أوكرانيا تصعق المغرب بـ10 لاعبين ورحيمي يدخل تاريخ “الأولمبياد”

أسقط المنتخب الأوكراني الأولمبي، بعشرة لاعبين، نظيره المغربي (2-1) في مباراة مثيرة جمعتهما عشية اليوم السبت على أرضية ملعب جيو فروي جوشارد بمدينة سانت إتيان لحساب الجولة الثانية من دور المجموعات.
وعقب الخسارة، عادت حسابات التأهل عن المجموعة الثانية إلى نقطة الصفر، بعد تساوي كل المنتخبات برصيد ثلاث نقاط لكل منها بعد مرور جولتين.
ودخل الناخب الوطني مواجهة أوكرانيا بالتشكيل ذاته الذي فاز به على الأرجنتين، باستثناء عبد الصمد الزلزولي الذي عوض إلياس أخوماش في الخط الأمامي.
وجدّد السكتيوي الثقة في منير المحمدي في حراسة المرمى ورباعي الدفاع أشرف حكيمي وزكرياء الواحدي ومهدي بوكامير وأسامة العزوزي، وثلاثي الوسط أسامة ترغالين وأمير ريتشاردسون وبلال الخنوس، بينما ضم خط الهجوم الجناحين إلياس بن صغير وعبد الصمد الزلزولي ورأس الحربة سفيان رحيمي.
وبدأت المباراة بفترة جسّ نبض بين المنتخبين استمرت طيلة العشر دقائق الأولى، قبل أن يبادر “الأشبال” لإقلاق راحة الحارس كيريل فيسيون بعد انسلال لإلياس بن صغير الذي مرّر للزلزولي داخل منطقة الجزاء، لكن تسديدة الأخير ارتطمت بالمدافع قبل أن تغادر للركنية في الدقيقة الـ10.
ولم يتأخر رد أوكرانيا بعد تسديدة قوية لماكسيم كهَالان أبعدها الحارس منير المحمدي بصعوبة إلى الركنية في الدقيقة الـ13.
بعد ذلك، بسطت العناصر الوطنية سيطرتها على مجريات المباراة، وضغط الزلزولي من الجهة اليمنى وبن صغير من الرواق الأيسر بحثا عن منافذ للمرمى الأوكراني، لكن المناورات المغربية افتقدت الخطورة اللازمة.
وأمام التكتل الدفاعي الأصفر، سدّد أشرف حكيمي بيسراه كرة قوية من خارج منطقة الجزاء مرت فوق المرمى في الدقيقة الـ21.
وعكس مجريات اللعب، افتتح المنتخب الأوكراني باب التهديف في الدقيقة الـ22 بعدما تلاعب ماكسيم براهارو بالمدافع أسامة العزوزي قبل أن يمرر كرة فوق طبق من ذهب داخل منطقة الجزاء إلى ديميترو كريسكيف سددها بسهولة داخل الشباك المغربية (1-0).
ومنح الارتباك الدفاعي المغربي الثقة للاعبي أوكرانيا لتهديد المرمى، وكان كهالان قريبا من مضاعفة الحصة في الدقيقة الـ31 لولا تألق الحارس منير المحمدي، الذي أبعد رأسيته القوية إلى خارج الملعب.
وكاد منتخب أوكرانيا أن يضاعف الغلّة في الدقيقة الـ40 بطريقة الهدف الأول، بعد انسلال ميخايلينكو ميكولا من الجهة اليمنى لدفاع “الأشبال” قبل أن يمرّر صوب سيكان دانييلو الذي كان قريبا من تحويلها للشباك لولا تدخل بوكامير لإبعادها في آخر لحظة.
واستفاق الخط الأمامي للمنتخب المغربي في الأنفاس الأخيرة من الشوط، لكن دون أن ينجح زملاء سفيان رحيمي في بلوغ المرمى.
وعكس ما كان متوقعا، لم يجر طارق السكتيوي أي تغيير على تشكيل المنتخب مطلع الجولة الثانية، باستثناء تحويل الزلزولي للجهة اليسرى وبن صغير للرواق الأيمن، في وقت بدأ الأوكرانيون النصف الثاني من المواجهة بضغط على دفاع “الأشبال”.
واستعاد “الأشبال” توازنهم بسرعة وبسطوا سيطرتهم على إيقاع المباراة، فهدد أشرف حكيمي المرمى في الدقيقة الـ51 برأسية مرت فوق المرمى.
وأهدر بلال الخنوس هدفا في الدقيقة الـ54 بعدما سدّد كرة ضعيفة بين يدي الحارس، قبل أن يعود لينهي سلسلة من التمريرات القصيرة بتسديدة بعيدة عن المرمى في الدقيقة الـ56.
وتوالت المحاولات المغربية، وجاء الدور على أمير ريتشاردسون الذي سدّد كرة منخفضة قوية أبعدها الحارس بصعوبة كبيرة في الدقيقة الـ58.
وأثمر ضغط المنتخب المغربي ضربة جزاء في الدقيقة الـ59 طَرد على إثرها حكم المباراة المدافع ساليوك فوليديمير، قبل أن ينبري سفيان رحيمي لضربة الجزاء بنجاح معدلا الكفة (1-1).
وبهذا الهدف، عدل سفيان رحيمي الرقم القياسي في عدد الأهداف المسجلة في الألعاب الأولمبية الذي ظل صامدا لنصف قرن، المسجل باسم أسطورة كرة القدم المغربية، أحمد فرس.
ورفع رحيمي عدد أهدافه في نهائيات كرة القدم للألعاب الأولمبية “باريس 2024” إلى 3 أهداف في مبارتين فقط، وهو عدد الأهداف ذاته الذي سجله فرس في أولمبياد 1972.
وتسيّد منتخبنا الوطني مجريات المباراة وحاصر لاعبي أوكرانيا في نصف ملعبهم بحثا عن هدف التقدم، سيما في ظل النقص العديدي للمنافس. وعكس مجريات اللقاء، كاد كراسنوبير لهور أن يضيف الهدف الثاني في الدقيقة الـ70 لولا التصدي الرائع لمنير المحمدي.
وأجرى طارق السكتيوي تغييرا في الدقيقة الـ74 بإخراج قلب الدفاع بوكامير وإدخال ياسين كيشطة، قبل أن يدخل الثلاثي إلياس أخوماش ومهدي موهوب وأكرم النقاش مكان كل من سفيان رحيمي وأسامة العزوزي وإلياس بن صغير في الدقيقة الـ85.
وتواصل الضغط العالي والهجمات المغربية، سيما عن طريق البديل مهدي موهوب، لكن تألق الحارس الأوكراني حال دون اهتزاز شباكه، كما لم يحسن “الأشبال” استغلال النقص العديدي للمنافس.
وأهدر اللعب الاستعراضي للاعبي الخط الأمامي العديد من الفرص على المنتخب المغربي، سيما عبد الصمد الزلزولي الذي لم يقدم شيئا يذكر طيلة الـ90 دقيقة باستثناء بعد العرضيات داخل منطقة الجزاء.
وفي الدقيقة الأخيرة من الوقت بدل الضائع، نجح المنتخب الأولمراني في تسجيل هدف قاتل عن طريق كراسنوبير لهور، الذي ظل مدافعو “الأشبال” أنه في حالة تسلل،ليسدل ستار المواجهة بفوز المنتخب “الأصفر والأزرق” بنتيجة (2-1).