فن

لزرق ينفي إرادة إظهار سلبيات المغرب بالسينما ويرفض “تجارة” الأفلام

لزرق ينفي إرادة إظهار سلبيات المغرب بالسينما ويرفض “تجارة” الأفلام

قال المخرج كمال لزرق إنه بصدد الاشتغال على فيلمه الطويل الثاني، الذي سيكون مختلفا عن “عصابات”، رافضا اتهامات نقله صورة قاتمة عن المغرب في أفلامه.

وأضاف لزرق في تصريح لجريدة “مدار21” أنه حين يشتغل على فيلم ما لا يُفكر في نقل صورة معينة، مؤكدا “ليس هناك إرادة لإظهار سلبيات أو صورة قاتمة عن المغرب لذلك الفيلم المقبل لا ينتمي إلى هذه الفئة”.

وبخصوص فيلمه عصابات، قال لزرق إن مشاركته في العديد من المهرجانات الوطينة والدولية واقتناصه جوائز مهمة بها، منحه شرفا كبيرا شجعه على صناعة المزيد من الأفلام.

وأكد أنه أخذ بعين الاعتبار خلال اشتغاله على فيلم “عصابات” نقله في مسار دولي، إلى جانب منح الجمهور المغربي قصة يفهمها.

وعن خروج هذا الفليم من القاعات السينمائية سريعا رغم تألقه في المهرجانات، قال إنه “من الصعب أن تعرف مسبقا نجاح الفيلم في القاعات من عدمه، والأفلام الكوميدية عادة تنجح أكثر”.

وأضاف: “حاولت صناعة فيلم يفهمه الجمهور المغربي وينال إعجابه، لكن مع الأسف رغم الإشادة به من قبل الجمهور الذي تابعه في العروض بالمهرجانات، لم يلقَ الإقبال في صالات العرض، ولم يعمر بها كثيرا.

وعن موقفه من الإقبال على الأفلام التجارية، قال المخرج كمال لزرق إن فئة من الجمهور تلج السينما للترفيه عن نفسها بأعمال كوميدية، غير أن التنوع يعد مهما ومطلوبا لوجود فئة أخرى تبحث عن أفلام المؤلف.

ويضيف: “علينا صناعة أفلام قريبة منا كمخرجين تعكس رؤيتنا، ولا يمكنني إخراج فيلم سينمائي من أجل المشاهدة فقط”.

يذكر أن أول فيلم طويل للمخرج كمال لزرق “عصابات” اقتنص مجموعة من الجوائز الوطنية والدولية، تنطلق قصته في ليلة قد تشبه عدة ليالٍ بأحياء مدينة الدار البيضاء المهمشة، حيث يظهر رجل ينحني على كلبه، بعدما فارق الحياة في مباراة لمصارعة الكلاب، ونظرة الحسرة تكسر تعابير وجهه، وتذل رجولته.

عتمة ومكان بعيد عن الأنظار، وشخصيات غير عادية تتشابه في مظهرها، وتمثل أفراد عصابات تنتمي إلى طبقات هشة، تستند على قوتها البدنية في المزايدة والدخول في رهانات وصراعات تؤدي حتما إلى ارتكاب جرائم غير متوقعة.

رحيل الكلب سيولد لدى رجل العصابة الذي يلقب بـ “الذيب” الرغبة في الانتقام من قاتل كلبه، إذ سيرسم خطة يستعين فيها بشخص يُدعى حسن، الذي يعمل لحسابه ويسهل مهماته الليلية التي تجري في عتمة الليل وطريق أسود.

حسن لم يكن يعلم أن هذه المهمة الليلة ستكون الأسوأ في حياته وابنه عصام الذي أقحمه في مصيبة لامتناهية، والتي تكمن في خطف قاتل كلب مشغله (الذيب).

الأب والابن سيجدان نفسيهما متورطين في ارتكاب جريمة قتل بالخطأ، إثر اختناق الشخص الذي اختطفاه في السيارة. ليصبح بذلك الخروج من هذه الورطة أمرا صعبا يزداد تعقيدا كلما تحركت عقارب الساعة، وتقدمت خطوتهما إلى الأمام، حيث تتشعب خيوط جريمتهما كلما اقتربا من النهاية.

وترصد الكاميرا تجول الأب والابن ليلة كاملة بجثة قاتل الكلب، الذي بدوره رجل عصابة، بحثا عن الخلاص دون جدوى. وبين الخوف والارتباك وتأنيب الضمير تتولد سلسلة أحداث تحبس الأنفاس.

الفيلم يبرز مظاهر الحب والتضحية والخوف المتبادل بين الأب والابن، حيث إنهما يسعيان إلى إنقاذ الآخر بدفع ثمن الدخول في أعمال مشبوهة، كان الهدف منها كسب القليل من المال.

ويبدو في نهاية الفيلم أن الأب والابن قد تخلصا من الحمل الثقيل الذي كان يحملانه على عاتقهما، بالتخلص من الجثة، لكن المخرج لم يفضل غلق باب النهاية في وجه المتفرج، بمشهد عثور كلب على عظم بشري في كومة أزبال، مفضلا تركها مفتوحة على كل الاحتمالات لكي يفهمها كل مشاهد بطريقته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News