قطع العلاقات الدبلوماسية والإغلاق الجوي “يرتد” على وضعية جزائريين بالمغرب

بعد أسبوع تقريبا من قرار الرئاسة الجزائرية الإغلاق الفوري لمجالها الجوي أمام جميع الطائرات المدنية والعسكرية المغربية، يعيش جزائريون بالمغرب وضعية صعبة، بسبب عدم قدرتهم على السفر لبلادهم.

وقال النائب البرلماني عن الجالية، عبد الوهاب يعقوبي، إن الحكومة الجزائرية تدرس قرارات جديدة لتسهيل عودة “الجالية الجزائرية بالمغرب”.

وأوضح يعقوبي، في تدوينة على صفحته بـ”فيسبوك” إنه التقى، الأربعاء الفارط، رفقة نواب، مسؤولين في وزارة الشؤون الخارجية لرفع انشغالات الجالية الجزائرية بالخارج.

وأضاف النائب البرلماني أنه تم خلال هذه الزيارة تناول عدة مواضيع على رأسها الملف الرئيسي المتعلق بغلق الحدود والصعوبات الكبيرة لتنقل الجالية، حيث قال: “أبشروا بانفراج قريب لهذه الملفات بإذن الله.”

وفي السياق ذاته، قلّل الخبير الاقتصادي، المهدي لحلو، في حديث سابق لجريدة “مدار 21” الإلكترونية، من الأضرار الاقتصادية للقرار الجزائري على المملكة، معتبرا أن الإغلاق الجوي قرار سياسي يراد به قطع العلاقات بين البلدين بشكل نهائي.

وأضاف لحلو “منع الطائرات المغربية من المرور عبر الأجواء، هو منع من النزول في المطارات الجزائرية، وبما أن الحدود البرية بين البلدين مغلقة منذ 1994، فذلك يعني قطع العلاقات كيفما كانت، تجارية أو إنسانية مع المغرب، مما سيؤثر سلبا على الساكنة بدرجة أولى، خاصة المغاربة الذين يقصدون الجزائر لزيارة عائلاتهم ونفس الأمر بالنسبة للجزائريين”.

وأوضح الخبير الاقتصادي المغربي أن الضرر الأكبر ضرر إنساني أكبر منه اقتصادي، والجزائر بإغلاقها للأجواء  “أخدت المغاربة والجزائريين الذين ينتقلون بين البلدين كرهائن”، مشددا على أن “المبادلات التجارية ضعيفة بشكل كبير بين المغرب والجزائر، وحتى إذا كانت، فتستعمل البواخر وليست الطائرات، وبالنسبة للطائرات العسكرية فإنها لا تمر عبر الأجواء الجزائرية، لا قبل قرار الإغلاق ولا بعده”.

وقال رمطان لعمامرة، وعقب إعلانه قرار بلاده قطع العلاقات الديبلوماسية في 24 من غشت الفارط: “نطمئن المواطنين الجزائريين في المغرب والمغاربة في الجزائر أن الوضع لن يؤثر عليهم. قطع العلاقات يعني أن هناك خلافات عميقة بين البلدين لكنها لا تمس الشعوب”.

وكان وزير الخارجية الجزائري، قد أعلن أن بلاده قررت قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب، الثلاثاء 24 غشت الفارط، قائلا إن الجزائر قررت قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب بسبب ما وصفها بـ”أفعال عدائية متواصلة” من المغرب ضد الجزائر.

ومن جانبها وصفت السلطات المغربية، إعلان الجزائر قطع العلاقات الدبلوماسية معها، بـ”القرار غير المبرر”.

ووفق بيان لوزارة الخارجية المغربية، فـ”المملكة المغربية أخذت علما بالقرار الأحادي الجانب للسلطات الجزائرية بقطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب ابتداء من هذا اليوم.. وإذ يعرب المغرب عن أسفه لهذا القرار غير المبرر تماما بيد أنه متوقع، بالنظر الى منطق التصعيد الذي تم رصده خلال الأسابيع الاخيرة، وكذا تأثيره على الشعب الجزائري، فانه يرفض بشكل قاطع المبررات الزائفة، بل العبثية التي انبنى عليها”.

وأضافت الخارجية المغربية: “ومن جانبها، ستظل المملكة المغربية شريكا موثوقا ومخلصا للشعب الجزائري وستواصل العمل، بكل حكمة ومسؤولية، من أجل تطوير علاقات مغاربية سليمة وبناءة”.