طلبة الطب يطالبون بلقاء ميداوي ويرفضون برمجة التداريب بنصف دوام

علمت جريدة “مدار21” الإلكترونية أن اللجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة طالبوا بلقاء وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عز الدين ميداوي، وذلك بعد انقضاء فترة الامتحانات وإسدال الستار على أولى مراحل تدبير هذه المرحلة الدقيقة.
واعتبر اللجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة في مراسلتها التي اطلعت عليها جريدة “مدار21” أن المرحلة الحالية تفرض تضافر جهود جميع الفاعلين لإعادة الحياة الجامعية إلى مسارها الطبيعي.
ونوهت بالجهود الجبارة التي قامت بها وزارة التعليم والبحث العلمي والابتكار وكل الجهات التي تشملها، من عمادات وأساتذة وموظفين، لما لهم من دور فعال في اجتياز امتحانات السنة الجامعية الفارطة وتسيير العبور إلى السنة الجامعية الحالية.
وسجلت اللجنة أن اللقاء غايته “الشروع في العمل على تنزيل مختلف النقاط الأخرى ومناقشة المشاكل الحالية التي تتطلب تدخلا سريعا على المستوى الوطني لما لها من تأثير على المدى البعيد، قصد تعزيز الثقة المؤسساتية التي كانت القطعة الأساسية لتجاوز أزمة عمرت طويلاً”.
والتمست اللجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة من المسؤول الحكومي عقد اجتماع في أقرب الآجال لوضع أولى خطوات العمل ومناقشة كافة التحديات الراهنة والمستقبلية من أجل تسريع تنزيل النقاط التي تم الاتفاق عليها من قبل.
وبداية يناير الحالي، احتج طلبة الطب والصيدلة بالرباط ضد عمادة الكلية، مطالبين بتعويض التداريب الاستشفائية التي تمت مقاطعتها بدوام كامل بدل نصف دوام الذي تم اعتماده “دون مبرر واضح، خصوصًا وأن الغلاف الزمني المخصص سيبقى نفسه”، معتبرين أنه “يخالف ما كانت وزارة التعليم العالي والبحث والعلمي والابتكار قد عبرت عنه في محضر التسوية”.
ووقع أزيد من 1000 طالب طب عريضة، تعبيرا عن استيائهم من النهج الذي تسلكه العمادة، “والذي لا يتماشى مع تم الاتفاق عليه مبدئيا خلال جلسات الحوار الحوار المنصرمة، التي أفضت إلى حل النزاع الذي دام لحوالي 330 يوما”.
واعتبر طلبة الطب أن عدم إشراك مكتب طلبة الطب بالرباط في إعادة برمجة التداريب الاستشفائية، واعتماد مقاربة أحادية وسياسة فرض الأمر الواقع، “يتنافى مع روح العمل المتفق عليه مع وزارة التعليم العالي والمتعارف عليه وطنيا”.
وأوضح الطلبة، في العريضة التي حصلت عليها جريدة “مدار21” الإلكترونية، أنه وبالنسبة للسنة السادسة، لا توجد دروس نظرية مسائية تمنع الطلبة من الاستفادة من دوام كامل، مؤكدين أن النهج الحالي سيحرم الطلبة من حقهم في اللحاق بمباراة الداخلية.
ولفت الطلبة إلى أن السماح للطلبة الذين رفعوا المقاطعة مبكرًا بتعويض ثلاثة أشهر من التداريب بأسبوعين فقط (حسب إعلان رسمي على موقع الكلية وشهادة العديد من زملائنا)، يمنحهم أولوية وفرصة كاملة لاجتياز مباراة الداخلية في ظروف ملائمة.
وأكدوا أن ذلك “يُظهر اعتماد معايير مزدوجة وتمييزا غير مبرر بين الطلبة، ويُشكّل مرة أخرى ضربًا واضحًا لمبدأ تكافؤ الفرص الذي يكرّسه الدستور المغربي، والذي أوصى به وسيط المملكة منذ اقتراب حلحلة الأزمة واجتيازها، وهو ما يُعدّ محاولة تفويت فرصة واضحة دون مبرر معقول”.
وأبرز الطلبة أن تأثير التقويم الحالي على الدفعات المقبلة، سيؤدي إلى تأخير الدفعات التي من المفترض أن تتخرج في أفق 2025، 2026 و2027، مما يتعارض مع النموذج التنموي والرؤية الملكية السامية، في ظل الحاجة الماسة إلى الأطباء عامة والداخليين خاصة في بلدنا الحبيب.
وفيما يتعلق بالسنتين الرابعة والخامسة 2024/2025، طالب الطلبة بحل جذري وواقعي يسمح بتوحيد البرنامج البيداغوجي مع باقي الطلبة، يشمل التداريب الخاصة بالسنة المنصرمة والسنة الحالية. “إذ إن انطلاق التداريب أثناء فترة اجتياز الامتحانات يهدد الطلبة بالتأخر عن مواعيد مبارتي الداخلية والإقامة”.
وأشاروا إلى أن هذا الحرمان “قد يؤدي إلى تأجيل تخرجهم بفترة تتراوح بين ستة أشهر وسنة كاملة”، متسائلين عن كيفية تماشي هذا مع المصلحة العليا للوطن بحرمانه من سنة كاملة من خدمة أطبائه.
وطالب الطلبة بتقديم حلول واقعية ومعقولة تضمن استفادة طلبة جميع الدفعات من الدروس النظرية والأعمال التطبيقية قبل اجتياز الامتحانات كحق مشروع يضمن جودة التكوين، ويعزز العلاقة الوطيدة بين الطلبة وأساتذتهم.
واعتبروا في السياق ذاته، أن التفاوت الجامعي بين الطلبة الذين رفعوا المقاطعة والذين استمروا فيها بلغ مستويات خيالية، محملين العمادة مسؤولية ذلك بمنح امتيازات للفئة الأولى على حساب الثانية، متسائلين عن تفسير ذلك.
وأكد طلبة الطب بالرباط، أنهم قدموا شكايات عديدة عبر مكتب الطلبة الطب بالرباط، معبرين عن استيائهم ورفضهم لسياسة فرض الأمر الواقع الأحادية، التي لن تؤدي إلا إلى تأجيج الاحتقان بدل المساهمة في النهوض بهذا القطاع.