تأهيل الأسواق…هل يخلص البيضاء من فوضى الباعة الجائلين؟

احتضانها للمنافسات الكروية الهامة، جعلها تسارع الزمن لإصلاح وترميم العديد من الأسواق، وترحيل بعضها إلى خارج العاصمة الاقتصادية لفك مشاكل الاكتظاظ، الدار البيضاء كغيرها من المدن في استعدادات لإعادة تأهيل العديد من الأماكن والمآثر كما الأسواق لتواكب التطور والقطب المالي للمدينة.
ويستعد مجلس عمالة الدار البيضاء بشراكة مع مجلس الجماعة ومجلس الجهة، بالإضافة إلى بلدية الدار البيضاء، ومجلس مقاطعة البرنوصي، وشركة الدار البيضاء للتجهيزات، إلى تنفيذ مشروع اتفاقية شراكة لتجديد ثلاثة أسواق بلدية في حي سيدي البرنوصي بالدار البيضاء، بميزانية إجمالية تقدر بـ90 مليون درهم.
الوضعية المتردية لهذه الأسواق بالإضافة إلى أسواق اخرى، كانت تستوجب منذ وقت طويل تسريع تهيئتها في ظل تعاقب المجالس عليها، وتعثر مشاريع عديدة تسببت في إقصاء هذه الأسواق البلدية من التهيئة.
وفي هذا السياق، أكد أحمد بريجة، نائب رئيس عمالة الدار البيضاء، أن مجلس العمالة سمح في إطار الاختصاصات المشتركة ما بينه وبين القطاعات الحكومية المعنية والجماعات الترابية، وبالتعاقد مع مجلس الجماعة والمجلس الجهوي الدار البيضاء سطات، بترميم وإعادة بناء أسواق الدار البيضاء بشكل يرقى إلى تطلعات الساكنة.
وأورد المسؤول بمجلس العمالة ضمن تصريح لجريدة “مدار 21” الإلكترونية، أن القوانين المؤطرة لنظام الجماعات الترابية سمحت بإنجاز المشاريع بالتعاون مع الجهات الأخرى من أجل تحقيق أهداف واحدة مشتركة.
وتخطط عمدة الدار البيضاء، نبيلة الرميلي منذ دورة ماي الماضية، من خلال تأهيل هذه الأسواق، إلى إتاحة الفرصة للباعة الجائلين للحصول على محلات بدلا من ممارسة أنشطتهم التدجارية في الشوارع وعرقلة حركة السير.
سيدي مومن وسيدي البرنوصي بالدار البيضاء، من بين أكبر الأحياء التي تعاني من مشاكل انتشار الباعة الجائلين بشكل يعرقل حركة السير ويقض مضاجع السكان.
المرحاني عبد الغني، نائب رئيس مقاطعة سيدي مومن، أكد أن السلطات المحلية بالمقاطعة الممتدة على حوالي 47 كيلومتر مربع، وتشمل حوالي مليون نسمة من السكان، تقوم بمجهودات جبارة لحل مشكل الباعة المتجولين.
وأوضح، في تصريح سابق لجريدة “مدار 21” الإلكترونية، أن السلطات تقوم بحملات مؤقتة، بل مستمرة في بعض الأحيان لحل مشكل العربات المجرورة بالمنطقة.
وشدد على ضرورة أن تقوم هذه الحملات بأدوار المعالجة المتكاملة، مفسرا في الوقت ذاته: ”إن محاربة الباعة المتجولين والقضاء على العربات المجرورة، يجب أن يشمل حلا بديلا لهؤلاء“.
وأكد أن الإشكال الموجود في هذا السياق، هو عندما تقوم السلطات بحملات لمحاربة الباعة المتجولين، لكن دون أن تجد حلول ممكنة للظاهرة، حيث يعود الباعة بعد مدة معينة من جديد إلى نفس المكان كأن شيئا لم يكن“.
وأشار العضو بمجلس مدينة الدار البيضاء، عن فريق الاستقلال، إلى أن العاصمة الاقتصادية مقبلة على تنظيم تظاهرات كروية عالمية مهمة، ولها التزامات دولية، الأمر الذي يستدعي إصلاح هذه المشاكل التي تعاني منها المدينة في أقرب وقت.
وأردف المتحدث ذاته، ‘‘إن المكتب المسير لمجلس المدينة، وعمال جهة الدار البيضاء-السطات يجب أن يشمروا على سواعدهم، ليجدوا حلول جدية للمدينة، كما هو الحال مع الوالي محمد امهيدية، الذي قام بدينامية حركية ملحوظة شهدتها الجهة كاملة’’.
وما تزال ساكنة سيدي مومن تعاني من مشاكل عديدة تؤرق بال المواطنين، منها احتلال الملك العمومي، وغياب علامات التشوير التي تتسبب بحوادث سير بالمنطقة، إضافة إلى السكن العشوائي الذي اعتبره نائب رئيس مقاطعة سيدي مومن ”إشكالا كبيرا يجب حله في أقرب وقت”.
جدير بالذكر، أن جماعة الدار البيضاء خصصت بمعية مجلس جهة الدار البيضاء سطات، خلال انعقاد الدورات العادية لشهر فبراير وماي الماضيين، ميزانية ضخمة من أجل إعادة ترميم وإصلاح المركب التجاري والحرفي ليساسفة 1 والولفة بالإضافة إلى الحي الحسني.
كما قررت الجماعة إعادة تأهيل وهيكلة سوق “باب مراكش” التاريخي المتواجد بجماعة سيدي بليوط، وذلك في إطار خطة لتطوير البنية التحتية للأسواق الشعبية وتعزيز جاذبيتها.