تضارب أنباء بشأن دخول مساعدات إلى غزة

تضاربت الأنباء بشأن دخول عدد قليل من شاحنات المساعدات إلى قطاع غزة الذي يواجه سياسة تجويع إسرائيلية قاتلة تزامنت مع حرب إبادة جماعية متواصلة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
إذ نقلت قناة “القاهرة الإخبارية” عن مصدر مصري قوله إن 117 شاحنة مساعدات دخلت إلى غزة عبر معبر “كرم أبو سالم” (جنوب) ونقطة “زيكيم” (شمال)، أمس الجمعة، دون ذكر أية تفاصيل أخرى.
ويحتاج قطاع غزة يوميا إلى 500 شاحنة مساعدات إغاثية وطبية وغذائية عاجلة و50 شاحنة وقود كحد أدنى منقذ للحياة في ظل تفاقم المجاعة، وفق بيانات سابقة لحكومة غزة.
من جانبه، نفى مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي بغزة إسماعيل الثوابتة، اليوم السبت، دخول أي شاحنة مساعدات إلى القطاع منذ مارس/ آذار الماضي.
وقال الثوابتة، في تصريح للأناضول: “كل ما يُنشر من إعلانات عن دخول مساعدات، ما هو إلا جزء من مسرحية تضليلية مفضوحة تهدف إلى خداع الرأي العام العالمي والتغطية على الجريمة المستمرة” بحق فلسطينيي القطاع.
وأضاف: “الاحتلال الإسرائيلي يُغلق المعابر بشكل كامل منذ أكثر من 145 يوماً، ويُمارس سياسة تجويع ممنهجة بمنع إدخال المساعدات الأساسية، وعلى رأسها حليب الأطفال والمكملات الغذائية، ما يفاقم الكارثة الإنسانية، ويهدد حياة مئات الآلاف من المدنيين الأبرياء”.
ويرجع مراقبون هذا التضارب بشأن دخول شاحنات المساعدات من عدمه إلى احتجاز تل أبيب للشاحنات المحدودة فور دخولها الجانب الفلسطيني من معبر “كرم أبو سالم”، ومنع إفراغ حمولتها، ووصولها إلى الجهات المعنية، حتى تتعرض للفساد.
كما يقوم الجيش الإسرائيلي، وفق حديث هؤلاء المراقبون للأناضول، بتوجيه الشاحنات المحدودة التي تدخل عبر نقطة “زيكيم” شمالي القطاع، إلى مناطق عسكرية يسيطر عليها حيث يمنع توزيعها على المُجوعين، في الوقت الذي يُسهل فيه عمليات نهبها من عصابات محلية تعمل تحت غطائه، وتبيعها في السوق السوداء بأسعار مرتفعة.
وأكد ذلك تقرير نشرته قناة “كان” العبرية الرسمية، أمس الجمعة، حيث أقر ضباط إسرائيليون بإتلافهم مواد غذائية ومياه وإمدادات طبية كانت تحملها أكثر من ألف شاحنة مساعدات تُركت لتتعفن عند تحت أشعة الشمس معبر كرم أبو سالم بعد منع توزيعها بغزة.
ونقلت القناة عن أحد الضباط قوله: “دفنا كل شيء في الأرض، وبعض المواد أحرقناها”، دون ذكر توقيت الواقعة بالضبط.
وأضاف: “حتى اليوم هناك آلاف الطرود تنتظر في الشمس، وإذا لم يتم إدخالها إلى غزة، فسنضطر لإتلافها أيضًا”.
ونقلت القناة عن ضابط إسرائيلي آخر قوله: “آلية توسيع المساعدات لا تعمل، الشاحنات تتوقف، الطرق غير صالحة، والتنسيق لا يتم”.
وأضاف: “لدينا هنا أكبر مخزن حبوب في العالم، وإذا لم تُسحب البضائع الموجودة حاليا، سنقوم بإتلافها ودفنها”.
واستفحلت المجاعة مؤخرا داخل غزة، وأظهرت صور ومقاطع فيديو متداولة، فلسطينيين بالقطاع وقد بدت أجسادهم أشبه بهياكل عظمية جراء الجوع الشديد، فضلا عن إصابتهم بالغثيان والإعياء وفقدان الوعي.
والثلاثاء، حذر برنامج الأغذية العالمي، من أن ثلث فلسطينيي غزة لم يأكلوا منذ عدة أيام بسبب الحصار الإسرائيلي المستمر على القطاع.
ومنذ 2 مارس/ آذار الماضي، تهربت إسرائيل من مواصلة تنفيذ اتفاق مع حركة حماس لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى، وأغلقت معابر غزة أمام شاحنات مساعدات مكدسة على الحدود.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة، خلفت أكثر من 204 آلاف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.