جنوح اللاعبين للجان النزاعات يعمق نزيف خزائن الأندية المغربية

أضحت مشكلة النزاعات المالية واحدة من أبرز التحديات التي تواجه الفرق الوطنية خلال السنوات الأخيرة، والتي في مقدمتها فريق الرجاء ولاعبيه.
فقد تصاعدت تكلفة حل النزاعات بين الأطراف بشكل لافت، ما أثقل كاهل الأندية بعبء مالي كبير.
وتختلف أسباب تضخم هذه المصاريف والتي تشمل التكاليف القانونية المرتفعة، واللجوء المتكرر إلى لجان النزاعات الوطنية والدولية، إضافة إلى الأجور العالية التي يطالب بها اللاعبون في عقودهم.
وفي هذا الصدد، أرجع أيوب قطاية، استشاري متخصص في التدبير الاستراتيجي لأندية كرة القدم، سبب ذلك إلى عدة أسباب في مقدمتها تجاوز عقود ضم اللاعبين للميزانية التسييرية للأندية الوطنية.
وأكد أيوب قطاية في تصريح لجريدة “مدار21″، أن السبب الفعلي وراء جزء من المشاكل المالية للأندية يتمثل في دخول الفريق لسوق انتقالات اللاعبين دون امتلاكه لنظرة شاملة حول إيراداته على طول الموسم.
وأوضح بالصدد ذاته أنه عند التعاقد الفريق مع اللاعب يجد الفريق نفسه مطالبا بتسديد رواتب شهرية ومكافآت لا يقدر على تسديدها، ما يدفع اللاعبين أإلى التوجه للجنة النزاعات رغبة في الضغط على ناديه لأداء مستحقاته.
وأقر الاستشاري المتخصص في التدبير الاستراتيجي لأندية كرة القدم، بوجود أندية تتعاقد مع لاعبين في فترة لا تتجاوز السنة الواحدة بميزانية وعقود محدودة، مرجعا سبب ذلك إلى التصور الذي تتوفر عليه تلك الأندية بخصوص إيرادات خزينتها سواء من المجالس المنتخبة أو الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، أو المحتضنين، مؤكدا أن تعاقد الفرق مع يجب أن يكون بناء على الميزانية السنوية.
وشدد أيوب قطاية على أن الإشكال الآخر متعلق بما يقع لرؤساء بعض الأندية ممن يتم توقيفهم من قبل السلطات، ما يمنعهم من مواصلة أداء واجبهم، وصرح بالقول: “حينما يتم اعتقال الرئيس تهتز ثقة اللاعب، خاصة وأنه قطع له وعودا مالية معينة، ما يدفعه عند اعتقاله إلى اللجوء مباشرة لتصفية حساباته قضائيا عن طريق لجنة النزاعات“.
ولفت المتحدث ذاته إلى أن عددا كبيرا من الأندية الوطنية ما تزال تُسيّر بناء على وجود فرد معين والمتمثل في الرئيس والذي “يحتكر” كافة الصلاحيات وليس على أساس شركة رياضية.
ويرى المتحدث عينه أن قيام العديد من رؤساء الأندية بانتدابات لاعبين معينين بدون استشارة الإدارة التقنية والمدرب “يترك نسبة هامش الخطأ كبيرا”، مضيفا “بالرغم من توفر كل من الرئيس والمكتب المديري على كفاءات تخص المستويين التسييري والإداري، إلا أن ذلك لا يمنحهم كفاءات على المستوى التقني والنظرة التقنية للتعاقد مع اللاعبين الجدد”.
لذلك، عدّ قطاية أن انتداب اللاعبين سيشكل إشكالا كبيرا في حال لم يتم وفق شروط والتزامات مالية، واعتمادا على بنية النادي وتوجهاته.
الاستشاري المتخصص في التدبير الاستراتيجي لأندية كرة القدم من ذكر سببا آخر للمشاكل المالية للأندية، مرتبطا بالأساس بفشل اللاعب في التأقلم مع أجواء النادي نظرا لعدم اقتناع المدرب بمؤهلاته التقنية والتكتيكية، أو عندما لا يرضى اللاعب بطريقة توظيفه، ما يدفعه لاختلاق نزاعات مع النادي والمدرب، ما يدفعه للمطالبة بمستحقاته.