هزالة الأداء وضعف الأندية.. هل تستطيع الفرق المغربية المنافسة قاريا مستقبلا؟

لم يكن ظهور الأندية المغربية بالبطولات القارية في الموسم الحالي مشرفا، فبعد الخروج المبكر لنادي الفتح الرباطي على يد اتحاد العاصمة الجزائري من إياب الدور التمهيدي الثاني من كأس الكونفدرالية الإفريقية، وفشل ممثلي المغرب بدوري أبطال إفريقيا، الجيش الملكي والوداد الرياضي من بلوغ الأدوار النهائية، جعل آمال الكرة المغربية معلقة بين يدي نادي نهضة بركان الذي أضاع بدوره لقب الكاف الثالث في تاريخه لصالح نظيره الزمالك المصري في النهائي بطريقة دراماتيكية.

وفتحت الإخفاقات المتتالية للفرق المغربية على المستوى القاري والتي أدت إلى تغييبها بشكل مفاجئ عن منصات التتويج خلال الموسم الحالي، تساؤلات عديدة بالأوساط الرياضية المغربية والإفريقية حول ما إذا كان في استطاعة الفرق الوطنية منافسة كبار القارة السمراء مستقبلا.

وفي هذا الصدد، يرى المحلل والناقد الرياضي، محمد الماغودي، أنه في استطاعة الفرق المغربية إرجاع هيبتها القارية في قادم المواسم، بالنظر إلى الرقم المحترم التي تتوفر عليه من ألقاب إفريقية في كأسي دوري الأبطال وكأس “الكاف” في مقدمتها الوداد والرجاء الرياضيين، ونهضة بركان، علاوة على الجيش الملكي والمغرب الفاسي.

وأقر الماغودي في تصريح لجريدة “مدار21″، بالتراجع الكبير الذي شهدته مستويات الأندية الوطنية، سواء تلك التي كانت مرتبطة بشخص وتقهقرت بمجرد رحيله عن قيادة الفريق كما وقع للوداد الرياضي، أو بأندية تم تسييرها من طرف أشخاص ممن أساؤوا تدبير المرحلة، مما أثر على ظهورهم إفريقيا كما حدث مع فريق الرجاء الرياضي حسب قوله.

ولذلك، أكد محمد الماغودي أن عودة الفرق المغربية إلى المنافسة القارية مرهونة بتحولها من التسيير الفردي إلى المؤسساتي، مناشدا الحكومة المغربية بضرورة التدخل لمساعدتها ماليا التي تمثل المغرب في المحافل الإفريقية.

إلا أن المحلل والناقد الرياضي، اعتبر أنه، أخدا بالتركيبة البشرية والموارد المالية الحالية للفرق الوطنية، لن تتمكن خلال الموسم القادم من عبور دور المجموعات من المسابقتين الإفريقيتين.

وتابع الماغودي أنه وبالنسبة لفريق الرجاء الرياضي، الذي يمر من أزمة مالية خانقة، فإن حفاظه على لاعبيه الحاليين يعد إنجازا كبيرا، بينما فريق الجيش الملكي وبالنظر لما يتوفر عليه من موارد تقنية لا يعد مؤهلا بتاتا لتمثيل المغرب إفريقيا، مؤكدا أن النهضة البركانية يعد الفريق الوحيد الذي يتواجد في خانة الأندية المغربية ذات الوضع المالي المستقر حسب قوله.

وشدد على أن دخول الحكومة على الخط سيمنح هاته الفرق القدرة على القيام بتعاقدات وانتدابات للاعبين ومدربين على المستوى العالي، إلى جانب إخراجها من الأزمة المالية التي تطالها بقوله: “تتحمل الحكومة مسؤوليتها الكاملة فيما يعانيه حاليا كل من الوداد والرجاء ماديا، باعتبار أن إغلاق مركب محمد الخامس جر خسائر مالية كبرى على الناديين”، مؤكدا أن الحكومة ملزمة بجبر الضرر على قطبي العاصمة الاقتصادية.

وأضاف الماغودي أن الحجر الصحي الذي أقرته الحكومة السابقة أثر بدوره على خزائن الأندية، مبرزا أن آثار هذا القرار ما تزال حاضرة بقوة إلى الآن.

وبخصوص فشل فريق الجيش الملكي في إيصال نجاحه الوطني على المستوى القاري خلال المواسم الأخيرة، أوضح المتحدث عينه أن طبيعة الانتدابات التي قام بها الفريق العسكري حالت دون بلوغه أدوارا متقدمة بالمسابقات القارية التي شارك بها في السنوات الأخيرة.

ولم يمنع ذلك الماغودي من التأكيد أن الجيش الملكي، باعتباره لا يعاني من الأزمة المادية التي تطال فريقي الوداد والرجاء، ملزم بالقيام بتعاقدات على المستوى العالي حتى يتمكن من العودة بقوة لينافس إفريقيا.