مجتمع

استطلاع: ثقة المغاربة في البرلمان والقضاء تتزايد وثلثهم يفكر بالهجرة

استطلاع: ثقة المغاربة في البرلمان والقضاء تتزايد وثلثهم يفكر بالهجرة

كشف البارومتر العربي، وهو شبكة بحثية مستقلة تأسست سنة 2006، ومقرها الولايات المتحدة الأمريكية، عن نتائج أحدث استطلاعاته بالمغرب، والذي تدور رحاه حول عدد من القضايا، وتشمل الاقتصاد والثقة في الحكومة وأدائها، والحريات المدنية، والعلاقات الدولية، ووضع المرأة في المجتمع، والبيئة.

وأكد البارومتر أنه وبعد تقلّب في الآراء حول دعم الديمقراطية في السنوات الماضية، زاد دعم المغاربة للحكم الديمقراطي، بخاصة دعم النظام البرلماني متعدد الأحزاب (68 بالمئة)، وما زالت الثقة في الحكومة المغربية (33 بالمئة) ورئيس الحكومة عزيز أخنوش (30 بالمئة)، بينما زادت الثقة في البرلمان (38 بالمئة) والجهوية (49 بالمئة) والقضاء (74 بالمئة) ومنظمات المجتمع المدني (70 بالمئة).

وأشار في استطلاعه الذي شمل 2400 شخص، تم استجوابهم وجها لوجه، عن تباين تقييم المواطنات والمواطنين لأداء الحكومة، والذين أكدوا أن تصنيفات البنية التحتية والأمن أعلى من الرعاية الصحية والتعليم والاقتصاد، معتبرين  أن الإنفاق على الدعم والتعليم والرعاية الصحية هي أهم أولويات الإنفاق الحكومي.

وتنقسم آراء المغاربة حول القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية بقوة بحسب الوضع الاجتماعي-الاقتصادي، إذ صنّف ثلث المغاربة فقط الوضع الاقتصادي بالمغرب تصنيفات إيجابية، في حين يرى 4 من كل 10 أشخاص (39 بالمئة) أن الفجوة بين الأغنياء والفقراء تتسع. ويرى المغاربة أن أكبر التحديات التي تواجه بلدهم هي الاقتصاد (22 بالمئة) والفساد (20 بالمئة) والخدمات العامة (18 بالمئة)، ثم التغير المناخي (14 بالمئة).

وبحسب نتائج الاستطلاع، قال ثلثا المغاربة تقريباً (63 بالمئة) إن طعامهم نفد قبل توفر النقود لشراء المزيد خلال الأيام الثلاثين الماضية مقارنة بـ36 في المئة عام 2022.

ومن بين الإجراءات الأكثر ذكراً من المواطنين هي الحدّ من الكساد (28 بالمئة) وخلق فرص العمل (20 بالمئة) وإصلاح التعليم (14 بالمئة) وزيادة الأجور (11 بالمئة).

ويرغب الثلث تقريباً (35 بالمئة) في الهجرة، وذكر عدد كبير العوامل الاقتصادية كسبب رئيسي لهذه الرغبة (45 بالمئة من الراغبين في الهجرة). ومن يرغبون في الهجرة أكثرهم رجال تحت سن 30 عاماً حصلوا على التعليم الجامعي. وقال أكثر من نصف المهاجرين المحتملين (53 بالمئة) إنهم قد يقبلون على الهجرة حتى لو لم تتوفر الأوراق الرسمية اللازمة.

ويسجل البارومتر، أنه بالنسبة إلى الحريات المدنية، قال أغلب المغاربة (58 بالمئة) إن حرية التعبير عن الرأي مضمونة بدرجة كبيرة أو متوسطة، ويعتقد أكثر من النصف أيضاً (57 بالمئة) أن حرية التظاهر مضمونة بدرجة كبيرة أو متوسطة، وفي هذا زيادة بواقع 12 نقطة مئوية مقارنة بعام 2022 (45 بالمئة).

يشعر الكثير من المغاربة بالقلق حول القيود على حرية التعبير عن الرأي عبر الإنترنت، لا سيما الرقابة والمنع من قِبل الحكومة (54 بالمئة) والحكومات الأجنبية (51 بالمئة) ومن قِبل منصات التواصل الاجتماعي (53 بالمئة).

وانحسرت كثيراً نسب تأييد التطبيع لدى المغاربة، يؤكد البارومتر، ويرجح أن السبب هو حملة إسرائيل العسكرية على غزة، “إذ تبدو آثار الحرب في غزة أعرض”، التي أثرت أيضا على آراء المواطنين والمواطنات في القوى العالمية والإقليمية. مقابل تزايد شعبية روسيا والصين، مشيرا إلى أن “وتظهر نفس التفضيلات حالياً فيما يخص قادة الدول الأجنبية”.

وتوصّل استطلاع الباروميتر العربي 2023-2024 أيضاً إلى أن هناك تراجع طفيف في الآراء حول قدرة النساء على القيادة السياسية بالمغرب رغم وجود دعم كبير لتخصيص مقاعد للنساء في البرلمان (71 بالمئة) والحكومة (70 بالمئة). بالمثل، يرى ثلاثة أرباع المغاربة تقريباً (73 بالمئة) أن وجود النساء في مقاعد القيادة السياسية مفيد تعزيز حقوق المرأة.

وبالنسبة لمجال العمل، قال الثلثان تقريباً (64 بالمئة) بضرورة المساواة بين الرجال والنساء في فرص العمل، ويرى المغاربة معوقات كثيرة تعترض عمل النساء؛ المعوقات الأكثر ذِكراً هي عدم توفر فرص العمل (17 بالمئة) وتدني الأجور (14 بالمئة) والتحيّز ضد النساء (13 بالمئة) وغياب خيارات رعاية الأطفال (12 بالمئة).

ويقرّ المغاربة باستمرار تعرض النساء للتحرش، حيث قال 8 من كل 10 أشخاص (79 بالمئة) إن التحرش منتشر في الشوارع من قِبل الغرباء، وقال الثلثان (65 بالمئة) الأمر نفسه عن التحرش في أماكن العمل.

ويشدد المغاربة على الآثار الكبيرة لتغير المناخ على حياتهم اليومية، ويطالبون حكومتهم – بشكل متزايد – باتخاذ إجراءات للتصدي لهذه المشكلة المُلحّة.

المياه هي مبعث القلق الأول بملف البيئة في المغرب، إذ قال 4 من كل 10 أشخاص إن غياب موارد المياه (24 بالمئة) أو تلوث مياه الشرب (11 بالمئة) أو تلوث الموارد المائية (5 بالمئة) هي أكبر تحديات بيئية في المغرب.

في أعقاب زلزال الحوز، أصبح المغاربة أكثر قلقاً من تغير المناخ ويرغبون في فعل حكومتهم المزيد للتصدي له. في الوقت الحالي، يقول 8 من كل 10 أشخاص إن على الحكومة عمل المزيد في ذلك الملف (80 بالمئة). هذه النسبة تبلغ ضِعف مثيلتها (40 بالمئة) في الدورة الماضية في عام 2022.

ويشعر المغاربة بالرضا بشكل عام عن تعامل الحكومة مع الزلزال. في المُجمل، قال 43 بالمئة إن إدارة الحكومة للأزمة لبّت التوقعات وقال 3 من كل 10 أشخاص (31 بالمئة) إنها فاقت التوقعات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News