انتعاش كبير للأسواق السياحية للمغرب وبولندا تدخل “طوب 10”

عام بعد زلزال الحوز، تلتقط الدينامية السياحية لشهر شتنبر أنفاسها، مع تسجيل انتعاش في كافة المؤشرات الرئيسية للقطاع السياحي برسم ذلك الشهر مقارنة بنظيره من السنة الماضية. وفي مقدمة المؤشرات الإيجابية تزايد أعداد الوافدين على المراكز الحدودية ودخول أسواق جديدة إلى قائمة العشرة الكبار.
وتشير بيانات صادرة حديثا عن المرصد المغربي للسياحة، برسم شهر شتنبر 2024، إلى نمو كبير في أعداد السياح الوافدين على المغرب سواء خلال شهر شتنبر وحده أو خلال الفترة الممتدة من يناير إلى شتنبر من السنة الجارية.
أرقام مهمة.. والسبب “زلزال الحوز”!
وفي التفاصيل؛ بلغ العدد الإجمالي للوافدين على المغرب في شتنبر 2024 أزيد من مليون و281 ألف سائح، بزيادة نسبتها 33 في المئة مقارنة بالشهر ذاته من سنة 2023.
ويتضح من الوثيقة أن النقل الجوي يتربع على عرش المستفيدين من هذا الزخم، بحيث استأثر لوحده بنقل 925 ألف سائح مقابل 662 ألف السنة الماضية، أي بزيادة تناهز 40 في المئة.
وبدورهما، ارتفعت حصتا النقل البري من 214 ألف سائح إلى 257 ألفا في سنة 2024 بزيادة نسبتها 20 في المئة، مقابل 14 في المئة للنقل البحري من 88 ألف إلى 100 ألف سائح.
وفي قراءة لهذه الأرقام، اعتبر الخبير في القطاع السياحي، الزبير بوحوت، أن هذا النمو الكبير يعزى إلى المقارنة بين أرقام شهر شتنبر 2024 ونظيراتها للشهر ذاته في 2023، والذي شهد وقوع “زلزال الحوز” وتداعياته على كافة القطاعات بما فيها السياحة.
وأضاف بوحوت، في تصريح لصحيفة “مدار21” الإلكترونية، أنه “طيلة أسبوعين بعد الزلزال، أي في منتصف شهر شتنبر 2023، عرفت الأرقام السياحية ارتباكا كبيراً قبل أن تعود المياه إلى مجاريها”.
كلمة السر: تعزيز النقل الجوي
وعلى مستوى الأسواق المصدرة، عرفت معظم الأسواق التقليدية للمغرب زيادات في أعداد السائحين، بحيث ارتفع العدد بنسبة 46 في المئة للسياح الفرنسيين إلى أزيد من 182 ألف سائح، وبنسبة 18 في المئة إلى 108 آلاف سائح من إسبانيا، وبنسبة 81 في المئة إلى حوالي 85 ألف سائح من المملكة المتحدة.
هذا الاتجاه ينسحب أيضا على الأسواق “غير التقليدية”، بحيث كشفت الأرقام عن نمو كبير لأعداد السياح البولنديين بنسبة 78 في المئة إلى 11 ألفا و300 سائح مقابل 6300 سائح قبل عام، و28 في المئة بالنسبة للسياح الكنديين من 8600 إلى 11 ألف سائح خلال هذا العام، كما عرف عدد الوافدين من “وجهات أخرى” نموا بـ30 في المئة إلى 156 ألفا و300 سائح.
وفي هذا الصدد، أكد الخبير بوحوت أن العامل الثاني المفسّر لهذا النمو، في معظم الجنسيات الوافدة، هو الاتفاقيات الهامة التي شرع المغرب في إبرامها مع الأسواق المصدرة.
وأشار إلى أن هذه الاتفاقيات تنوعت بين “الأسواق التقليدية” وأخرى جديدة، على غرار بولندا التي عرفت زيادة كبيرة في نسبة الوافدين، ودخلت إلى “TOP10” الأسواق المصدرة للسياح نحو المغرب؛ “وقع المغرب اتفاقية في سنة 2022 لتدشين خط جوي مباشر بين بولندا والمغرب بدعم من المكتب الوطني للسياحة”.
وبالفعل، شرعت شركة “ويز إير” الهنغارية في تسيير أول رحلة جوية مباشرة تربط بولندا بالمغرب منذ نونبر من سنة 2022، وهي شركة رائدة في أوروبا الشرقية وذات تكلفة اقتصادية، أغنت السياح البولنديين عن “الرحلات المزدوجة” التي كانوا يعمدون إليها في ما مضى لغياب خط مباشر بين البلدين.
ومع ذلك، يرى بوحوت أنه لا ينبغي التركيز على نسب النمو؛ “بالنسبة لبولندا مازال عدد السياح المقبلين منها قليلا، من الطبيعي إذن أن أي زيادة مهما كانت ضئيلة سيواكبها رقم نمو كبير، على عكس الوجهات الأخرى، التي يمكن أن تسجل زيادات كبيرة جدا من حيث الأعداد مقابل نسب نمو عادية، لأنها دأبت على تقديم أعداد كبيرة”.
وخلص بوحوت إلى أنه “بصفة عامة، يُلاحظ أن كل الوجهات التي عرفت زيادة مضطردة هي الوجهات التي تم تعزيز النقل الجوي معها”.