سياسة

قياديون يطلقون مبادرة لتقويم “انحراف” التقدم والاشتراكية عن خطه السياسي

قياديون يطلقون مبادرة لتقويم “انحراف” التقدم والاشتراكية عن خطه السياسي

أطلق قياديون بحزب التقدم والاشتراكية، مبادرة تهدف إلى “تقويم انحراف حزب الكتاب وصون تاريخه وتحسين صورته، للاستمرار في خدمة الشعب والوطن انطلاقا من ثقافة ومن مرجعية الحزب كحزب وطني، تقدمي، اشتراكي”، مع الدعوة إلى “عقد مصالحة تاريخية كبرى مع جميع مناضلات ومناضلي الحزب حتى يساهموا في إعادة بنائه من جديد على أسس قوية وسليمة”.

المبادرة التي تحمل ” مصالحة من أجل المستقبل” والتي ينسق أعمالها عضو المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية عز الدين العمارتي، أكدت على “ضرورة مباشرة عملية كبرى للنقد الذاتي من طرف الحزب ككل أمام الرفيقات والرفاق وأمام الرأي العام الوطني، كوسيلة راقية لتصفية الأجواء والتوجه نحو المستقبل”، داعية إلى “التعجيل بعقد المؤتمر الوطني في مطلع السنة للخروج بالخلاصات اللازمة وانتخاب قيادة جديدة تُصَالح الحزب مع قواعده ومع عموم الشعب المغربي”.

واقترحت أرضية المبادرة التي اطلع عليها “مدار 21” وضع خطة عملية وواقعية لإعادة الحزب إلى مساره وموقعه الطبيعيين إلى جانب جماهير الشعب المغربي، تمكنه من القيام بدوره الدستوري في تأطير المواطنات والمواطنين بكامل النجاعة، وذلك عبر الانطلاق من بناء الحزب على أسس فكرية وأيديولوجية واضحة تشكل المرجع الأساس لهويته المتميزة عن باقي الأحزاب، بما يشكله الحزب من  قوة اقتراحية في إنتاج الأفكار التي تستهدف التغيير وليس تبرير المآسي.

وأوضح عز الدين العمارتي منسق المبادرة وعضو المكتب السياسي لحزب “الكتاب”، أن هذه المبادرة “هي وثيقة جاءت نتاج تفكير من طرف مجموع من الرفاق والرفيقات من مختلف أجيال حزب التقدم والاشتراكية، وذلك بهدف إجراء مصالحة شاملة داخل الحزب وارجاع كل المناضلين سواء المتذمرين من بعض القرارات التي اتخذتها قيادة الحزب في وقت سابق أو الذين تم ابعادهم،

وأضاف في تصريح لـ “مدار 21″، أن” الحزب محتاج اليوم إلى كفاءاته ونخبه الواعية بماهية الحزب وهويته ومرجعيته ومهامه التاريخية والقادرة على تقوية مدرسته، وعلى ترسيخ وعيه وحمل أفكاره وتنزيل مشروعه وحمايته من الانتهازية والأفكار والسياسات المنحرفة عن مسار”، لافتا إلى أن “هذه المبادرة تروم بناء مصالحة شاملة وحقيقية دون قيد أو شرط، مع النقد الذاتي اللازم الفردي والجماعي والنقاش الصريح والواضح والمسؤول الذي يقطع مع أخطاء الماضي ويستشرف المستقبل لما فيه مصلحة حزبنا وشعبنا ووطننا”.

ونفى في السياق ذاته، أن يكون الهدف من هذه المبادرة التي يقف وراءها عدد من أعضاء اللجنة المركزية لحزب التقدم والاشتراكية، الإطاحة بالأمين العام للحزب محمد نبيل بنعبد الله من قيادة حزب “الكتاب” على بعد عام المؤتمر الوطني للحزب، معتبرا أنه “لا يمكن اختزال هذه المبادرة الطموحة في اسقاط بنعبد الله، رغم الملاحظات التي سجلت بشأن تدبيره للمرحلة، لأنه لم يتبق على نهاية ولايتها إلا سنة واحدة وبالتالي لا علاقة للمبادرة بمحاولة الإطاحة بالأمين العام للحزب”.

ورفض القيادي بحزب التقدم والاشتراكي اعتبار هذه المبادرة بمثابة خطوة تمهيدية لتشكيل حركة تصحيحية أو انشقاق من داخل الحزب، مؤكدا أن هذه المبادرة “تروم إجراء تقييم ونقد ذاتي لعدد من الاختيارات والقرارات التي تبنتها القياجة السياسية للحزب خلال المرحلة، خاصة تلك التي كان لها انعكاس سلبي على تموقع الحزب في المشهد السياسي والحزبي الوطني، على غرار التحالف مع حزب العدالة والتنمية”.

