بيئة

انقطاعات للماء.. شبح العطش يتعقب ساكنة دواوير جماعة تاكونيت بإقليم زاكورة

انقطاعات للماء.. شبح العطش يتعقب ساكنة دواوير جماعة تاكونيت بإقليم زاكورة

في وقت يقترب فيه حلول فصل الصيف، الذي يعرف درجات حرارة مرتفعة، تتزايد معاناة ساكنة إقليم زاكورة بشكل عام، وجماعة تاكونيت بشكل خاص، بسبب تداعيات الجفاف على المنطقة وتأثيره على تزودهم بالماء الصالح للشرب بشكل منتظم، خاصة في ظل تداول وسائل إعلام محلية وثيقة تتضمن جدولة زمنية لتزويد أحياء جماعة تاكوينت بالماء الصالح للشرب بالساعات.

ولدى استفسار “مدار21” الجهات المكلفة إقليميا بتوزيع الماء حول حقيقة هذا التزويد بالماء بالساعات، اعتبر المسؤول على المكتب الإقليمي للكهرباء والماء الصالح للشرب أنه برنامج “مؤقت” بسبب أعطاب في البنية التحتية المائية والآن “عادت الساكنة إلى نظامها العادي”، في وقت نفت فيه فعاليات مدنية أن تكون أزمة التزود بالماء “مرحلية” مشددة على أنها “أزمة آخدة في التفاقم”.

“انقطاع” مستمر

وفي هذا السياق، قال عبد الرحيم العثماني، مستشار جماعي بجماعة تاكونيت بإقليم زاكورة، إنه “إلى حدود بداية هذا الأسبوع لازالت إشكالية توزيع الماء بالساعات قائمة في أحياء جماعة تاكونيت”، مبرزا أن “حصة كل حي إلى 3 أحياء هي 5 ساعات في كل 48 ساعة”، مواصلا أن “الإشكالية هي أنه حتى خلال الساعات التي تتزود فيها ساكنة هذه الأحياء بالماء يكون فيها الصبيب ضعيفا جدا”.

وأضاف المسؤول الجماعي، في تصريح لـ”مدار21″، أن “الساكنة، على مستوى مركز جماعة تاكونيت، كانت تتزود بالماء خلال ساعات اليوم كاملةً، لكن مؤخرا أصبحت حصة بعض الأحياء لا تتجاوز 4 إلى 5 ساعات في كل يومين”، مسجلا أن “المكتب الإقليمي للكهرباء والماء الصالح للشرب لم يقدم أي توضيحات بخصوص هذا المشكل”.

ولدى سؤال “مدار21” عن الأسباب التي من الممكن أن تكون وراء هذا الانقطاع في الماء، أجاب المستشار الجماعي أنه “يمكن أن يكون هذا الانقطاع بسبب خلل في البنية التحتية أو بسبب خلل طارئ في مسالك هذه المياه، لكن دور أزمة الجفاف الحادة في انقطاع الماء يظل قائما وبقوة”.

وعن خطورة أزمة الجفاف التي تعرفها المنطقة على مستوى تزود الساكنة بالمياه، أشار المتحدث ذاته إلى أن “بعض الدواوير التابعة لجماعة تاكونيت يصل الماء إلى صنابيرها كل 15 يوما أو أكثر عوض 9 أيام التي كانت من قبل”.

وعن دور السد الذي تم تشييده بجماعة أكدز في تخفيف هذه الأزمة المائية، سجل المتحدث ذاته أن “الاستفادة من المياه التي يوفرها السد تصل فقط إلى جماعة تامكروت وهي جماعة قريبة من زاكورة”، مشددا على أن “ساكنة جماعة تاكونيت لم تستفد بعد من خدمات سد أكدز لأن توسيع شبكته لم تصل بعد إليها”.

ولم يتوقف رصد المستشار الجماعي بتامكروت للتحديات التي تطرحها حدة الجفاف عند هذا الحد، بل كشف عن واقع مخيف حينما قال إن “دوار يسمى بدوار (قابو) بجماعة فزواطة التابعة لقيادة تامكروت انقطع تزويدهم بالماء لمدة تفوق الشهر وبصبيب ضعيف”.

وعن اعتماد السلطات المحلية بالمنطقة على الصهاريج لتوصيل الماء إلى بعض الدواوير بالجماعة، أبرز المصرح نفسه أنه “يظل حلا ترقيعيا” مضيفا أنه “بسبب ضعف الصبيب تضطر السلطات المحلية إلى الانتظار وقتا طويلا إلى حين امتلاء هذه الصهاريج بماء غالبا ما تطغى عليه الملوحة”.

أزمةٌ تهدد الإقليم 

وتفاعلا مع أسئلة “مدار21″، اعتبر لمين لبيض، فاعل جمعوي وحقوقي بإقليم زاكورة، أن “إشكالية نقص الماء ليست مرتبطة بجماعة تاكونيت فقط وإنما هي أزمة تهدد إقليم زاكورة بشكل كامل”.

وفكك الفاعل المدني عوامل “تفاقم أزمة الجفاف” بالإشارة إلى أنه “طوال 3 أشهر الماضية مئات الشاحنات المحملة بالبطيخ بشتى أنواعه لا تتوقف عن مغادرة الإقليم وتصل في بعض الأحيان إلى 500 شاحنة”، ما يسائل “احترام القرار العاملي الذي حدد هكتارا واحدا لكل فلاح في لزراعة البطيخ خلال سنتي 2023 و2024”.

وتابع لمين قائلا: “الغريب هو أنه في الوقت الذي تغادر فيه هذه الشاحنات المحملة بالبطيخ الذي يستنزف كميات هائلة من الفرشة المائية، نجد شاحنات صهريجية بالعشرات توزع الماء على ما يزيد عن 15 جماعة من أصل 25 جماعة في إقليم زاكورة، وبالتالي نلاحظ أن التناقض في التعامل مع هذه الأزمة المائية لن يزيدها إلى خطورة”.

وطالب الفاعل الجمعوي “بوضع حد لهذه الزراعات المستنزفة للجيوب المائية بالإقليم”، لافتا إلى “أننا في إقليم زاكورة بشكل عام نتوفر على جيوب مائية تقاوم الجفاف وليس فرشة مائية”.

توزيع “مؤقتة”

وتواصلت جريدة “مدار21” مع المدير الإقليمي للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، نور الدين الأسمر، لمعرفة حقيقة الوثيقة التي تعلن عن العمل بنظام توزيع الماء بالساعات بدواوير جماعة تاكونيت، حيث نفى أن تكون صادرة عن المكتب الإقليمي للمكتب.

وتابع المتحدث ذاته أن “الجماعة المحلية بتاكونيت هي التي أصدرت هذه الوثيقة التي تتضمن الجدولة الزمنية لتزويد الأحياء بالماء”، مبرزا أنه “توزيع مؤقت بسبب طارئ وقع على القناة الرئيسية في محطة إزالة الأملاح بجماعة تاكونيت”.

وأفاد المسؤول الإقليمي أنه “تمت العودة إلى النظام العادي الذي يزود الساكنة بالماء الصالح للشرب طوال ساعات اليوم”، مستدركا أنه “لا يمكن إنكار مشكل الجفاف، ولكن الأزمة تتجه للانفراج بفضل سد أكدز والمحطة الجديدة لمعالجة المياه السطحية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News