مجتمع

هل يحمي اللّقاح من خطر الإصابة بفيروس كورونا؟

هل يحمي اللّقاح من خطر الإصابة بفيروس كورونا؟

شكّل خبر إصابة محمد اليوبي مدير مديرية الأوبئة بفيروس “كورونا” المستجد، صدمة للمغاربة ممن تساءلوا عن سبب تسجيل إصابات في صفوف الأشخاص الذي تلقوا اللّقاحات المضادة للعدوى، على غرار اليوبي الذي يعد واحدا من المجنّدين في الصفوف الأمامية الذين تطعّموا بجرعتين منذ أشهر.

وتوصّلت جريدة “مدار21” عقب نشرها خبر إصابة اليوبي، بكم من الأسئلة التي ذهب بعضها حد التشكيك في جدوى اللّقاح، ومدى إمكانية إصابة الأشخاص الملقّحين سلفا بالجائحة ونُسخها المتحوّرة، وهي الأسئلة التي يعتبرها مدير معهد الفيروسات مولاي المصطفى الناجي “مشروعة ومفهومة”.

وأوضح الناجي في تصريح للجريدة أن لقاحات كورونا المتوفرة حاليا في جميع أنحاء العالم لا تعد” فعّالة بنسبة 100 بالمئة ضد الفيروس، إذ يمكن الإصابة به حتى بعد التلقيح، وهو ما يسمى لدى الخبراء بالاختراق” مشيرا إلى أن لقاح “سينوفارم” الصيني المعتمد في المملكة “تقدر نسبة فعاليته بـ80 بالمائة تقريبا، فيما لقاح “أسترازينيكا”، المرخص له في المملكة، تصل فعّاليته حتى 90 بالمائة، لكن أخدهما ضروري جدا من أجل تحقيق الحماية المناعية التي ترتبط ارتباطا وثيقا بالشخص الذي جرى تطعيمه ومدى قوته المناعية نفسها”.

واستحضر الناجي في حديثه لـ”مدار21″، واقع انخفاض أعداد الإصابات الحرجة والخطيرة في المملكة، التي لطالما كانت مرتبطة بالأشخاص في وضعية هشاشة صحية والمتقدمين في السن، مشددا على أن “هذه النتيجة المرضية لها علاقة مباشرة بوتيرة حملة التلقيح الكبرى ونجاحها في احتواء أصحاب المناعة الضعيفة ذلك أن اللقاح يحميهم بنسبة مهمة وهذا ما لا يمكن نفيه، وحتى في حالة الإصابة بالفيروس في صفوفهم تكون الأعراض خفيفة أي أنه لا تكون قاتلة أو خطيرة مقارنة مع من لم يأخدوا التطعيم”.

وعلى غرار تصريح الناجي، أكد تقرير لعالمة الإحصاء الحيوي في جامعة فلوريدا، ناتالي دين، اطلعت عليه “مدار21″، أن الخبراء  حول العالم كانوا يتوقعون تسجيل حالات لأشخاص يصابون بالعدوى رغم تطعيمهم.

وذكرت عالمة الأحياء بأنه يمكن لبعض الملقّحين الإصابة بكورونا أو حمل الفيروس بدون أعراض، كما أنه ليس من المستغرب رؤية بعض الحالات (نادرة للغاية) تدخل المستشفيات وبعض الأمراض الحادة بين الناس الذين تم تطعيمهم.

ويتمكن الفيروس أحيانا من اختراق الحماية التي يوفرها اللّقاح للجسم. إذ أن هناك ظروفا يمكن أن تطغى فيها العدوى على هذا السد المناعي.

ونقل التقرير عن الخبراء اعتقادهم بأن الأسباب الدقيقة للاختراق غير معروفة على وجه التحديد، فيما الناس لديها أجهزة مناعية مختلفة، وجهاز كل شخص يستجيب بطريقة مغايرة للّقاح.

يصعب التنبؤ بالأشخاص الذين سيتمكن الفيروس من اختراق مناعتهم حتى في حال تلقيحهم، يؤكد التقرير، مشيرا إلى أن “الخبراء يحددون عوامل قد تساعد في التنبؤ بذلك، منها كمية الفيروس التي يتعرض لها الشخص، فعندما تكثر الكمية يكون من السهل حدوث اختراق”.

هذا و يحدث الاختراق لدى من يعانون من مناعة ضعيفة، بحسب التقرير الذي أعطى مثالا بـ “الأشخاص المصابين بفقدان المناعة المكتسبة “الإيدز”،  إلى جانب أن “هناك أشياء أكثر شيوعا في حياتنا يمكن أن تجعلنا مؤقتا أكثر عرضة للعدوى، إذ قد يسهم الإجهاد الناتج عن قلة النوم في ضعف قوة الجهاز المناعي”، يضيف المصدر ذاته.

وخلص التقرير إلى أن الخبر السّار هو أنه عندما يحدث “الاختراق بعد التلقيح فإن الفيروس لا يكون بنفس الشدة لدى غير الملقحين” وهو ما يؤكد ما ورد في تصريح الخبير في علم الفيروسات مصطفى الناجي لـ”مدار21″.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News