سياسة

عوض الجزائر.. مختبرات المغرب تسيل لعاب الروس في إنتاج لقاح “سبوتنيك”

عوض الجزائر.. مختبرات المغرب تسيل لعاب الروس في إنتاج لقاح “سبوتنيك”

في خضم الأزمة الدبلوماسية “الصامتة” بين روسيا والمغرب، والتي كانت “مدار21” قد انفردت بكشف تفاصيلها، كشف البروفسور وعضو اللجنة العلمية والاستشارية للتلقيح، المصطفى الناجي، بأن المملكة مكنت 9 لقاحات من ترخيص الاستعمال في المملكة، من بينها اللقاح الروسي “سبوتنيك” الروسي، الذي من المرتقب أن تنطلق عملية إنتاجه كذلك في بر المملكة قريبا.

البروفسور الناجي، وخلال حلوله ضيفا على برنامج “شيفرة”، قال إن المغرب رخص لتسع لقاحات حظيت بتأشير المنظمة العالمية للصحة، من بينها “سبوتنيك Sputnik V ” الروسي وذلك شهر دجنبر الماضي، بحيث أنه كان موضوع طموح استثماري للبلد، تزامنا مع إعلان أرتيم تسينامدزغفريشفيلي، الممثل التجاري للبلد في المغرب على أن بلده عقد شراكة محلية للترويج للقاح الروسي في السوق، مع شركة الأدوية المغربية جالينيكا، التي وقعت في سبتمبر 2020 اتفاقية تعاون مع صندوق الاستثمار المباشر الروسي لتزويد المغرب بلقاح سبوتنيك V”.

ولفت المندوب التجاري الروسية إلى أن “اختيار الشريك المغربي لم يكن مصادفة، بحكم أن جالينيكا تمتلك بنية تحتية متطورة للإنتاج وستكون قادرة ليس فقط على الترويج للقاح في المغرب، ولكن أيضا على دخول أسواق البلدان الأخرى في القارة الإفريقية، حيث تتمتع الشركة بعلاقات تجارية واتصالات طويلة الأمد.

ومن المهم التأكيد على أن جالينيكا المختبر الصيدلاني الوحيد في إفريقيا الذي حصل على شهادة GMP الروسية في عام 2018 (تؤكد التزام الشركة المصنعة للأدوية بمتطلبات ممارسات التصنيع الجيدة وتتوفق عملية الإنتاج في المؤسسة مع جميع متطلبات المعيار الدولي).

وأشار سينامدزغفريشفيلي إلى أن “مؤسسة جالينيكا مستعدة مستقبلا للحصول على التقنيات، وتنظيم إنتاج اللقاحات الروسية في المغرب”.

وأوضح المندوب التجاري الروسي أن اختيار المغرب كمنصة واعدة للترويج للقاح الروسي ضد كورونا في القارة الإفريقية، ينطوي على عدة مزايا وذلك لأن “المغرب لديه اتفاقيات بشأن مناطق التجارة الحرة مع دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية وتركيا وعدد من الدول العربية والأفريقية، ويمكن أن يصبح موقع الإنتاج المغربي مركزا لإمدادات اللقاح إلى دول أخرى في المنطقة”.

من جانبه، اختار المغرب، منذ البداية اعتماد دبلوماسية متميزة في تنويع اللقاحات لم تقتصر فقط على شريكيه الصيني والأمريكي فقط، بل انفتح على روسيا كذلك من خلال تعزيز المشروع الصحي الكبير القائم على تصنيع وتعبئة اللقاح المضاد لـ Covid19 في أراضيه، لينضم وبقوة إلى نادي منتجي اللقاحات.

وتحظى المملكة بدعم روسي مهم لكي يصبح منتجًا للقاحات في إفريقيا، من خلال إطلاق وتوزيع لقاح Sputnik V في إفريقيا، بحيث أنه لم يكن أمامها خيار سوى التفاوض مع المغرب عوضا عن شريكها الجزائري، الذي يسعى إلى التسابق ومنافسة المملكة في مسار إنتاج اللقاح وتوزيعه أفريقيا، غير أن عراقيل “هيكلية” حالت دون أن تتمكن الجمهورية من الوفاء بوعودها لمواطنيها بخصوص إنتاج اللقاح وتوزيعه قاريا.

وبالرغم من توقيع الجزائر لعقود الإنتاج مع الجانبين الروسي والصيني بمختبرات “صيدال” في مدينة قسنطينة بمعدل مليوني جرعة شهريا، إلا أن مشاكل “هيكلية وبنيوية مرتبطة أساسا ببنى التلقيح، وكيفية التوزيع وكذا التراخيص اللازمة” حالت دون تحقق ذلك، ودون أن تتمكن الجزائر من إنتاج وتوزيع اللقاح الروسي، في وقت بدأت فعليا في إنتاج لقاح محلي مع مختبرات “سينوفاك” الصينية. قبل أيام، بحسب ما أكدته مصادر جزائرية مسؤولة لـ “مدار21”.

وفضلت المصادر ذاتها، عدم الإفصاح عن المشاكل “الهيكلية والبنيوية” التي واجهتها الاتفاقية الروسية الجزائرية، غير أنها أكدت على أن المسؤولين من الطرفين في صدد التفاوض بخصوصها.

وحاولت “مدار21″، التواصل مع وزارة الصحة والحماية الاجتماعية لكشف تفاصيل المفاوضات السائرة بين روسيا والمغرب، في إنتاج اللقاح، غير أنها لم تلق أي رد إلى حدود كتابة هذه الأسطر.

وكان الملك محمد السادس، قد ترأس شهر يوليوزالماضي بالقصر الملكي بفاس، تدشين وتوقيع الاتفاقيات المتعلقة بمشروع تصنيع وتعبئة اللقاح المضاد لفيروس كوفيد 19، إلى جانب اللقاحات الأخرى. في البداية كانت الصين، والآن روسيا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News