تكنولوجيا

وثائق جديدة تضع “فيسبوك” بقفص الاتهام و”كونسورتيوم” يستعد لكشف المزيد

وثائق جديدة تضع “فيسبوك” بقفص الاتهام و”كونسورتيوم” يستعد لكشف المزيد

كشفت وثائق داخلية لـ”فيسبوك” سرّبتها المُبلّغة، فرانسيس هاوغن، وحصلت عليها صحف أمريكية عدة، أن الشركة كانت على علم بتطرّف عدد كبير من مستخدمي موقعها وبانتشار كم هائل من المعلومات المضلّلة المرتبطة بالانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2020.

وهذه أحدث معلومات تُكشف ضمن سلسلة طويلة منذ موجة تحقيقات أولى نشرتها صحيفة “وول ستريت جورنال” في شتنبر الماضي بناء على تقارير داخلية سرّبتها هذه الموظّفة السابقة في الشركة.

وتحدثت مقالات نشرتها، أول أمس الجمعة، صحيفتا “نيويورك تايمز” و”واشنطن بوست” وقناة “إن بي سي” عن دور “فيسبوك” في الاستقطاب الكثيف للحياة السياسية في الولايات المتحدة.

غذّت هذه الشائعة التي أطلقها الرئيس السابق، دونالد ترامب، ولم يقدّم أي دليل لإثباتها، غضب عدد كبير من المحافظين والمؤمنين بنظرية المؤامرة، الذي بلغ ذروته مع أعمال الشغب التي ارتكبت أثناء الهجوم على “الكابيتول” في السادس من يناير الماضي.

وكان مناصرو الملياردير الجمهوري في ذاك اليوم اقتحموا الكونغرس أثناء المصادقة على فوز الديمقراطي جو بايدن بالرئاسة. وقُتل خمسة أشخاص خلال الهجوم أو بعد وقت قليل منه.

في أعقاب ذلك، حظَرت شركتا “فيسبوك” و”تويتر” ومنصّات كبيرة أخرى حسابات ترامب والحركات المتطرّفة الضالعة في أعمال الشغب. إلا أن بحسب المعلومات الجديدة التي كُشفت أول أمس الجمعة، فإن موظفين في المجموعة يعتبرون أنه كان بإمكانها استباق المشكلة.

وهذه المعلومات مقتطفة من آلاف الوثائق الداخلية التي سلّمتها فرانسيس هوغن إلى هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية.

وكانت قد سرّبت في وقت سابق دراسات تُظهر أن “فيسبوك” على دراية بالمشاكل النفسية التي تعاني منها المراهقات اللواتي يتعرّضن لكم هائل من المحتويات عن حياة وأجساد مستخدمات مؤثّرات لتطبيق إنستغرام تبدو “مثالية”.

إنه الخط الأحمر لهذه المعلومات: فقد كان عملاق وسائل التواصل الاجتماعي على علم بالمشاكل لكنه اختار تجاهل قسم كبير منها، بحسب المبلّغة ومصادر أخرى مجهولة.

وتتحدث المقالات التي نُشرت الجمعة أيضا عن تقرير بعنوان “رحلة كارول إلى كيو أنون”. فقد كان حساب باسم كارول سميث يدّعي أنه يعود “لأم محافظة من كارولاينا الشمالية”، زائفا خلقه باحث تقاضى أجرا من “فيسبوك” مقابل دراسة دور المنصّة في استقطاب مستخدمين.

وبحسب هذا الباحث، فإن كارول سميث واعتبارا من صيف العام 2019، تعرّضت من خلال خوارزميات موقع التواصل إلى “سيل من المحتويات المتطرّفة والمؤيدة لنظرية المؤامرة والصادمة”، بينها مضامين نشرتها مجموعات حركة “كيو أنون”.

في مواجهة موجة الانتقادات هذه، نشرت “فيسبوك” بيانا تذكر فيه باستثماراتها الكبيرة لجعل منصّاتها مساحة آمنة ودعم الآلية الديمقراطية.

من جانبه، قال نائب رئيس المجموعة المكلّف بالسلامة المدنية، غي روسن، إن “مسؤولية التمرّد تقع على عاتق الذين خالفوا القانون والذين حرّضوهم على ذلك”.

ولدى هذه الحجج فرص قليلة لإقناع المسؤولين الذين طفح كيلهم من موقع التواصل الاجتماعي.

وما يزال كشف المعلومات مستمرا. يستعد “كونسورتيوم”، مؤلف من عشر مؤسسات صحافية بينها شبكة “سي إن إن” وصحيفة “لوموند” الفرنسية، إلى نشر مقالات مبنية على هذه الوثائق، بحسب موقع “ذي إنفورميشين” المتخصص، كما أن صحيفة “واشنطن بوست” كشفت، أول أمس الجمعة، ظهور مبلّغ جديد.

هذا المبلّغ هو عضو سابق في فريق السلامة المدنية للشركة، وأدلى بأقواله أمام هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية في 13 أكتوبر الجاري واتّهم “فيسبوك” بتفضيل الأرباح على المسائل الإنسانية.

في هذه الوثيقة، يتحدث الموظف السابق في الشركة خصوصا عن تصريحات أدلي بها عام 2017، عندما كانت الشركة تقرر ما هي الطريقة الأفضل لإدارة الجدل المرتبط بتدخّل روسيا في الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي أجريت عام 2016 من خلال منصتها.

وقال عضو في فريق الاتصال لشركة “فيسبوك”، تاكر باوندز آنذاك، “سيكون ذلك حدثا عابرا. سيعترض مسؤولون. وفي غضون بضعة أسابيع، سينتقلون إلى موضوع آخر. في الانتظار، نطبع أوراقا نقدية في الطابق السفلي وكل شيء يجري على ما يرام”.

وبحسب “واشنطن بوست”، فإن المبلّغ الثاني يؤكد في إفادته أن قادة “فيسبوك” يقوّضون بشكل منتظم جهود مكافحة المعلومات المضلّلة وخطابات الكراهية خوفا من إثارة غضب دونالد ترامب وحلفائه، وكي لا يخاطروا بخسارة اهتمام مستخدمين أساسيين لتحقيق الأرباح الضخمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News