“قرار خارج القانون”.. انتقادات تلاحق تخلي “معهد الإعلام” عن الأمازيغية
لم تستسغ فعاليات أمازيغية إقدام إدارة المعهد العالي للإعلام والاتصال على إلغاء مادة اللغة الأمازيغية من برنامج السنة الأولى من سلك الإجازة مقابل فتحها مسلكا جديدا باللغة الإنجليزية خلال نفس الموسم الجامعي، معتبرين أن هذا القرار “مجحف وغير قانوني لكونه يخالف منشورا لرئيس الحكومة السابق، سعد الدين العثماني، بالعمل على وضع برامج تكوينية في اللغة الأمازيغية داخل المعهد”.
منشور رئيس الحكومة السابق، سعد الدين العثماني، الذي نشر في يونيو 2017، دعا القطاع الحكومي الوصي على المعهد العالي للإعلام والاتصال (وزارة الشباب والثقافة والتواصل) إلى العمل على وضع برامج تكوينية في اللغة الأمازيغية بتنسيق وثيق مع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بغية تأهيل الذين يتابعون تكوينهم بهذه المؤسسة في مجال اللغة الأمازيغية.
ووفق ما طالعته جريدة “مدار21” الإلكترونية، فقد ألغت إدارة المعهد العالي للإعلام والاتصال مادة اللغة الأمازيغية من برنامج السنة الأولى من سلك الإجازة بعدما كانت تدرس فيه، منذ صدور المنشور المذكور، في الأسدسين الأول والثاني لساعتين في كل أسبوع، وذلك في وقت فتحت فيه مسلك الإعلام باللغة الإنجليزية.
عبد الله بوشطارت، كاتب وفاعل أمازيغي، قال إن إقصاء الأمازيغية في استعمال الزمن ضمن مسلك الإجازة في الصحافة داخل المعهد العالي للإعلام والاتصال هذه السنة يعد “قرارا تمييزا مجحفا وغير قانوني وغير دستوري”، مبرزا أنه “أولا يخالف منشور رئيس الحكومة السابق سعد الدين العثماني الذي يحمل رقم 2007/05 الذي بعثه إلى مديري المعاهد العليا ومنها معهد الإعلام والاتصال بضرورة إدراج الأمازيغية في مسالك الدراسات والأبحاث وغيرها”.
وأورد الناشط الأمازيغي، في تصريح لجريدة “مدار21” الإلكترونية، أنه “في الوقت الذي كنا ننتظر فيه فتح مسلك إجازة الصحافة الأمازيغية بالمعهد العالي للإعلام والاتصال، تفاجأنا بإقصائها من المواد التي يتم تدريسها هذا الموسم في السنة الأولى من الإجازة مقابل فتح مسلك جديد آخر بإجازة اللغة الإنجليزية، لينضم إلى مسلك الإجازة في اللغة العربية واللغة الفرنسية”.
ووصف المتحدث ذاته قرار إدارة المعهد العمومي الوحيد الذي يدرس مهن الإعلام والاتصال في المغرب بأنه “مناورة خطيرة لإقصاء اللغة الأمازيغية، التي هي لغة رسمية للدولة المغربية وفق الدستور المغربي مقابل إدخال اللغة الإنجليزية إلى البرنامج البيداغوجي الجديد”.
وذكر بوشطارت بأن “مدير المعهد صرح في نهاية الموسم الجامعي الماضي بأن المعهد سينفتح على الأمازيغية والإنجليزية معا”، مسجلا أنه “كنا نعتقد أن المعهد سيحترم الدستور والقانون التنظيمي لتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية إلا أنه بصم على ردة ونكوص وتراجع عن مكتسب تم تحقيقه في عهد الحكومة السابقة”.
واعتبر المهتم بقضايا اللغة والثقافة الأمازيغية أن “هذا القرار التمييزي يدخل في إطار سلسلة التراجعات التي بصمت عليها الحكومة الحالية بشكل عام”، مطالبا “إدارة المعهد بفتح مسلك الأمازيغية وتعزيز وجودها داخل المسالك الأخرى وتقويتها باعتبارها لغة الهوية المغربية واللغة الوطنية والرسمية في الدستور”.
وانتقد الناشط الأمازيغي “تلكؤ إدارة المعهد في توظيف أساتذة اللغة الأمازيغية لتدريسها واعتمادها على بعض أطر المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية للقيام بهذه المهمة”، لافتا إلى أن “لا يمكن تدريس اللغة الأمازيغية بـ0 درهم ودون لجوء الإدارة إلى توظيف أساتذة مكونين ومتمكنين من هذه اللغة الرسمية وفق الدستور”.
