بنكيران: حزبنا كان سباقا في التجاوب مع الدعوة الملكية لتعديل مدونة الأسرة

اعتبر الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله بنكيران تعديل مدونة بمثابة أهم المعارك التي خاضها حزب “المصباح” والذي كان سباقا لإثارة الموضوع.

وأكد عبد الإله بن كيران في كلمته خلال الاجتماع العادي للجنة الوطنية لحزب العدالة والتنمية، أنه تجاوب بشكل مباشر وتلقائي مع طرح الملك محمد السادس لقضية مدونة الأسرة، لكونه عبر عن موقفه من تعديلها، حينما توجه أعضاء منه عند اللجنة المكلفة بتعديل المدونة وقدموا وثيقة تضمنت موقفهم الكامل اتجاهه.

وأقر بنكيران أن إحالة جلالة الملك لملف المدونة على المجلس العلمي الأعلى يدخل في اطار صلاحيات جلالته باعتباره أمير المومنين، مشيدا بهذا القرار.

وأبرز الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، بأن حزبه ساهم في ترسيخ مجموعة من المكتسبات في ما يتعلق بالتنظيم، مضيفا أن كل من لم يعد ينسجم مع مواقف الحزب بإمكانه خوض تجربة سياسية أخرى.

كما شدد في نفس السياق على استمرارية الحزب في الدفاع عن مواقفه الراسخة ومبادئه المرتبطة بالمرجعية الدينية والمحافظة للمغاربة.

وتوقف بنكيران بشكل كبير عند دور إمارة المؤمنين في الحفاظ على توابث المغرب ومتانة الدولة وصون الجانب الديني للمغاربة، مؤكدا على “شرعتيها الدينية والتاريخية وأحقيتها في تدبير الحقل الديني بكل توازن واقتدار” على حد تعبيره.

ولم يمنع ذلك بنكيران من الكشف عن كونه كان معارضا للملكية في ثمانينيات القرن الماضي، إلا أن استيعاب مفهومها لديه كان في السجن عندما وجد بأن المملكة المغربية مكتوب عليها الدولة الاسلامية.

ونبه رئيس الحكومة الأسبق إلى ضرورة استثمار توافق المغاربة حول مؤسسة إمارة المؤمنين لتفادي سيناريوهات عسيرة لدول أخرى، مع تحصين النموذج المغربي الديني من التفرقة والطائفية، محذرا مما أسماه “المد العلماني”.

ولم يفوت بنكيران الفرصة للحديث عن تشبت حزبه بالقضية الفلسطينية ونصرتها وضرورة حماية المدنيين من المزيد من التقتيل والعنف والإبادة.

كما أشاد بنكيران بحزب العدالة والتنمية، باعتباره حزبا جديرا بكل احترام، مؤكدا أن شعور “التقص” الذي يراود أعضائه يعد شيئا إيجابيا، لافتا إلى الكم الهائل من الأعضاء المنتميين لحزب المصباح والذي يبلغ 100 عضو في كل مدينة بالمغرب.

واعتبر بنكيران أن معارضة الأحزاب لعمل الحكومة الحالية يعد أمرا إيجابيا، بقوله: “ماشي الدولة تسعد بمن يوافقها دائما”، مضيفا: “حنايا ف الساحة تانتكلمو فالصغيرة والكبيرة هادي نعمة من الله”.

ووجه المتحدث عينه رسالة قوية في خطابه، بتأكيده عن كون حزب العدالة والتنمية لا يزال حيا، بقوله: “نحن لم نمت، الحزب لا يزال حيا ويعارض ويواجه كلما يعتبره خطأ”.

وعبر بنكيران عن رفضه القاطع لما يقع في دول أوروبية عديدة، والتي تستهزئ برؤسائها وزعمائها، بقوله: “حنا مسلمين، والتوقير دالملك والسلطان واجب”، مطالبا المغاربة “بتجاهل أولئك الأشخاص الذين لا يحبون وطنهم ويرغبون في إشعال الفتنة”.