سيجلماسي يقترح حلولا لأزمة “تهميش” توثيق التجربة السينمائية المغربية

تعرف الإصدارات السينمائية بالمغرب، أزمة “تهميش”، إذ لا تلقى اهتماما كما السابق، ولا تمنح لها مساحة في التظاهرات السينمائية المهمة، التي يرى أهل الاختصاص أنها الأجدر بإيلاء هذه العناية.
وفي هذا الصدد، يقول الناقد السينمائي والكاتب والصحفي المتخصص في مجال السينما، أحمد سيجلماسي، في تصريح لجريدة “مدار21″، إن “الإصدارات السينمائية بالمغرب كانت قليلة ونادرة شأنها في ذلك شأن الأفلام، لاسيما قبل تسعينيات القرن الماضي، لكن الجرائد الورقية كانت تفرد صفحات خاصة للسينما وثقافتها وأخبارها”.
ويضيف أنه “ابتداء من عقد التسعينيات بدأت الأفلام السينمائية تتكاثر نسبيا وبالموازاة مع ذلك بدأت الإصدارات السينمائية تتزايد بدورها إلى أن أصبح المغرب حاليا ينتج ما بين 20 و30 فيلما طويلا في السنة، والعدد نفسه تقريبا من الكتب وبعض المجلات”.
وأبدى سيجلماسي ملاحظة بشأن المهرجان الوطني للفيلم، الذي باعتباره عرسا سنويا يحج إليه جل العاملين في الحقول السينمائية، بكونه لا يولي اهتماما للإصدارات السينمائية الوطنية بل هو بدوره لا ينتج كتبا كما هو الشان مثلا بالنسبة لمهرجانات أخرى عربية أوأجنبية.
وأرجع الناقد السينمائي اللوم أيضا إلى المركز السينمائي المغربي والخزانة السينمائية التابعة له لعدم توفرهما على مكتبة تضم كل ما صدر من كتب ومجلات حول السينما المغربية بشكل خاص والسينما بشكل عام.
ويضيف في هذا الإطار: “فلا يعقل أن يغيب الكتاب عن مهرجاننا الوطني لأن هناك علاقة جدلية بين الأفلام والكتب السينمائية، إذ ينبغي أن يتضمن البرنامج العام للمهرجان الوطني للفيلم فقرات للتعريف بالكتب السينمائية وغيرها”.
وأردف: “كما ينبغي أن تخصص ميزانية لإنجاز وطبع دراسات وكتب حول السينما المغربية من جوانب عدة”، متسائلا عن أسباب عدم إصدار المهرجان الوطني كتبا حول المكرمين كل سنة مثلا، وأخرى حول الحصيلة السينمائية لكل سنة، وموسوعة تعرف بتاريخ السينما المغربية وروادها، وفيلموغرافيا دقيقة وكاملة.
ويرى سيجلماسي أن هناك تقصيرا كبيرا فيما يتعلق بالتوثيق للتجربة السينمائية التي تجاوز عمرها قرنا وربع قرن، لهذا يثير كل سنة بمناسبة كل دورة جديدة للمهرجان مسألة التهميش والإقصاء المستمرين للإصدارات السينمائية، دون استجابة.
ويقترح سيجلماسي إصدار مجلة سنوية تتضمن معطيات حول كل ما تحقق خلال سنة من منجزات سينمائية من أفلام، مهرجانات، إصدارات، مع تقييمها، بمشاركة نقاد وباحثين وصحافيين متخصصين وغيرهم، بتمويل المجلة من المركز السينمائي المغربي أو وزارة الشباب والثقافة والتواصل أو الخزانة السينمائية وتشرف عليها هيأة مستقلة من الفاعلين في حقل السينما وثقافتها.
ويقترح أيضا تخصيص مدة زمنية محددة للتعريف بالإصدارات السينمائية الجديدة التي لها علاقة مباشرة بالسينما المغربية في بداية كل حصة من حصص مناقشة الأفلام بعد عرضها، وتنظيم معرض للكتب والمجلات السينمائية طيلة أيام المهرجان لتقريبها من السينمائيين والباحثين والطلبة وغيرهم.
ودعا سيجلماسي إلى إحداث موقع إلكتروني متطور لمواكبة مستجدات الساحة السينمائية المغربية، يتضمن كل المعلومات والمعطيات الخاصة بقطاع السينما بالمغرب.