“غواصات مسيرة” مغربية تحمي الغواصين وتوفر معطيات بحرية دقيقة

اقتنع الفاعلون في أهم القطاعات الاقتصادية بالمغرب بأهمية الابتكار والتصنيع في تحقيق أي نمو اقتصادي منشود، ذلك ما يتجلى من خلال الزخم الابتكاري الذي يقوده شباب ومقاولون ناشئون في أحدث التكنولوجيات، والتي تعطي دفعة قوية للنشاط الاقتصادي المعني. وفي واحدة من أحدث تجليات ما ذُكِر، تصنيع مقاولة مغربية لغواصة من صنف “ROV”، عبارة عن “درون بحري” ينوب عن الإنسان في القيام بمهام خطيرة ومعقدة.
ومن بين العارضين الذين أثثوا فضاءات معرض “أليوتيس”، الذي اختتم فعالياته الأحد المنصرم بأكادير، مقاولة مغربية فاعلة في مجال “الدرونز”. غير أن الأمر لا يتعلق هذه المرة بطائرات، بل بـ”غواصات بدون غوّاص” يطلق عليها مسمى “ROV” أو remotely operated underwater.
ويتعلق الأمر بروبوت صغير غواص يتم التحكم فيه عن بعد (عادة ما يكون موجهًا سِلكيًا). وشأنه شأن الطائرات بدون طيار، فهو يتيح الحصول على معلومات فيزيائية وكيميائية وبصرية دقيقة (بشكل رقمي على وجه الخصوص) وبسرعة وأمان.
وفي هذا الصدد، أكدت مسؤولة التواصل بشركة “إنو درون” المصنعة لهذه الغواصة، مريم لو، أن الشركة قامت بتطوير غواصات بحرية مزودة بكاميرات تتيح القيام بمسح وتصوير أعماق البحر، وكذا فحص السفن والبواخر في حالة وجود مشكلة أو عطب، فضلا عن مراقبة المزارع البحرية، وذلك في سياق النمو الذي يعرفه قطاع تربية الأحياء المائية البحرية بالمغرب.
وفي السابق كانت هذه العمليات المعقدة تتم بواسطة غواصين، والذين بالرغم من تكوينهم وخبرتهم إلا أن هامش المخاطر التي قد يتعرضون لها كان مرتفعاً يصل أحيانا إلى تهديد حياة الغواص.
وأوضحت لو، في تصريح لجريدة “مدار21” الإلكترونية، أن هذه التكنولوجيا الحديثة باتت تسهل على الفاعلين البحريين العمليات التي تتطلب الغوص وتقلل المخاطر المرتبطة بها، مشددة على أنها تعرف إقبالا واستحسانا كبيرين أيضاً بفضل دقة وسرعة توفيرها ومعالجتها للمعطيات.
وبخلاف الطرق التقليدية للعمليات التي تضطلع بها الغواصة المسيرة، فإن هذه الأخيرة لا تتأثر كثيراً بحالة البحر ويمكنها الاشتغال في مختلف الظروف حتى الأكثر شدة وقسوة، وذلك بفضل تجهيزاتها المتطورة.
ومع ذلك، تؤكد المتحدثة أن الشركة لم تصل إلى نقطة نهاية زخمها الابتكاري بعد، إذ “نحاول تطوير التكنولوجيا الخاصة بنا لتكون أكثر مقاومة، مع رفع قدرتها على قطع مسافات أطول، كما أننا نعمل من ناحية البرامج والتطبيقات لإدراج الذكاء الاصطناعي، بما يزيد من دقة جمعها ومعالجتها للمعطيات”.
وعاين المشاركون والمارة بالقرب من رواق الشركة بمعرض “أليوتيس”، محاكاة أجراها العارض داخل حوض مائي لتجربة الغواصة والوقوف على السهولة الكبيرة في استخدامها.
وفي هذا الصدد أوضحت لو أن من مميزات هذه التكنولوجيا أنها “لا تتطلب معارف مسبقة أو تقنيات كبيرة، فهي سهلة الاستعمال، والتكوين في استعمالها لا يستغرق وقتا كبيرا”.
واختتمت أمس الأحد فعاليات الدورة السابعة من معرض “أليوتيس” الدولي، والذي انعقد منذ الأربعاء المنصرم تحت شعار “البحث والابتكار من أجل صيد بحري مستدام”، واستضاف أكثر من 523 عارضا يمثلون 54 دولة، من بينها 4 دول تشارك لأول مرة وهي كوريا الجنوبية والمملكة المتحدة والهند وسلطنة عُمان.