرب بدأ فقط في عام 2021.