المغرب ينتج 430 ألف طن من الأغلفة برقم معاملات 7 مليارات درهم

برقم معاملات يناهز 7 مليارات درهم، يتربع قطاع صناعة التعبئة والتغليف على مكانة بارزة في استراتيجية المغرب لضمان سيادته الصناعية والنهوض بعلامة “صنع في المغرب” والتصدير، إذ يمثل “قطاعاً شاملاً” أو “عرضياً” لا يشتغل بمعزل عن سائر القطاعات الصناعية الأخرى، والتي تحتاج إليه لتثمين منتجاتها ومن ثمة النهوض بالصادرات وبالنمو الاقتصادي للمملكة.
وعلى مستوى التصدير، نمت صادرات المغرب بشكل كبير في السنوات الأخيرة على مستوى العديد من المواد الفلاحية والصناعية، وانتشرت في مختلف قارات العالم، ولا سيما الفواكه والخضراوات ومنتجات الصيد البحري والسيارات والمنتجات الكهربائية والنسيج والجلود… وهي منتجات بحاجة للتعبئة والتغليف لتثمينها والرفع من تنافسيتها.
النهوض بالتكوين لتجاوز “ندوب” الأزمة
بيد أن القطاع ما زال يشكو من عدة اختلالات تحول دون مروره للسرعة القصوى في مواكبة نمو الصناعة المغربية، ذلك ما كشفت عنه نائبة المدير العام للاتحاد العام لمقاولات المغرب، سامية تغزاز، مسلطة الضوء على مشكلة ضعف العرض التكويني في المجال؛ “ليس لدينا مراكز تقنية متخصصة في صناعة التعبئة والتغليف، وخاصة في مجال صناعة الكرتون، وهذا يضر كثيرا بالقطاع ويحد من الابتكار الضروري لنموه”.
المسؤولة بالقطاع الخاص، التي كانت تتحدث خلال يوم دراسي من تنظيم فدرالية الصناعات الغابوية وفنون التصميم و التغليف، التابعة للاتحاد، أمس الخميس بالدار البيضاء، أشارت كذلك إلى مجموعة من التحديات التي يواجهها القطاع وفي مقدمتها كلفة الطاقة المرتفعة التي تثقل كاهل المقاولات، فضلا عن المتطلبات المتزايدة على مستوى الاستدامة وحماية البيئة واستخدام المواد الإيكولوجية.
وأضافت أن كلفة الورق التي ارتفعت بفعل تعاقب الأزمات العالمية في الآونة الأخيرة مست القطاع بشكل مباشر، إذ “على الرغم من الانخفاض الذي تم تسجيله مؤخرا في أسعار هذه المادة إلا أن العودة إلى معدلات ما قبل أزمة “كوفيد 19″ بات أمراً مستبعداً”.
من جهة أخرى، كشفت تغزاز عن المساهمة القوية للقطاع في نمو الصادرات المغربية في سنة 2023، والتي “بلغت مستويات قياسية عند 429 مليار درهم” مشيرة إلى النمو المضطرد للإنتاج الذي تضاعف من 200 ألف طن في سنة 2008 إلى حوالي 430 ألف طن في 2023.
وأضافت أن القطاع الاستراتيجي يخلق 7000 منصب شغل مباشر في الاقتصاد الوطني، كما تتجلى أهميته في كون المغاربة يستهلكون حوالي 20 كيلوغراما للفرد الواحد من الأغلفة سنويا.
كما لفتت إلى استقرار فاعلين عالميين في صناعة الكرتون بالمغرب، “الأمر الذي أفاد القطاع عبر نقل التكنولوجيات المتقدمة في المجال والمساهمة في تطوير تنافسية المقاولات الصغرى والمتوسطة المغربية، من خلال تطور المنظومة والمهارات”.
تحديات الاستدامة والانتقال الأخضر
من جانبه، كشف المدير العام للصناعة بالنيابة بوزارة الصناعة والتجارة، يوسف فاضل، عن المكانة البارزة التي يحتلها قطاع التعبئة والتغليف في منظومة التحول الأخضر المغربية، من خلال عمليات إعادة التدوير وتقليص النفايات وابتكار حلول تغليف صديقة للبيئة ولمتطلبات الأسواق الدولية من حيث الجودة.
وتابع المسؤول في كلمة تلاها نيابة عن وزير الصناعة والتجارة، رياض مزور، أن القطاع يساهم كذلك في تحقيق السيادة الغذائية والصناعية للمغرب، وخفض اعتماده على الواردات ودعم الإنتاج المحلي.
وتبرز هذه المعطيات، وفقا لفاضل، أهمية تعزيز القطاع من أجل دعم مختلف الصناعات الوطنية ومواكبتها في نموها السريع، داعيا مقاولات التعبئة والتغليف إلى الاستفادة من صندوق دعم الابتكار.
وخلص إلى أن المباحثات جارية مع مؤسسات التكوين في مهن الصناعات الغذائية بهدف إحداث مراكز تميز وابتكار في مجال التعبئة والتغليف، نظرا للعلاقة الوطيدة والتكامل بين القطاعين.