اقتصاد

الأرقام السنوية للسياحة.. بشائر 30 مليون سائح وحاجة لرفع حصة الأجانب

الأرقام السنوية للسياحة.. بشائر 30 مليون سائح وحاجة لرفع حصة الأجانب

لا يختلف متابعان للشأن السياحي الوطني على أهمية الأرقام التي كشفت عنها وزارة السياحة بشأن أعداد السياح الذين استقبلتهم المملكة طيلة السنة المنصرمة، والذين بلغوا 17,4 مليون سائح، مانحين المملكة بذلك صدارة القارة الإفريقية. بيد أن هذا الرقم الأساسي يخفي في طياته مؤشرات ما زالت بحاجة إلى التحسين، وفي مقدمتها إيرادات العملة الصعبة ومساهمة السياح الأجانب.

وأفادت وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، بأن المغرب حطم رقمه القياسي مسجلا 17,4 مليون وافد في سنة 2024، ليتجاوز بذلك جمهورية مصر العربية كأول بلد سياحي في القارة الإفريقية.

وأوضحت الوزارة، في بلاغ صادر عنها حديثاً، أن المغرب حقق بذلك هدفه الطموح لأفق سنة 2026 قبل موعده المحدد بسنتين. بحيث تشير هذه الأرقام إلى زيادة بنسبة 20 في المئة في أعداد السياح الوافدين مقارنة بسنة 2023، أي ما يناهز 3 ملايين سائح إضافي.

وتفاعلاً مع هذه المعطيات، أكد الخبير في القطاع السياحي، الزبير بوحوت، أن الرقم مهم جدا دون شك، وبشكل عام اتضح أن الخطوط الجوية الجديدة التي دُشنت والاتفاقيات السياحية التي أبرمت قد أعطت أكلها.

ومع ذلك، اعتبر بوحوت في تصريح لصحيفة “مدار21” الإلكترونية، أنه ما تزال هناك مؤشرات تحتاج لتحسين وفي مقدمتها مساهمة السياح الأجانب في هذا الرقم. إذ كشفت أرقام الوزارة عن كون 8,8 ملايين من بين الـ17,4 عبارة عن سياح دوليين، مسجلين زيادة بنسبة 23 في المئة مقارنة بسنة 2023، بينما بلغ عدد المغاربة المقيمين بالخارج 8,6 مليون.

“يعني ذلك أن 49 في المئة من الوفود السياحة هم مغاربة مغتربون و51 في المئة تقريباً سياح أجانب، وهذا مؤشر يحتاج للاشتغال عليه، لأن الدول السياحية الكبرى تسجل ما بين 85 إلى 90 في المئة من السياح الأجانب سنوياً” يؤكد بوحوت.

وفي ما يتعلق بتربع المغرب على صدارة البلدان السياحية الإفريقية مزيحاً مصر التي هيمنت على هذا التصنيف طويلاً، فأكد بوحوت أنه مُعطى تم تسجيله منذ شهر يونيو الماضي “غير أنه بالرغم من تفوق المغرب من حيث تعداد الوافدين ما زالت مصر متفوقة بشكل كبير من حيث المداخيل السياحية بالعملة الصعبة، إذ تسجل حوالي 21 مليار درهم أكثر من المغرب”.

من ناحية أخرى، أشاد بوحوت بالانتعاشة الكبيرة التي عرفتها المطارات المغربية كذلك، ولا سيما مطارات المدن الكبرى التي سجلت جميعها زيادة برقمين، تفاصيلها 35 في المئة لمطار أكادير، و33 في المئة لمطار مراكش و47 في المئة بالنسبة لمطار الرباط.

وعلى مستوى الأسواق، لفت الخبير إلى أن الأسواق التقليدية عرفت نمواً مهماً، وفي مقدمتها السوق الفرنسية، مع تسجيل زيادة كبيرة للسياح الوافدين من المملكة المتحدة (بريطانيا).

وفي المقابل، اعتبر أنه ثمة أسواق هامة يحتاج المغرب لاستغلال مؤهلاتها على غرار الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا، التي ما تزال حصة المملكة من سوقها السياحية ضعيفة.

وخلص الخبير إلى أنه بعد تحقيق المغرب لأهدافه المسطرة لسنة 2026 قبل موعدها، صارت وزارة السياحة مطالبة بمراجعة أهدافها، مؤكداً أن المغرب “قادر بسهولة على بلوغ 23 مليون سائح في سنة 2026 و30 مليون في أفق سنة 2030”.

وتهدف خارطة طريق السياحة للفترة 2023-2026، والتي تم التوقيع على الاتفاقية الإطار المتعلقة بتنزيلها خلال شهر مارس 2023، إلى وضع المغرب ضمن أول 15 وجهة سياحية في العالم، مع تعزيز مساهمة السياحة في الاقتصاد الوطني وتشجيع إحداث فرص الشغل.

المبادرة التي رصدت لها ميزانية 6,1 ملايير درهم، رامت منذ ذلك الحين جذب 17,5 مليون سائح في أفق 2026، مع إحداث 200 ألف فرصة شغل جديدة، وتحقيق 120 مليار درهم من المداخيل بالعملة الصعبة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News