“زلة مرفوضة”.. “تحريف” الإعلام العمومي لأسماء مناطق أمازيغية يغضب “إيمازيغن”

انتفض عدد من النشطاء المهتمين بقضايا اللغة والثقافة الأمازيغية ضد “تحريف” القناة الأولى، ضمن نشرة جوية، لأسماء عدد من المناطق الأمازيغية، معتبرين أن “مثل هذه الأخطاء مرفوضة وتقتضي الخروج باعتذار إنصافا لسكان هذه المناطق الذين يساهمون بضرائبهم في تمويل الإعلام العمومي”.
ووردت، ضمن نشرة جوية لائحة حول مستوى التساقطات، عدد من الأخطاء في طريقة كتابة بعض المناطق الأمازيغية وعلى رأسها منطقة “تاكموت” والتي وردت في القناة الأولى باسم (تاغموست) ومنطقة “أكينان” التي بثتها القناة الأولى باسم (أكوينان) ومنطقة “ألوقوم” التي وردت باسم (ألوقوم).
وأثارت هذه الأخطاء موجة من الغضب في صفوف نشطاء أمازيغ الذين رفضوا “الاستخفاف” و”الاستهتار” بالدلالة الثقافية والحضارية والتاريخية لأسماء عدد من المناطق المغربية الأمازيغية، مشددةً على أن “هذا الخطأ يسيء لعدد من المواطنين المغاربة”.
سعيد الفرواح، ناشط أمازيغي، قال إن “مرور مثل هذه الأخطاء في إعلام عمومي زلة غير مقبولة”، مبرزا أن “من الطبيعي أن تحرف أسماء مناطق ما يعرف بالمغرب غير النافع في الوقت الذي يقتصر فيه الإعلام العمومي على قضايا المركز ومحور الدار البيضاء وطنجة والدار البيضاء”.
وأضاف الفرواح، في تصريح لجريدة “مدار21” الإلكترونية، أن “هذا الإعلام العمومي غائب بشكل شبه كامل منذ عقود على قضايا المجال الأمازيغي وليس منطقة طاطا فقط التي تعيش على وقع مأساة حقيقية خلال الأيام الماضية”، مشددا على أن “هذا التغييب جعل فئة كبيرة من المغاربة يعرفون عن مدن بلدان في المشرق أكثر مما يعرفونه عن مدن وقرى بلادهم”.
واعتبر الفاعل الأمازيغي ذاته أن “هذا التغييب لا يساهم فيه الإعلام فقط بل هو سياسة إعلامية ممنجهة لتغييب قضايا الأمازيغ عن الإعلام العمومي”، مشددا على أن “تحريم أسماء بعض المناطق الأمازيغية ما هو إلا جزء ظاهر من جبل كبير من السياسات التي تقصي الأمازيغية من الحضور بالشكل الذي يليق بها كلغة رسمية في إعلام مغربي”.
وتابع المتحدث ذاته أن “هذا الخطأ يسيء إلى ملايين المواطنين المغاربة الناطقين باللغة الأمازيغية”، منتقدا “مساس من هذه الزلات بالخصوصية الثقافية والتاريخية لمجموعة من المناطق الأمازيغية”.
وشدّد الناشط الأمازيغي ذاته أن “لا يحق لأي منبر إعلامي عمومي مغربي أن يخطئ في اسم منطقة يقطنها مواطن يدفع ضرائب سنويا من أجل تمويل هذا الإعلام”، مبرزا أنه “لا يعقل أن تبث مثل هذه الأخطاء رغم وجود فرق التحرير وجيش من رؤساء التحرير التي تراقب كل ما يمر عبر هذه القنوات”.
وأمام الجدل الذي خلقته هذه الأخطاء في أسماء عدد من مناطق الجنوب الشرقي، أورد المتحدث ذاته “درجة الاستخفاف باللغة الأمازيغية بلغت مستوى عدم الخروج ولو باعتذار أو تصويب من طرف القناة التي ارتكبت هذا الخطأ”.
واعتبر الفرواح أن “مثل هذه السلوكات تنم عن عدم احترام المواطنين وخوصياتهم الثقافية”، مسجلا أن “الإعلام العمومي المغربي لم يرق بعد إلى مستوى احترام دافعي الضرائب وتثمين ثقافاتهم ولغاتهم”.
وتابع المصدر ذاته “في الدول الأخرى التي تحترم نفسها فإن الإعلام العمومي يكون بمثابة الذرع الذي يحمي الثقافات واللغات الرسمية للبلاد من أي إساءة عكس إعلامنا الذي يساهم في تهميش لغة رسمية ودستورية”.