اقتصاد

تصنيع العربات وتنقل قياسي السرعة.. تفاصيل “الثورة السككية” القادمة بالمغرب

تصنيع العربات وتنقل قياسي السرعة.. تفاصيل “الثورة السككية” القادمة بالمغرب

بعد السيارات والطيران، أبرز القطاعات الصاعدة في الصناعة المغربية، يدخل المغرب عالم صناعة السكك الحديدية من أبواب واسعة. دخول يلعب فيه “مجمع السكك الحديدية” (Cluster MTI) دور القاطرة، بغية إدخال المملكة عهداً جديداً من التنقل المستدام بفضل مشاريع مهيكلة.

ومنذ سنة 2021، اعتمد المجمع “خارطة طريق” ليس فقط لتطوير قطاع السكك الحديدية بل كذلك الحافلات الكهربائية و”الترامواي”، باعتبارها البدائل المثلى للتنقل المسؤول بيئيًا.

ويضم المجمع بالإضافة إلى المكتب الوطني للسكك الحديدية، عددا من مصنعي المعدات السككية والبنيات التحتية ومكاتب الدراسات وهيئات المهندسين، وشركات البيانات والتكنولوجيات الحديثة، مع إبرام شراكات استراتيجية مع الحكومة والجامعات ومختبرات الأبحاث.

وكشف المجمع في عرض له، اليوم الأربعاء بالدار البيضاء بمناسبة انعقاد الدورة الثالثة لـ”قمة صناعة السكك الحديدية”، أن تشييد مصنع لعربات القطارات بالمغرب يتصدر المشاريع التي يقودها المجمّع، طامحاً في ذلك إلى تحقيق معدل تكامل محلي مرتفع، أي أن تكون المكونات المدرجة في هذه العملية الصناعية في معظمها مغربية الصنع.

وفي هذا السياق يعتزم المجمع تقديم دعم للشركات الفاعلة في القطاع، في أفق جعل المملكة خلال السنوات القادمة قوة مصدرة نحو إفريقيا على وجه الخصوص. وفي سبيل ذلك، سيعمل على إنشاء مشاريع تعاونية وعمليات تآزر (synergies) بين الفاعلين الصناعيين والأكاديميين، للنهوض بالابتكار والحلول التكنولوجية الحديثة.

كما لم يفت التجمع الاهتمام بالتكوين في المهن الصناعية المتعلقة بالمجال، وتطوير شراكات استراتيجية مع الفاعلين الأكاديميين لتوفير الكفاءات المختصة والمؤهلة لدعم قطاع السكك الحديدية في توسعه وترسيخ التنقل المستدام.

وفي هذا الصدد، تم اليوم على هامش المعرض، توقيع مذكرة تفاهم متعلقة بالبحث والتطوير بين المجمّع وشركاء أكاديميين، أبرزهم المدرسة المركزية بالدار البيضاء والمدرسة المحمدية للمهندسين والمدرسة الوطنية العليا للفنون والمهن بمكناس. كما تروم هذه الاتفاقية تعزيز منظومة البحث والتطوير في قطاع السكك الحديدية عبر إطلاق 5 كراس علمية.

وبالنسبة للخط فائق السرعة (TGV)، سيعبر الأخير التراب الوطني على مسافة 1500 كيلومتر، وذلك على محورين رئيسيين؛ خط أطلسي من طنجة إلى مراكش، ثم أكادير، و”خط مغاربي” ينطلق من الدار البيضاء إلى وجدة.

ومن القنيطرة إلى الرباط أكدال، سيعبر الخط المناطق الحضرية لمدينة سلا، ثم وادي أبي رقراق عبر الجسر، ثم نفقا تحت أرضي بطول 3 كيلومترات عبر العاصمة إلى محطة الرباط أكدال. في حين سيعبر خط الدار البيضاء-الرباط المحطات الكبرى لمدينة الدار البيضاء ومطار محمد الخامس، قبل التوجه نحو مدينة مراكش.

وسيتطلب هذا الخط وعاء عقاريا يبلغ حوالي 3500 هكتار و27 كيلومترًا الطول التراكمي للجسور وإنشاء حوالي 300 جسر، مع إنشاء محطات جديدة و3 مراكز صيانة والعشرات من مواقع التخزين.

ويعتزم المخطط اقتناء مئات القطارات الجديدة، بما في ذلك حوالي عشرة قطارات فائقة السرعة بميزانية إجمالية قدرها 20 مليار درهم.

كما يُنتظر أن يحقق الخط “أوقات سفر قياسية”، بحيث سيربط بين طنجة-الرباط في غضون ساعة واحدة، وبين طنجة – مراكش في غضون ساعتين و40 دقيقة، وبين الرباط ومطار محمد الخامس في 35 دقيقة، وبين مراكش وفاس في 3 ساعات و45 دقيقة.

وسيغطي خط القنيطرة مراكش-مراكش 4 جهات من المملكة تمثل 58 في المئة من سكان المغرب. وهي جهات ذات إمكانيات عالية تساهم بنسبة 67 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي.

وبتخصيص 53 مليار درهم للاستثمارات الأولية في البنية التحتية، سيتم استخدام قطار “البراق” من قبل أكثر من 12 مليون مسافر بمجرد وضعه في الخدمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News