فن

“دراما البؤس والحزن”.. انتقادات لكتاب يستنجدون بـ”الموت” في الأعمال الدرامية

“دراما البؤس والحزن”.. انتقادات لكتاب يستنجدون بـ”الموت” في الأعمال الدرامية

انتقد الباحث محمد مجاهد اعتماد “الموت” و”قتل الشخصيات” في الأعمال الدرامية الذي أصبح يتكرر كثيرا، ويشل حركة الإبداع من خلال الاستنجاد بهما للتأثير في المشاهد، مشددا على أن الموت نهاية حياة لا حل عقدة، وأن الحلول تكفلها القاعدة العلمية والفصل القانوني للمجتمع.

ووصف مجاهد الكتابة الدرامية بالمغرب بـ”تاء التأنيث”، في غياب الكتاب الذكور، عادّا أنه وإن وجد أحدهم فهو يشتغل تحت وصاية أنثوية.

وفي السياق ذاته، قال إن “كاتباتنا تراوغن المتلقي في دغدغة مشاعره وشد انتباهه عبر خلق دراما البؤس والحزن والبكاء وكأن الحياة ينعدم فيها النجاح والتألق وتغيب عنها السعادة”.

ويرى المتحدث ذاته أن كاتبات السيناريو أصبحن يشتغلن على تيمة المرض والموت وتشكيل هذا الأخير والإبداع في تلوينه للتأثير أكثر في المشاهد وتعلقه بالحديث والشخصية.

ونبه مجاهد إلى أن تكرار الاعتماد على “الموت” و”قتل الشخصيات” في المسلسلات الدرامية المغربية، خطأ شاع بقصد أو بدونه، مشيرا في الوقت ذاته إلى أنه يضعف الكتابة.

ولفت محمد مجاهد إلى أن إحدى الكاتبات بقيت متشبتة بمشهد سابق أثر في الناس (وفاة)، فأضحت وزميلاتها تكررنه كل مرة، وفق ما أفصح عنه الباحث في المجال الفني.

وأكد المتحدث ذاته أن “المجتمع المغربي كباقي مجتمعات العالم يتوفر على رادع شرعي وعلى فصول قانون ينظم حياة الناس ويفصل فيها أمام الجرائم و المخالفات، لذلك على السيناريست أن تشتغل على ذلك وألا تلجأ للانتقام البليد للشخصيات بالقتل وغيره”.

وأضاف الباحث محمد مجاهد أن الموت بكل صوره هو نهاية حياة شخص، لا حل مشكلة يمكن للقانون أن ينظر فيها، مردفا أن “تغييب عين الأمن وتنويمها، و تغييب قوة البند القانوني الضارب على يد المجرم والاستجداء بالانتقام والموت، يعد خطأ فظيعا يضرب في عمق هذين الجهازين”.

واعتمدت العديد من الأعمال الدرامية التي يجري عرضها حاليا في موسم رمضان على مشاهد الوفاة من زوايا مختلفة.

وتعتبر السيناريست بشرى مالك في تصريح لجريدة “مدار21” أنه “مثلما هناك حياة هناك موت، وهذا الأخير يكون مصيرا محتما للإنسان بعد ولادته، إذ لا يعقل أن نوظف الحياة وتفاصيلها وألا نوظف الموت”.

وأضافت أن “مشاهد الموت تحركنا في أغلب الأحيان، ومن الجيد أن نحرك المشاهد، ليتذكر أنه ليس هناك خلود في الحياة ولا شيء دائم”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News