أمازيغية

برادة: 2460 أستاذا يدرسون الأمازيغية و2029 سنة التعميم الكلي لـ”تيفيناغ”

برادة: 2460 أستاذا يدرسون الأمازيغية و2029 سنة التعميم الكلي لـ”تيفيناغ”

كشف وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، سعد برادة، أن عدد مدرسي اللغة الأمازيغية بلغ 2460 أستاذا خلال الموسم الدراسي 2024-2025، مجددا الالتزام بالتعميم التام لتدريس “تيفيناغ” بحلول سنة 2030 بعدما بلغت النسبة 40 بالمئة خلال الموسم الدراسي الجاري.

وأكد برادة، في جواب كتابي عن سؤال وجهه إليه رئيس الفريق الحركي بمجلس النواب، ادريس السنتيسي، أن عملية إدماج اللغة الأمازيغية في المدرسة المغربية تحتل مكانة هامة في مسلسل إصلاح المنظومة الوطنية للتربية والتكوين، تفعيلا للوضع الاعتباري الذي بوّأها دستور 2011، باعتبارها لغة رسمية إلى جانب اللغة العربية، وتنفيذا لمضامين الهندسة اللغوية المحددة في مقتضيات القانون الإطار 51-17.

وأبرز في الجواب الكتابي، الذي اطلعت “مدار21” على نسخة منه، أن الوزارة عملت على الانخراط في مختلف الإجراءات التي اتخذتها الحكومة، بتحديد مراحل تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية وكيفيات إدماجها في مجال التعليم وفي مجالات الحياة العامة، مؤكدا أن ذلك “مكن من الوصول إلى نسبة 40 بالمئة من مؤسسات التعليم المدرسي الابتدائي، التي تدرس بها اللغة الأمازيغية، برسم الدخول المدرسي 2025-2024”.

وزاد في السياق ذاته أنه لـ”تسريع وتيرة تعميم تدريس الأمازيغية، قامت الوزارة بالرفع من عدد التوظيفات الخاصة بمدرسي اللغة الأمازيغية، حيث تم تخصيص 600 مقعد برسم دورة دجنبر 2023، ليصل عدد الأساتذة المتخصصين في الدخول المدرسي 2024/2025 إلى 2460 أستاذا متخصصا في اللغة الأمازيغية، بالإضافة إلى تخصيص 600 مقعد برسم دورة أكتوبر 2024″.

ترسيم ثقافي ولغوي

وفي إطار عملية ترسيم مكانة الأمازيغية، ثقافيا ولغويا، ضمن منظومة التربية والتكوين، أكد المسؤول الحكومي أن الوزارة أحدثت اللجنة الدائمة لتجديد وملاءمة المناهج والبرامج، مبرزا أنها ستتولى إعداد إطار مرجعي للمنهاج ودلائل مرجعية للبرامج والتكوينات، والسهر على تحيينها وملاءمتها مع التطورات البيداغوجية الحديثة، بكيفية مستمرة.

وأشار الوزير إلى إعداد مشروع مرسوم يتعلق بتحديد تطبيقات الهندسة اللغوية بالتعليم المدرسي والتكوين المهني والتعليم العالي، تطبيقا للمادة 31 من القانون الإطار رقم 51.17 المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلي، الهادف إلى تضمين الهندسة اللغوية المعتمدة في منظومة التربية والتكوين والبحث العلمي للغة الأمازيغية، علاوة على اللغة العربية واللغات الأجنبية، وكذا مواصلة المجهودات الرامية إلى تهيئة اللغة الأمازيغية لسانيا وبيداغوجيا، في أفق تعميمها تدريجيا في جميع مستويات التعليم المدرسي.

خارطة التعميم التام في أفق 2030

وذكر برادة أيضا إصدار مذكرة وزارية بتاريخ 23 ماي 2023، في شأن التعميم التدريجي لتدريس الأمازيغية، نصت على استكمال تعميم تدريس اللغة الأمازيغية على مستوى جميع مؤسسات التعليم الابتدائي، وفق مسار تدريجي.

وينطلق هذا المسار، وفق المصدر ذاته، من التعميم التدريجي للأمازيغية على جميع مؤسسات التعليم الابتدائي، بما في ذلك الفرعيات ابتداء من السنة الدراسية 2023-2024، ثم تحقيق نسبة تغطية تصل إلى 50 بالمئة خلال السنة الدراسية 2025-2026، انتهاء عند بلوغ التعميم التام خلال السنة الدراسية 2029-2030.

وأشار بالصدد ذاته إلى المذكرة الوزارية عدد 152-24 الصادرة بتاريخ 19 أبريل 2024، في شأن تنفيذ مخطط التعميم التدريجي لتدريس اللغة الأمازيغية بسلك التعليم الابتدائي لسنتي 2024/2025 و2025/2026، التي حددت التوجهات العامة الخاصة بالإجراءات العملية والتدابير المصاحبة التي سيتم تفعيلها حسب مراحل حددتها في “تعيين 600 أستاذ(ة) متخصص في تدريس اللغة الأمازيغية بسلك التعليم الابتدائي في 600 مؤسسة تعليمية ابتدائية لا يشملها تدريس اللغة الأمازيغية كل سنة.

