جهويات

موسم إملشيل.. شائعات صداق بـ100 درهم تغضب الساكنة وٍأجبور يوضح دلالات “موسم الخطوبة”

موسم إملشيل.. شائعات صداق بـ100 درهم تغضب الساكنة وٍأجبور يوضح دلالات “موسم الخطوبة”

يصادف موسم “أكدود نسيدي احمد اولمغني” الشهير بـ”موسم الخطوبة” ومهرجان موسيقى الأعالي هذا العام أيام 19، 20 و21 من شهر شتنبر الجاري، هذا الموسم “العريق” الذي يقام على ضريح أحمد أولمغني بإملشل يستقطب سنويا آلاف الزوار والسياح، ويعد موسماً دينياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً ومناسبة لاجتماع القبائل “آيت حديدو” وتجديد أواصر التواصل فيما بينها.

وتعود قصة هذا الموسم، حسب باسو أجبور الباحث في التاريخ، إلى “الولي الصالح” سيدي أحمد أولمغني الذي عرف بالزهد والخلوة، “وكان الولي العازب يتدخل بالصلح بين الناس حتى أصيب بمرض معدٍ فتُرك وحيداً حتى مات ودفن وحيداً. ومن كراماته أنه لوحظ وميض على قبره فنقلت القبيلة جثمانه إلى مقبرة القرية وأقامت عليه ضريحاً يليق بمقامه ومكانته الدينية ودوره في التدخل بالصلح بين الناس قيد حياته حسب الرواية شفوية للشيوخ والمسنين”،

وأضاف أجبور أنه “منذ ما يقارب أربعة قرون يقصد الزوار الضريح للتبرك، كما يعد موسماً دينياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً صار مقصداً لمختلف القبائل التي تأتي من جل مناطق المغرب لعرض وبيع المنتجات واقتناء المشتريات المتنوعة، وكذلك لتجديد الاتفاقيات العرفية وتجديد أواصر الصداقات والتحالفات بين القبائل”.

وأرجع المتحدث ذاته سبب اختيار شهر شتنبر موعدا لهذا الموسم إلى اعتبارات “أولها تأخر موسم الحصاد بالمنطقة نتيجة برودة طقس المنطقة بفعل مستوى العلو عن سطح البحر بحوالي 2300 متر، ومن أجل تسمين الخرفان وجمع النساء لكمية من السمن البلدي الذي يدخل بشكل أساسي في الوجبات والأكلات المحلية”، مردفا أن الموسم “يتزامن أيضا مع فترة تعرف إقامة الأعراس بالقرى المجاورة فيضطر بعض العرسان، مع غياب العدول والقاضي المقيم بالمنطقة، لانتظار هذه المناسبة لعقد قرانهم حتى بات الموسم يُعرف بالخطوبة أكثر من الولي الصالح سيدي أحمد أولمغني”.

وفي الآونة الأخيرةن بات يعرف هذا الموسم بموسم الخطوبة، الشيء الذي عزاه أجبور إلى الرغبة في التعريف والترويج للموسم ولأسطورة الفتى والفتاة اللذين أرادا الزواج لكن قبلتيهما كانتا في صراع ولم يقبلوا ذلك، فأخذا يبكيان إلى أن كونا بدموعها بحيرة “إزلي” و”تيزليت”.

ونفى باسو أجبور ما يروج عن كون هذا الموسم مناسبة لزواج القاصرات، مؤكدا أن “من يعقدون قرانهم بالموسم معظمهم بين سن الـ18 والـ26”.

وسجل الباحث ذاته في حديثه مع جريدة “مدار21” الإلكترونية، أن “أيت حديدو في ثقافتهم يشترطون الوفاء والإخلاص والاحترام، مع مهر رمزي فقط، ويرى الآباء والأمهات اشتراط مبالغ مالية في المهر عبارة عن رق وبيع للفتيات، بل حتى في الخطوبة تقدم هدايا بسيطة تحمل في دلالاتها رمزية كبيرة. وهدية الخطوبة عبارة عن سكر تعبيراً عن المحبة والصفاء، والصابون رمزا الطهارة، والحناء للتعبير عن الحنان، والتمر تعبيراً عن الحلاوة والصبر”.

وأشار المتحدث عينه إلى أن “سوء فهم ثقافة المنطقة وتقاليد الزواج جعل ثلة من الصحافيين يروجون لأكذوبة موسم بيع النساء حتى بات السذج يبحثون عن ‘كواعب أتراباً’ مقابل 100 درهم. هذه الإشاعة تعرّض طالبات وطلبة المنطقة للتنمُّر في مختلف الجامعات الوطنية. والكثير من عمال البناء من أبناء المنطقة في أوراش مختلف المدن أيضاً يتعرضون للسخرية والاستهزاء حتى بات سكان المنطقة يرفضون ويستنكرون باستغراب شديد كل من يصف موسم سيدي احمد أولمغني بموسم الخطوبة!”.

وعن الموسم الحالي، قال أجبور إنه “عرف إقبالاً كبيراً منقطع النظير، وقد امتلأت جميع المآوي والفنادق عن آخرها وامتلأت بيوت السكان بالضيوف والزوار. وجل التجار منشرحون لحجم الرواج الاقتصادي الذي عرفه الموسم الحالي، والكسابة أيضاً يعبِّرون عن فرحتهم بتسويق المواشي والدواب. وسوق الإبل عرف أيضاً رواجاً كبيراً وبيعت النوق والبعير إلى جميع مناطق الصحراء، سواءً الشرقية والجنوبية”، مؤكدا أن “كل المنتجات والصناعات والمنسوجات عرفت رواجاً مهماً مما جعل دورة هذا العام تسجل تحسناً محموداً على جميع المستويات. والسهرات أيضاً بالمنصتين، الموسم ومركز إملشيل، تنشطها مجموعات موسيقية وفلكلورية قادمة من مختلف مناطق المغرب”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News