الحرارة بالمغرب تتجاوز معدلها الموسمي بـ8 درجات والأرصاد توضح الأسباب

أفادت المديرية العامة للأرصاد الجوية، أنه من المرتقب أن تشهد درجات حرارة الأيام المتبقية من هذا الأسبوع ارتفاعا ملموسا بجنوب ووسط البلاد وذلك نتيجة نشاط المنخفض الحراري الصحراوي والذي يساهم في صعود كتل هوائية حارة وجافة من الصحراء الكبرى نحو جنوب ووسط البلاد وجنوب شرق البلاد.

وبحسب التوضيحات التي حصلت عليها جريدة “مدار21” الإلكترونية من المديرية، فإنه من المتوقع أن تتجاوز درجات الحرارة المرتقبة معدلها الموسمي بـ 5 إلى 8 درجات خاصة في المناطق الجنوبية وبعض السهول الداخلية لوسط البلاد.

وأشار المصدر ذاته إلى أنه يرتقب تسجيل موجة حر، بدرجات حرارة تتراوح ما بين 40 و44 درجة، من الثلاثاء إلى الجمعة، بأسا – الزاك والسمارة وبوجدور وواد الذهب وأوسرد وطاطا. كما يرتقب، تسجيل درجات حرارة تتراوح ما بين 37 و40 درجة، اليوم الأربعاء، بكل من الفقيه بن صالح ومراكش وبني ملال وقلعة السراغنة وسطات والرحامنة وشيشاوة وخريبكة والعيون.

ومن جهة أخرى، أكدت المديرية العامة للأرصاد الجوية للجريدة، أنه يتوقع أن يكون الطقس حارا نسبيا بالجنوب الشرقي، ومحليا بالسهول الداخلية الوسطى للبلاد.ويرتقب أن تتراوح درجات الحرارة القصوى اليوم ما بين 20 و28 درجة بمرتفعات الأطلس والريف وعلى المناطق الساحلية، و ما بين 37 و40 د رجة مئوية في جنوب شرق وشمال شرق اقاليمنا الجنوبية وستتراوح ما بين 39 و44 درجة مئوية في جنوب اقاليمنا الجنوبية وستتأرجح مابين 27 إلى 36 درجة مئوية بباقي المناطق الداخلية للبلاد.

وبالنسبة لباقي الأسبوع، أوضحت أنه ابتداء من اليوم الأربعاء وإلى غاية يوم الجمعة هناك استمرار ارتفاع درجات الحرارة مع طقس حار إلى نسبيا حار في الجنوب والجنوب الشرقي وعلى السهول الداخلية لشمال ووسط البلاد.

وفي نفس السياق، كشف تقرير حديث صادر عن مرصد كوبرنيكوس الأوروبي، اليوم الأربعاء، أن درجات حرارة قياسية سجلها العالم في شهر أبريل وذلك رغم تراجع ظاهرة النينيو التي تساهم في زيادة الاحترار، مشيرا إلى أن تغير المناخ الناجم عن النشاط البشري يؤدي إلى تفاقم الظواهر المتطرفة.

ومنذ يونيو من العام الماضي، كان كل شهر الأكثر حرا مقارنة بالفترات نفسها من الأعوام السابقة وفق كوبرنيكوس. إذ لم يكن شهر أبريل 2024 استثناء مع تسجيله 1,58 درجة مئوية أعلى من متوسط ما قبل الثورة الصناعية في الفترة ما بين 1850 و1900.

وأفاد المرصد “رغم أنه أمر غير معتاد، فقد سجّلت في السابق سلسلة من درجات الحرارة الشهرية القياسية في 2015/2016”.

تجدر الإشارة إلى أن متوسط درجة الحرارة كان على مدار الاثني عشر شهرا الماضية أعلى بـ1,6 درجة مئوية من مستويات ما قبل الحقبة الصناعية متجاوزا هدف 1,5 درجة مئوية الذي حددته اتفاقية باريس لعام 2015 للحد من ظاهرة احترار المناخ.

وهذا الاختلال لا يعني أن المناخ وصل إلى هذه العتبة الحرجة، إذ يتوجّب لذلك حساب متوسط درجات الحرارة على مدى عقود، إلا أن ذلك يشير إلى “مدى استثنائية ظروف درجات الحرارة العالمية التي نشهدها حاليا” وفق ما قال عالم المناخ في كوبرنيكوس جوليان نيكولا.

وكان الشهر الماضي ثاني أكثر أشهر أبريل حرّا يسجل على الإطلاق في أوروبا، كما شهر مارس وفترة الشتاء برمتها.