مدونة الأخلاقيات.. إلزام النواب بتوقيع تصريح بالشرف والتصريح بالتنافي والهدايا

عرف النظام الداخلي لمجلس النواب تعديلات مهمة تتعلق بمدونة الأخلاقيات، وتخص ثلاثة عشرة مادة، ومنها على الخصوص تعديلات همّت إلزام النواب لملء استمارة التصريح بالشرف والتصريح بالتنافي، إضافة إلى التصريح بالهدايا وإيداعها بمتحف مجلس النواب.
ويعقد مجلس النواب جلسة عمومية، اليوم الثلاثاء 16 يوليوز 2024، تخصص للدراسة والتصويت على النظام الداخلي لمجلس النواب.
وشملت مدونة الأخلاقيات، بحسب مصدر جريدة “مدار21″، تعديلا أضافته لجنة النظام الداخلي يخص تصريح أعضاء المجلس بكل تناف مع العضوية بمجلس النواب، وبند ينص على التصريح لمكتب المجلس بالهدايا التي يحصلون عليها بمناسبة قيامهم بمهام رسمية، وإيداعها بمتحف المجلس.
ويسهر مكتب المجلس، وفق التعديلات التي اطلعت عليها الجريدة، على إعداد استمارة تصريح بالشرف خاصة بكل عضو من أعضاء المجلس يقومون بتوقيعها مطلع الولاية التشريعية، يشهدون بموجبها على الاطلاع على مقتضيات هذا النظام الداخلي وخاصة ما تعلق بمدونة الأخلاقيات منه.
وهمّ تعديل آخر المادة 2 ويتعلق بالتذكير بمدونة الأخلاقيات باعتبارها إحدى مشمولات النظام الداخلي لمجلس النواب، مع استحضار ما جاء بالرسالة الملكية بمناسبة الذكرى 60 لإحداث البرلمان المغربي.
كما تم تعديل المادة 42، حيث تم التنصيص ضمن اللوائح الداخلية للفرق والمجموعات النيابية على ضرورة التزام كل عضو من أعضاء الفرق والمجموعات النيابية بالتقيد واحترام مقتضيات مدونة الأخلاقيات، وذلك من باب التأكيد على أهمية هذه المدونة ودورها في تخليق الحياة البرلمانية.
وأدخلت لجنة النظام الداخلي تعديلا آخرا يتعلق بانتداب أربعة أعضاء من أعضاء مكتب المجلس اثنان منهما من المعارضة يشكلون لجنة تحدث لدى هذا المكتب مهمتها متابعة تطبيق مدونة الأخلاقيات وتقوم بعدد من المهام أهمها التحقق من المخالفات التي قد يرتكبها أحد أعضاء المجلس والمحددة في هذه المدونة.
وتقوم اللجنة بإحاطة مكتب المجلس بها علما، كما تقدم الاستشارة لمكتب المجلس، ولكل عضو من أعضاء المجلس يرغب في ذلك، وترفع توصياتها بشأن كل وضعية معروضة عليها لمكتب المجلس الذي تعود له مهمة ضبط ومراقبة احترام مدونة الأخلاقيات، وفي الأخير تعد تقريرا بأنشطتها كل سنة تشريعية على الأقل ترفعه لمكتب المجلس.
وتم التنصيص ضمن اختصاصات مكتب المجلس على اختصاص السهر على تنفيذ قرارات لجنة الأخلاقيات.
وتم التنصيص على بعض التفاصيل لأهداف مدونة الأخلاقيات البرلمانية، وذلك باقتباس مضمون الرسالة الملكية الموجهة للبرلمان بمناسبة الذكرى 60 لإحداثه حيث “يكمن الهدف الأساس في السمو بالعمل البرلماني عبر تغليب المصالح العليا للوطن والمواطنين، وتخليق الحياة البرلمانية، حتى يضطلع مجلس النواب بدوره كاملا في نشر قيم الديمقراطية وترسيخ دولة القانون، وتكريس ثقافة المشاركة والحوار، وتعزيز الثقة في المؤسسات المنتخبة”.
وأضافت لجنة النظام الداخلي تعديلا آخرا، يهم البند الخاص بالمسؤولية والالتزام الذي تضمن الحديث عن مسؤولية أعضاء مجلس النواب عن قرارتهم، “والصواب أن ما يصدر عن البرلمانيين هو تصرفات واختيارات أما ما يتعلق بالقرارات فهي في الأصل وظائف دستورية مؤسساتية يعود اتخاذها لمساطر محددة بنص الدستور والقوانين التنظيمية.
وفي السياق ذاته عرف البند الرابع المتعلقة بالأمانة والاستقامة “تعديلا بإضافة خصلتي النزاهة والمروءة للخصال الواجب الاتصاف بها من قبل أعضاء المجلس، بالإضافة إلى وجوب توخي أعضاء المجلس للباقة والاحترام عند التعبير عن مواقفهم وآرائهم.
وانصب تعديل آخر على التعديل الثامن لتدقيق وتوضيح علاقة مكتب المجلس بلجنة الأخلاقيات وذلك بإحالة كل مخالفة عليها لاقتراح ما تراه مناسبا في انتظار اتخاذ مكتب المجلس للقرار الملائم بشأنها.
وبحسب التعديلات، التي اطلعت عليها “مدار21″، فقد همت تجميع الجزاءات المتعلقة بالغياب غير المبرر عن اجتماعات اللجان والجلسات العامة، في مادة واحدة، ولإبراز أهمية الحضور كسلوك يعكس مستوى مسؤولية نواب الأمة، خاصة بعد أن أصبح الغياب لمدة تفوق السنة موجب من موجبات التجريد من عضوية مجلس النواب.
وأوردت اللجنة تعديلا مسطريا يتعلق بإحالة وضعية كل نائبة أو نائب لم يمتثل للإجراءات التأديبية المتخذة في حقه على لجنة الأخلاقيات لاقتراح الإجراءات الواجب اتخاذها ورفعها لمكتب المجلس.
وأعيدت صياغة المادة 401 استحضارا لمضمون الرسالة الملكية من خلال تفصيل اختصاص مكتب المجلس بالسهر على ضبط واحترام تطبيق مقتضيات هذه المدونة واتخاذ الإجراءات والتدابير المناسبة في شأنها تطبيقا لمقتضيات هذا النظام الداخلي.
وفي السياق ذاته تمت دعوة رؤساء الفرق والمجموعات النيابية إلى الحرص على ضمان احترام هذه المدونة، والتنصيص على التقيد بمقتضياتها باللوائح الداخلية لهذه الفرق والمجموعات وتحسيس جميع أعضائها بأهمية الالتزام بها لتحقيق الأهداف والمبادئ التي جاءت بها هذه المدونة.