السكوري: السيادة ليست عقبة أمام التعاون الدولي وكوفيد ـ19 كشف ضعف مؤسسات دولية

اعتبر وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات، يونس السكوري، أن سيادة الدول ليست عقبة أمام تعزيز التعاون الدولي لمواجهة التحديات العالمية الناشئة ودعم السياسات الشاملة، مبرزا أن أزمة جائحة كوفيد-19 كشفت على نقاط ضعف العديد من البُنى المؤسسية في العالم التي يجب إعادة تنظيمها لمواجهة التحديات المستقبلية بشكل أكثر فعالية.
السكوري الذي ألقى كلمة اختتامية للنسخة السادسة عشرة من منتدى MEDays، تشبت بضرورة الدعوة لإعادة التفكير في الباراديغمات لمواجهة التحديات العالمية، معتبراً أن الإصلاحات الجريئة والحكامة الشاملة هما المفتاح من أجل مستقبل مزدهر وصامد في عالم متغير.
وافتتح الوزير كلمته بالتساؤل أمام الحاضرين: “هل يجب أن نستعد للجائحة المقبلة؟“ أو “هل واجبنا بناء مجتمعات قادرة على التكيف مع الصدمات والأزمات المستقبلية؟”، موضحاً أن “الفرق بين الخيارين كبير، حيث يركز الاستعداد للجائحة المقبلة على وضع سياسات من أجل البنية التحتية، بينما يتطلب بناء مجتمع صامد عملاً عميقاً على المستويات الاجتماعية والاقتصادية والمجتمعية”.
وشدد المسؤول الحكومي أن “هذا التفكير وجه النقاش نحو ضرورة تعزيز قدرات المجتمعات على الصمود والاستعداد”، مستعرضاً “الدروس المستفادة من أزمة جائحة كوفيد-19 التي أكدت على ضعف العديد من البُنى المؤسسية في العالم”.
ولإعادة التفكير في المستقبل، أشار السكوري إلى ثلاث ولاءات؛ أولها “الولاء للمجتمع القائم على النظام في مقابل المجتمع القائم على المساواة”، مسجلا أن “الأمر يتعلق برؤيتين متناقضتين للعالم والتي تعتمد كليهما بشكل أو بآخر على الأجيال الشابة”.
وفي هذا الصدد، لفت السكوري إلى أن “الأولى تعتمد على التسلسل الهرمي والعامل الزمني وأسلوب منتظم من أجل التفاعل مع تطلعات المجتمع، بينما تبرز الثانية تطلعات الأجيال الشابة التي تسعى إلى إعادة تعريف النظام وتحقيق أهدافها بسرعة. وأكد أن حل هذه المعادلة يعد فعلا سياسيا جوهريا في إطار تعزيز الصمود، حيث يجب أن تكون المجتمعات في سلام داخلي، في إطار تماسك بين الأجيال، وتحترم التضامن بين الأجيال المختلفة”.
ودعا المتحدث ذاته إلى إعادة تنظيم أساليب التفاعل داخل المجتمع لتلبية تطلعات الأجيال الشابة بشكل أفضل وتعزيز مشاركة المجتمع المدني، مشيداً بـ”النموذج التنموي الجديد الذي أُطلق تحت رؤية الملك محمد السادس كإطار استراتيجي أساسي لبناء مجتمع أكثر شمولية بآليات أكثر مرونة”.
وفي ما يتعلق بالولاء الثاني، فقد ربطه السكوري بالأنماط التقليدية للتعاون الدولي، مشددا على حدود الأطر التقليدية التي ورثها العالم بعد الحرب العالمية الثانية، داعيا إلى مراجعتها لتواكب التحديات الحالية.
وأشاد السكوري بالتقارب الاستراتيجي بين المغرب ودول الكومنولث كنموذج عملي يعزز الصمود المتبادل في عالم متعدد الأقطاب.
وفي مستوى آخر، دعا الوزير ذاته إلى الولاء للمبادئ الاقتصادية التقليدية من خلال إعادة التفكير في العقائد المؤسسة للسياسات الاقتصادية التقليدية، موضحا أن المغرب أحدث قطيعة في هذا الإطار باختياره مساراً جديداً، مستشهداً باستثماراته الاستراتيجية في الطاقات المتجددة مثل الهيدروجين الأخضر.
وبيّن المصدر ذاته “كيف يمكن للابتكار والاستدامة والتماسك الاجتماعي أن تتضافر لضمان السلام الاجتماعي”، مشدداً على أهمية الحوار الاجتماعي والإصلاحات الهيكلية لنجاح هذه الانتقالات الجريئة.
وفي ما يتعلق بتعزيز السيادة والتعاون الدولي، أكد السكوري أنه في سياق عالمي يشهد تصاعد التوترات، خاصة في منطقة الساحل وبين القوى الكبرى، أن السيادة ليست عقبة، بل يمكن أن تكون رافعة لتعزيز التعاون الدولي ودعم السياسات الشاملة، مبرزاً جهود المغرب في التوفيق بين التحول الاقتصادي والسلام الاجتماعي.