وفي هذا الصدد، سجلت مبادرة “سنواصل الطريق”  أن نتائج انتخابات 08 شتنبر الأخيرة، عرت المبررات الواهية واظهرت ماهية من كان وراء التطبيل لتجربة العدالة والتنمية والدعوة إلى التحالف الاستراتيجي معه بذريعة تعزيز الديمقراطية ودولة المؤسسات والحق والقانون، مضيفة ” وقد ظهر ذلك جليا من خلال التصويت العقابي الذي طال قيادة الحزب في شخص أمينه العام وعدد من قيادييه البارزين، رغم المحاولة اليائسة بالخروج من الحكومة والتهجم المستمر علـى رئيسها”

وتابع المصدر ذاته، “واليوم يتضح بالملموس فشل المقاربة الانتخابوية المحضة التي نهجها الحزب، عبر استقدام جد متأخر لمرشحين من خارج الحزب، وفرضهم على القواعد الحزبية من طرف قيادة الحزب، بعد تدمير هذه الأخيرة وفي وقت وجيز لرصيد الحزب الانتخابي والنضالي الذي راكمه عبر سنوات عديدة، بفقدانه قبيل الاستحقاقات لمواقع انتخابية تاريخية، بعد الاستقالات الجماعية المتتالية التي عاشها.

في غضون ذلك، اتهمت الوثيقة ذاتها، القيادة السياسية لحزب التقدم والاشتراكية،  بـ “سوء التدبير والتقدير، وتغييب للديمقراطية الداخلية، ونتيجة للقرارات والمواقف الانتهازية وغير المسؤولة للقيادة الحالية والتي جعلت اليوم الحزب في عزلة شعبية ومؤسساتية لم يعرف مثلها من قبل”.

وزادت : و”لعل ما زاد من حدة هذه العزلة التهميش والإقصاء الممنهج لمناضلات ومناضلي الحزب الحقيقيين، والانفصال بشكل مريب عن جماهير الشعب المغربي وهمومها وتطلعاتها وعن الفئات الشعبية،  والانحراف عن خطه السياسي والأيديولوجي الذي طوره على ما يقارب ثمانية عقود من الزمن، كحزب وطني، ديمقراطي، تقدمي و اشتراكي وكذا الابتعاد عن حلفائه الطبيعيين مؤسساتيا و مجتمعيا.

وأكدت الوثيقة، على ضرورة أن يعود التقدم والاشتراكية، إلى مناصرة قضايا العمال والفلاحين والمثقفين، وأن يتضامن مع الكادحين والمحرومين والمهمشين، في إطار الحق والمشروعية وروح القانون، مسجلة أن حزب “الكتاب” تنظيم سياسي قوي له القدرة على المرافعة والمرافقة السياسية، اتجاه مناضلاته ومناضليه على مستوى مختلف المسؤوليات العمومية في مواجهة كل التحديات والعراقيل.

وشدد المصدر ذاته، على أنه “يتعين يحاسب الحزب نفسه قبل أن يحاسبه الغير، ولا يسلم المسؤولية لمن يطلبها بل يحاسب من تسلمها، وأن يوزع المسؤوليات بشكل ديمقراطي ولا يركزها، ويولي الأهمية للمسؤولية المحلية قبل الوطنية، ويستمد قوته من ميادين النضال ومن القرب من الفئات التي خلق من أجلها.

وطالبت مبادرة ” مصالحة من أجل المستقبل”، بتدبير المسارات السياسية الفردية لمناضلاته ومناضليه بما يستجيب لطموحاتهم الفردية المشروعة ويخدم في الآن نفسه مؤسساتنا الوطنية، ويساهم في تحقيق مزيد من الاستقرار والرخاء والازدهار لوطننا وشعبنا، مهيبة بـ “جميع الرفيقات والرفاق الحقيقيين للالتفاف حول هذه المبادرة لإيقاف النزيف وتصحيح المسار والعمل على إنقاذ الحزب من الهاوية”.

ودعت الوثيقة نفسها، “القيادة الحالية إلى التحلي بالحد الأدنى من الحكمة والتجاوب مع مطالب الرفيقات والرفاق الحقيقيين دون مزايدات أو تعنت أو إصرار على التشبث بنهجها الحالي الذي أظهر فشله، وذلك عبر تجميع كل مناضلات و مناضلي الحزب من مختلف أجيال حزب التقدم والاشتراكية.

إلى ذلك، قال العمارتي، أنه  في ظل هاته  المؤشرات الدالة  على افلاس تنظيمي وصل إليه حزب التقدم والاشتراكية ، لا بد لنا من القيام بوقفة تاريخية لاستخراج الخلاصات اللازمة، من خلال إجراء عملية جريــئة للنقد والنقد الذاتي بشكل جماعي ودون قيد أو شرط، كضمانة وحيدة للحفاظ على وحدة الإطار، في وفاء تام لمشروعه المجتمعي التقدمي والحداثي،

وشدد على ضرورة عودة كافة الرفيقات والرفاق، المبتعدين والمبعدين في محطات تاريخية مختلفة ولظروف شتى عن الحياة التنظيمية، إلى ممارسة النشاط الحزبي، معتبرا “مبادرة “سنواصل الطريق” هذه هي مبادرة كل الرفيقات والرفاق الغيورين على الحزب والمؤتمنين على مستقبله والتواقين للتغيير ، كأساس لانطلاقة حزبية قوية جديدة ومتجددة، تأخذ بما تراكم من إيجابيات وتنبذ كل ما أفرزته الممارسة من سلبيات”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News