التوجيه ما بعد “الباك”.. بين مصيرية الاختيار وضغوط النقاط والآفاق المستقبلية

يشغل التوجيه ما بعد البكالوريا بال التلاميذ، وذلك بعد حصولهم على شهادتها في ظل زخم المدارس والكليات وبرامج خاصة بالتوجيه.
ويكون في انتظار الطالب اختيارات عديدة، ومجموعة من المدارس تتطلب نقاطا عالية، علاوة على المباريات كذلك.
وتتزايد التساؤلات حول ما إذا كانت تحظى المدارس بإقبال من قبل الطلبة المغاربة، وما إذا كان يعد معيار النقاط كفيلا بضمان اختيار مناسب للطالب، وحول ما إذا كانت فرصة فعلية للتدارك في حالة القيام باختيار غير موفق.
لذلك، تأتي أهمية التوجيه المدرسي والتربوي لتأطير التلاميذ وتوضيح صورة مستقبلهم والحسم في عملية الاختيار، بالنظر إلى مدى أهمية التوجه الذي يسلكه الحاصلون على شهادة البكالوريا. ففي حالة عدم شقهم لطريق النجاح في المستقبل، وفق اختيار يتناسب معهم، بإمكان ذلك أن يؤدي إلى فشل دراسي ومهني.
وهنالك اختلاف في وجهات النظر بين أوساط التلاميذ، بين من يعتقد أن النقاط العالية تعد بمثابة معيار لاختيار الوجهة القادمة لهم ما بعد البكالوريا، ومن يرى أن ملاءمة التخصص لقدراتهم يعد الأهم.
ورغم توفر المغرب على الجامعات الموزعة على معظم الجهات والمدن، ومدارس عليا بمختلف التخصصات وتكوينات مهنية متعددة، لا يبدو أنه عرض مقنع كفاية بالنسبة لفئة من التلاميذ، ممن يفضلون التوجه بعيدا عن أرض الوطن لاستكمال مسارهم الدراسي ما بعد البكالوريا.
ولم تمنع الإشكاليات العديدة التي عانى منها قطاع التعليم بالمغرب خلال السنوات الأخيرة، عددا مهما من الطلبة من إبداء رغبتهم في اختيار هذا المسلك.
وللآباء دور هام في التوجيه المدرسي لأبنائهم ما بعد “الباك”، وذلك وفق مستواهم الدراسي وتجاربهم في الحياة، غير أنه في كثير من الأمثلة لا يتدخلون ويتركون حرية الاختيار لأبنائهم بناء على قناعاتهم.
وفي ظل صعوبة اختيارات التوجه بالنسبة للطلبة الحاصلين حديثا على شهادة البكالوريا، تبقى الجامعات والمدارس العليا والتكوينات المهنية بتخصصاتها العديدة متجددة وقابلة للتطور.
وكان لجريدة “مدار21” لقاء مع موجه تربوي ليوضح أكثر التخصصات والشعب التي تشهد إقبالا طيلة السنوات الأخيرة من قبل حاملي شهادة البكالوريا.
كما أن تساؤلات كثيرة تُطرح حول ما إذا كان اختيار فئة مهمة من الطلبة المغاربة مواصلة الدراسة الجامعية خارج المغرب، يدل على ضعف التدريس الجامعي بالبلاد.
وفي ظل الإقبال الكبير الذي باتت تعرفه معاهد التكوين المهني بالمغرب من قبل حاملي شهادة البكالوريا، يتساءل الجميع حول الشعب والتخصصات التي تستقطب أكبر عدد من الطلبة.
ولا يمكن إنكار المكانة التي تحظى بها الجامعات والمدارس العليا بالمغرب لدى توجه الطالب المغربي، والتي لها نصيبها كذلك من اهتمامات الطلبة ممن يرغبون في استهلال مسارهم الجامعي من بوابتها، عند اختيارهم لعدد من التخصصات والشعب.
ويمكن اعتبار التوجيه التربوي دعامة أساسية، بل وعملية هامة في المسار التعليمي والمهني للفرد، والذي يتأثر بمجموعة من العوامل الموضوعية والذاتية، كالأسرة والمدرسة والمحيط السوسيو-اقتصادي.
كما أن حاجة التلميذ والطالب للاستشارة المتواصلة ووضع التساؤلات حول التكوينات والآفاق المهنية تعد من الأمور الأساسية في قرار التوجيه.