استهداف أوروبي جديد للمنتوجات المغربية بـ”تحذيرات مشبوهة”

مرة أخرى، أصدر نظام الإنذار السريع للأغذية والأعلاف (RASFF) التابع للاتحاد الأوروبي، تحذيرا جديدا يستهدف المنتجات الفلاحية المستوردة من المغرب، يشير فيه إلى أن شحنة من الفلفل تحتوي على “مبيدين حشرين”، وهو ما يثير عددا من الأسئلة وعلامات الاستفهام.
وأفادت صحيفة “أوكدايرو” أن هذه الشحنة وبعد فحوص روتينية على الحدود الإسبانية، تبين أن شحنة الفلفل القادمة من المغرب تحتوي على فينازاكوين وكلوربيريفوس اللذين يحملان تصنيف “خطر شديد” على الصحة لتأثير الأول مباشرة على الجهازين التنفسي والعصبي، “ويمكن أن يؤدي حتى إلى الشلل، أما الثاني فيرتبط بظهور سرطان الثدي”.
وذكر المصدر ذاته أن كلوربيريفوس يُحظر استخدامه على المزارعين في الاتحاد الأوروبي، وهو مبيد حشري فوسفوري عضوي يتميز بقدرة اختراق عالية في الفواكه والخضروات ويقتل الحشرات بالملامسة، وقد ربطت الدراسات العلمية بينه وبين ظهور سرطان الثدي؛ حتى بجرعات صغيرة.
وبالنسبة للمبيد الثاني، أشارت “أوكدايرو” إلى أنه مبيد عث يستخدم ضد الذبابة البيضاء التي تؤثر بشكل خطير على عملية التمثيل الغذائي، وقوته تشل الجهاز العصبي للحشرات بشكل فوري، ولكن له أيضًا تأثيرات على الجهاز العصبي للبشر، وكذلك على الجهاز التنفسي، إذ تسبب ملامسته للجلد تهيجًا.
وبالرغم من المعطيات التي “تفننت” وسائل إعلام إسبانية وأوروبية شهيرة بمهاجمتها للمملكة، في تداولها، إلا أن المغرب لم يصدر أي تعليق عليها لحدود الساعة.
ويأتي هذا التحذير في أعقاب صدور معطيات رسمية من مؤسسات رسمية إسبانية تؤكد أن مدريد زادت من وارداتها من الفواكه القادمة من المغرب بنسبة 46.17٪ في فبراير 2024 مقارنة بنفس الشهر من عام 2023، وذلك بالرغم من تزامن ذلك مع احتجاجات المزارعين التي شلت البلاد وأوروبا لأشهر.
وارتفعت مشتريات إسبانيا من المغرب من 12.9 مليون كيلوجرام من الفواكه في فبراير 2023 إلى 18.9 مليون كيلوجرام في الشهر الثاني من هذا العام، وفقًا للبيانات التي نشرها وزارة الاقتصاد والتجارة والشركات نهاية الأسبوع الفارط.
ولم تزد إسبانيا فقط من استيراد الفواكه من المغرب، بل أيضًا من الخضروات والبقوليات. إذ ارتفعت مشتريات البلاد من هذه المنتجات من الرباط من 27.8 مليون كيلوجرام في فبراير العام الماضي إلى 35.3 مليون كيلوغرام، وشهدت زيادة واردات المغرب من البقوليات والخضروات زيادة بنسبة 27.07٪ على أساس سنوي.
وقبل أيام، كشف محمد صديقي، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أن “لوبيات” تحاول استهداف سمعة المنتجات المغربية بسبب دوافع المنافسة، من خلال تضخيم الأخبار حول سلامتها الصحية، مؤكدا أن هذه الأخيرة خط أحمر، سواء بالنسبة للمنتجات الموجهة للتصدير أو للسوق الوطنية.
وقال صديقي، خلال حلوله ضيفا على جريدة “مدار21” ببرنامج “مع بلهيسي”، إن ما يتم تصديره لا يُعاد إلى السوق ويتم إتلافه في حال تسجيل ملاحظات، مؤكدا وجود “صرامة بالنسبة للمغرب في موضوع السلامة الصحية، ويتم توظيف كل الإمكانيات، وما يروج خلال الأشهر الأخيرة مصدره المنافسين للمغرب ومن لهم مصلحة في ضرب المنتجات المغربية”.
وأكد أن ما يتم ترويجه تقف خلفه لوبيات لمهاجمة المنتجات المغربية، مضيفا بخصوص ما يتعلق بأنظمة الإنذار توصل المغرب بإنذارين فقط على مدى ثلاثة سنوات بخصوص المشكل المرتبط بالفراولة، مشيرا إلى أنه بالمقابل توصلت فرنسا بـ28 إنذارا وإسبانيا أكبر، ومع ذلك لا يتم الحديث عن ذلك مقابل محاولة محاصرة المغرب بسبب إنذارين.
وأوضح أن ما يروج هو استهداف وينبغي أن نعرف المعلومة الصحيحة، مضيفا أنه لو كانت المنتجات المغربية بها إشكالية صحية لن يكون بإمكاننا تصديرها نهائيا، لكننا نصدر، ليس للاتحاد الأوروبي فقط، بل إلى بريطانيا وأمريكا وكندا وغيرها