رحيل البرناكي يوحِّد الوداديين والجمع الانتخابي يُوقِظُ “البرلمان الأحمر”

في وقت سارع عبد المجيد البرناكي إلى إبقاء كرسي رئاسة الوداد الرياضي دافئا لخليفة الرئيس السابق، سعيد الناصيري، المعتقل في ملف بارون المخدرات المالي، المعروف إعلاميا بـ”إسكوبار الصحراء” في محاولة لإعادة الهدوء إلى “القلعة الحمراء”، بدأت قرارت المكتب المديري “المؤقت” تأخذ مفعولا عكسيا بعدما ثار أنصار النادي غضبا بسبب موعد الجمع العام الاستثنائي.
ويمر الوداد من فترة حساسة منذ اعتقال رئيسه السابق في ملف متعلق بالتهريب الدولي للمخدرات، إذ خرج خلال الموسم الجاري بخُفّي حُنيْن بعد إقصائه المبكر من البطولة العربية للأندية ودوري أبطال إفريقيا، وخسارة نهائي “السوبر ليغ”، زيادة على تقهقره إلى المركز الخامس في ترتيب الدوري الاحترافي على بعد جولتين من إسدال ستار الموسم.
ومباشرة بعد الخسارة أمام أولمبيك آسفي، سارع المكتب المديري للوداد، يوم أمس الأربعاء، إلى الإعلان عن موعد الجمع العام الاستثنائي لانتخاب رئيس جديد، علما أن مكتب البرناكي انتُخب لولاية تمتد لأربع سنوات نهاية مارس الماضي.
لكن التاريخ الذي حدده البرناكي في 18 يوليوز المقبل وضعه في مرمى انتقادات منخرطي وجماهير الوداد، التي اتهمت الرئيس المؤقت بـ”تعمد” تأخيره لـ”غاية في نفس عبد المجيد”.
واتهم الفصيل المشجع للوداد “وينرز” رئيس الفريق بالإخلال بوعد قطعه خلال اجتماع جمعه مع أعضاء من المجموعة والمنخرطين، والذي التزم فيه “بعظمة لسانه على أن 30 يونيو على أبعد تقدير هو تاريخ الجمع العام القادم”.
وأكد “وينرز” في منشور على حسابه الرسمي رفضه القاطع لموعد الجمع العام الاستثنائي، معللا موقفه بأنه تاريخ “لا يخدم مصالح الوداد الرياضي من قريب أو بعيد، ولا يخدم المكتب المسير الجديد الذي يحتاج لوقت كافٍ للإعداد لموسم مقبلِين فيه على استحقاقات هامة، مطالَبين فيها بمحو الصورة البئيسة للموسم الحالي وتمثيل المملكة أفضل تمثيل في أقوى نسخة في تاريخ كأس العالم للأندية”.
ورفض الفصيل ما سماه “سياسة فرض الأمر الواقع”، عادّا “التماطل والتحجج بأعذار واهية لتأخير الجمع العام ضربٌ للمصداقية ومحاولة غير بريئة لربح الوقت لغاية في نفس عبد المجيد”.
واصطف “برلمان” النادي الأحمر إلى جانب “وينرز” في بلاغ ناري وجهه إلى الرئيس، عبد المجيد البرناكي، مؤكدا أن “إخلاف الوعود ليس من شيم الأحرار، وهذا بالضبط ما قمت به اليوم، ومنذ توليك رئاسة أمجد ناد في المغرب”.
وشدد منخرطو الوداد للبرناكي على أن “سكوتنا” لا يعني موافقتنا وتأييدنا لـ”مهازلكم التسييرية”، مؤكدين أن بلاغيْ تحديد موعد الجمع العام الاستثنائي وتشكيل لجنة تلقي الترشيحات “قطعا آخر وأرفع خيوط الثقة التي كانت تربطك بهيئة المنخرطين”.
وأشار المصدر ذاته أن المنخرطين طالبوا بعقد الجمع العام الانتخابي في أقرب الآجال، لكن البرناكي “تشبث بعقده نهاية شهر يونيو، والتزم الأسبوع الماضي بالإعلان عن ذلك في الصفحة الرسمية للنادي”، مردفا “التاريخ الذي وضعته (18 يوليوز) لم يسبق لك ذكره في أي من اجتماعاتنا، وسيضر النادي بكافة فروعه الموسم المقبل”.
وفي السياق ذاته، أكد منخرط ودادي، فضل عدم الكشف عن اسمه، أن البرناكي “يحاول وضع منخرطي الوداد أمام الأمر الواقع من أجل إعادة انتخابه رئيسا للفريق بتأخير الجمع العام العادي الذي سيُحوّل إلى جمع عام استثنائي بذريعة أن الوقت غير كافٍ لرئيس جديد”.
وأضاف المنخرط الودادي، في اتصال هاتفي مع جريدة “مدار21″، أن “الجمع العام سيعقد في 18 يوليوز والموسم سينطلق في غشت، وهذا يعني أن المكتب الجديد سيكون أمام أقل من شهر للإعداد للموسم المقبل”، مشددا على أن “المشاركة في كأس العالم للأندية تستدعي عقد جمع عام مبكر لاختيار مدرب جديد ومنحه الوقت والدعم اللازمين للخروج من الأزمة التي تخبط فيها النادي خلال الموسم الجاري”.
وكشف المصدر عينه أن فئة كبيرة من منخرطي الوداد لا تؤيد استمرار البرناكي وأعضاء مكتبه المديري، مؤكدا نية البرلمان الأحمر “طي صفحة الماضي وانتخاب رئيس جديد ببرنامج طموح في أقرب وقت ممكن”.