هل ينقد صعود اليسار الفرنسيين من “خطاب الكراهية” و”فشل سياسة ماكرون”؟

مع إعلان النتائج الأولية للانتخابات الفرنسية وتبوؤ تحالف اليسار للصدارة، حسب إفادات وكالة الأنباء الفرنسية، بدأت قراءات وتنبؤات المحللين السياسيين لمستقبل المشهد السياسي الفرنسي تتواتر، حيث اعتبر بعضهم هذه النتائج الأولية تفيد رسالة “رفض الشعب الفرنسي للخطاب المتطرف لأقصى اليمين وإدانة حصيلة تدبير ماكرون للشأن الفرنسي خلال أزيد من 7 سنوات”.
أحمد نور الدين، المحلل السياسي والخبير في العلاقات الدولية، وصف النتائج الأولية بـ”غير المتوقعة”، مبرزا أنها “أحدثت انقلابا في نتائج الدور الأول”، مشددا على أن “الشعب الفرنسي أثبت رفضه للخطاب العنصري وللخطاب السياسي لأقصى اليمين وعلى رأسهم التجمع الوطني”.
هذه التقديرات الأولية، يواصل المهتم بالشأن الفرنسي أنها “تؤكد بالملموس أن الناخب الفرنسي يرفض التفريق بين الفرنسيين على أساس عرقي وديني أو على أساس لون البشرة أو بناء على الأصول”.
واستشف المصرح نفسه من النتائج الأولية لهذه الانتخابات أن “الشعب الفرنسي يدين حصيلة 7 سنوات من تدبير إيمانويل ماكرون للشأن الفرنسي”، مشددا على أن “هذه النتائج وإن لم تكتمل إلى حدود الآن أن تقدم ماكرون يرجع فيه الفضل إلى تجمع اليسار الذي رفض أن يذهب صوت واحد من الأصوات التي دعمته في الجولة الأولى من الانتخابات إلى اليمين المتطرف”.
وفي سرده لقراءات هذه النتائج الأولية، أورد المحلل السياسي ذاته أن “الشعب الفرنسي لازال متشبتا بقيم الجمهورية الخامسة بإعطاءه صوته لليسار على الرغم من حملة التشويه التي تعرض لها من طرف عدد من وسائل الإعلام الفرنسية”.
وأبرز نور الدين أن “هذه الحملات المسمومة والموبوءة ضد اليسار الفرنسي وضد حزب فرنسا الأبية بالخصوص برئاسة ميلنشون”، يواصل أحمد نور الدين واصفا الظروف التي أجري فيها الدور الأول والثاني من الانتخابات التشريعية الفرنسية، ويؤكد أنها “لم تكن إلا بسبب دعم اليسار للشعب الفلسطيني في إقامة دولته ورفضه للمجازر الإنسانية التي يتعرض لها”.
ولفت المصرح نفسه إلى أن “الشعب الفرنسي أعطى حكمه في هذه الانتخابات بأنه مع توجه اليسار للقضاء على الخطاب العنصري والانتقام من السياسات التي انتهجها الرئيس الحالي ماكرون التي أرهقت جيوب المواطن الفرنسي”.
وعن انعكاسات صعود تحالف اليسار في النتائج الأولية في الداخل الفرنسي، أشار المحلل ذاته إلى أنه “الآن بدأ الترويج على أن تحالف اليسار لا يملك 289 صوت والتي هي الأغلبية المطلقة”، مستدركا أن “الدستور الفرنسي والأعراف الديموقراطية تقول بأن الحزب الذي يحتل المرتبة الأولى هو الذي يجب أن يعين منه رئيس الحكومة”.
وواصل نور الدين بالقول إن “الذين يحاولون الترويج لهذا الخطاب يحاولون إدخال فرنسا في دوامة جديدة خلال هذه السنة المقبلة”، مفسرا أنه “إذا لم تعطى رئاسة الحكومة لتحالف اليسار فهذا يعني أن ماكرون سيتحالف مع اليمين المتطرف الذي ظل يعتبره بعبعا خيف من خلاله الفرنسيين”.
وخلص المهتم بالعلاقات الدولية أن “الرئيس ماكرون ليس أمامه إلا أن يعين رئيس الحكومة من تحالف اليسار علما أن ميلنشون صرح أنه لن يكون هناك أي تحالف مع ماكرون”، مشددا أن “الرئيس الفرنسي لا يملك سوى هذا الخيار أو إدخال فرنسا في فوضى عارمة”.