دولي

مركز يبرز أسباب تخوف الغرب من الوجود الروسي بليبيا

مركز يبرز أسباب تخوف الغرب من الوجود الروسي بليبيا

أكد المركز الأوروبي للدراسات أنه مع التحولات الجيوسياسيًة الضخمة التي شهدتها سوريا مع سقوط نظام بشار الأسد، وانتصار الثورة السورية وسيطرتها على العاصمة السورية دمشق، ازداد الحديث عن مصير القواعد العسكرية الروسية في سوريا، والقدرات العسكرية الضخمة التي تضمها هذه القواعد، خصوصًا وأن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أعلن مؤخرًا تحقيق هذه القوات الروسية أهدافها كاملة.

وأشار تقرير المركز الذي توصلت جريدة “مدار21” بنسخة منه، إلى ما نقلته وسائل إعلام عربية وعالمية عن أن روسيا حصلت على تطمينات أولية تؤكد عدم استهداف قواعدها العسكرية من طرف القيادة الروسية الجديدة، مبرزا أن الكرملين أعلن في 16 من دجنبر الحالي، أن مصير القواعد العسكرية الروسية في سوريا ما يزال قيد النقاش، والاتصالات مع المسؤولين السوريين ما تزال مستمرة.

وأبرز المركز أن شركة “ماكسار” نشرت صورا عبر الأقمار الصناعية لقاعدة الجفرة الجوية في ليبيا، حيث تظهر طائرة من طراز IL-76، يفترض أنها تنقل عسكريين ومعدات من سوريا، مؤكدا أن صحيفة “وول ستريت جورنال” نقلت عن مسؤولين أميركيين وليبيين قولهم إن “روسيا تسحب عتادا عسكريا متطورا من قواعدها في سوريا وتنقله إلى ليبيا بعد أيام من سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، وقد أظهرت بيانات ملاحية أن طائرات شحن روسية أجرت رحلات عدة إلى قاعدة الخادم الليبية”.

وقال المسؤولون للصحيفة الأميركية، يضيف التقرير، إن طائرات شحن روسية نقلت معدات دفاع جوي متقدمة بما في ذلك رادارات لأنظمة الدفاع الجوي “إس-400″ و”إس-300” من سوريا إلى قواعد في شرق ليبيا يسيطر عليها الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر.

وأوضح المركز الأوروبي للدراسات، وفق معطيات “وول ستريت جورنال”، أن روسيا تسعى الآن لتعزيز وجودها في ليبيا، وتدرس تطوير منشآتها في طبرق شرقي ليبيا لاستيعاب السفن الروسية، على الرغم من أن وسائل الإعلام المحلية أشارت إلى وصول عدة سفن وفرقاطات إلى الميناء المذكور، مضيفا أن البيانات الملاحية لموقع “فلايت رادار” أظهرت إجراء طائرات شحن عسكرية روسية من طراز “إليوشن 76 تي دي” رحلات متعددة إلى قاعدة الخادم الجوية شرق بنغازي في الأيام القليلة الماضية.

وذكر المصدر أن التعزيز الروسي في الشرق الليبي قوبل بالرفض والانتقاد من بعض الجهات على رأسها حكومة الوحدة الوطنية في طرابلس برئاسة عبد الحميد الدبيبة، الذي أكد رفض حكومته للتواجد الأجنبي في البلاد وتحويل الأراضي الليبية إلى ساحة للقتال.

وأكد أن تصريحات الدبيبة أثارت موجة من الانتقادات على مواقع التواصل الإجتماعي، حيث يرى العديد أن الدبيبة ينتقد التواجد الروسي شرقاً لكنه يغض النظر عن التواجد التركي والأمريكي والإيطالي غرباً الأمر الذي إعتبره الناشطون إزدواجية في المعايير.

وبخصوص التواجد الأجنبي، لفت المركز إلى أن إيطاليا كانت من ضمن الدول الأكثر تخوفاً من أنباء التواجد الروسي في الشرق كونه يهدد مشاريع روما وتحدي حقيقي للفيلق الأوروبي الذي شكلته مؤخراً بهدف حماية الاستثمارات الإيطالية في قطاع النفط الليبي.

وأورد أن وزير الدفاع الإيطالي، جويدو كروسيتو، قال إن روسيا نقلت أصولا عسكرية من سوريا إلى ليبيا، مما يخلق تهديدا أمنيا في البحر الأبيض المتوسط. هذا ليس أمرا جيدا. نشعر بالاستياء إزاء نقل روسيا سفنها من سوريا إلى ليبيا، مضيفا أن: “السفن والغواصات الروسية في البحر المتوسط تشكل دائما مصدر قلق، خاصة إذا كانت على بعد خطوتين منا، بدلا من أن تكون على بعد ألف كيلومتر”.

وأبرز الباحث السياسي والخبير الاستراتيجي، أحمد خلدون، أن نقل العتاد العسكري الروسي من سوريا إلى ليبيا دلالاته عديدة، أولها خلق التوازن في منطقة شمال إفريقيا وتقديم الدعم العسكري اللازم لدول الساحل التي تجابه في الوقت الراهن عدد من التحديات الأمنية بسبب الجماعات الإنفصالية المتمردة مثل الحركات الأزوادية والتشكيلات الإرهابية مثل جماعة نصرة الإسلام والمسلمين.

وأضاف خلدون، وفق المركز الأوروبي للدراسات، أن التخوف الإيطالي هو دليل أخر على أن ما تداولته وسائل الإعلام بخصوص الفيلق الأوروبي في ليبيا حقيقية، والتي شوهدت في العديد من المناسبات كان أحدث ظهور لقوات الفيلق خلال الاشتباكات في الزاوية في أواخر أكتوبر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News