إضافة إلى ذلك، سيتم تكوين كل سنة على الأقل 2000 أستاذ (ة) مزدوج في مادة اللغة الأمازيغية وتكليفهم بتدريس هذه المادة مع المواد التعليمية المقررة بسلك التعليم الابتدائي، في المؤسسات التعليمية الابتدائية التي لا يشملها تدريس اللغة الأمازيغية.

ولفت المسؤول الحكومي إلى أن وزارة التربية الوطنية حرصت أيضا على توزيع الأستاذات والأساتذة المتخصصين في تدريس اللغة الأمازيغية، وأستاذات وأساتذة التخصص المزدوج على المؤسسات التعليمية الابتدائية، باعتماد مبدأ التوزيع الأمثل لأطر هيئة التدريس، وترشيد المتوفر من الأساتذة المكلفين بتدريس اللغة الأمازيغية بما يضمن عدم تكديس الفائض وتعميق الخصاص، وبما يراعي حاجيات الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين.

تكوين 4400 أستاذ في موسم واحد

وفي ما يتعلق بمجال التكوين الأساس والمستمر، أكد برادة أن وزارته عملت على إعداد برنامج التكوين المستمر، لفائدة أستاذات وأساتذة التعليم الابتدائي (التخصص المزدوج) الراغبات والراغبين في الاستفادة من الدورات التكوينية في مجال تدريس اللغة الأمازيغية، والذين سيقومون بتدريس المواد التعليمية المقررة بسلك التعليم الابتدائي إلى جانب مادة اللغة الأمازيغية.

وذكر بهذا الصدد إصدار المذكرة الوزارية رقم 24-0444 في شأن إعداد المخطط الوطني للتكوين المستمر لفائدة أساتذة التعليم الابتدائي (التخصص المزدوج) في مجال تدريس اللغة الأمازيغية، الذي مكن

في الموسم الدراسي الماضي من تكوين 4400 أستاذ وأستاذة بجميع المديريات الإقليمية عبر مجموع التراب الوطني في مجال تدريس اللغة الأمازيغية وديداكتيكها، يشكلون 171 مجموعة تكوينية، بمعدل 25 مستفيدة ومستفيدا بكل مجموعة، في 61 مقرا للتكوين بجميع الأكاديميات الجهوية للتربية.

ولفت إلى أنه تم أيضا إدراج مجزوءة اللغة الأمازيغية في برامج التكوين الأساس بالمراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين منذ سنة 2006 إلى غاية السنة التكوينية 2013-2012، ليبدأ العمل بالأستاذ المتخصص، مضيفا أنه تم تكوين ما يناهز 1643 أستاذة وأستاذا متخصصا في تدريس اللغة الأمازيغية بمختلف المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين.

وكشف في السياق ذاته أنه تم تكوين أول دفعة من المفتشين التربويين للتعليم الابتدائي، تخصص لغة أمازيغية (دورة 2023)، بمركز تكوين مفتشي التعليم.

وأكد وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي أنه تم العمل على وضع مسطحة رقمية لتعلم اللغة الأمازيغية عن بعد لفائدة التلميذات والتلاميذ، ستساعد بشكل كبير على تسريع وتيرة تعلمها، مشددا على أن هذا المشروع يتلاءم مع خارطة الطريق 2026-2022 من أجل مدرسة عمومية ذات جودة للجميع، التي تعتبر الحلول الرقمية رافعة لأحداث التغيير في المنظومة التربوية.

مراجعة المنهاج الدراسي للأمازيغية

وكشف وزير التربية الوطنية أنه تم إعداد البرامج الدراسية لمادة اللغة الأمازيغية بسلك التعليم الابتدائي، وإصدار كتب مدرسية مصادق عليها من لدن الوزارة، تغطي السنوات الست من سلك التعليم الابتدائي، وكذا مراجعة المنهاج الدراسي للغة الأمازيغية بالسلك الابتدائي، وتوفير الدلائل البيداغوجية والمعينات والموارد الرقمية، التي تغطي منهاج هذا السلك، مع إدراج المضامين الثقافية والتاريخية الأمازيغية في المقررات الدراسية للمواد الدراسية.

وشدد الجواب الكتابي على الحرص على استحضار المكون اللغوي في جميع الأنشطة والبرامج والمشاريع التي يتم تدبيرها على مستوى الإدارة المركزية أو الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين وذلك عبر إدراج اللغة الأمازيغية ضمن المسابقات الوطنية والجهوية والإقليمية، وخاصة تلك المتعلقة بالتشبيك الموضوعاتي في مجالات فن الخطابة والموسيقى والمسرح والفيلم التربوي والمسابقات الثقافية والأولمبياد اللغوية والشعر التلاميذي والربورتاج الوثائقي والإعلام المدرسي والقصة المصورة؛

وبخصوص تحسين الظروف المهنية لمدرسات ومدرسي اللغة الأمازيغية، أكد المسؤول الحكومي أن الوزارة “عملت على تسوية وضعية جميع موظفيها، بمن فيهم أطر تدريس اللغة الأمازيغية في النظام الأساسي الخاص بموظفي الوزارة المكلفة بالتربية الوطنية، مما سيوفر ظروفا ملائمة مشجعة ومحفزة لمزاولة مهنة التدريس”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News