اعترافات جديدة في قضية “بدر” تغير مسار محاكمة “ولد الفشوش”

لازالت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف الدار البيضاء، تواصل محاكمة المتهمين الخمسة في“جريمة قتل الشاب بدر”، التي شهدتها منطقة عين الذياب بالعاصمة الاقتصادية شهر يوليوز الماضي.

وعرفت جلسة يوم  الثلاثاء 5 مارس 2024 تفاصيل جديدة قلبت موازين المحاكمة بعد اعترافات متهم آخر في القضية، لتقرر المحكمة الاستماع إلى المتهمين الآخرين الثلاثاء المقبل من مارس الجاري قبل الشروع في مرافعات الدفاع.

وشهدت الجلسة اعترافات المتهم الثاني في الملف، الذي أكد على أنه من كان يسوق سيارة المتهم الرئيسي الملقب ب “ولد الفشوش” مبعدا عنه تهم القتل، وواضعا شكوكا كثيرة تتعلق بمساومته ماليا من طرف أسرة المتهم الرئيسي لتغيير أقوله.

وكان المتهم الثاني الذي قبل مساومة مالية من طرف عائلة المتهم الرئيسي في جريمة القتل حسب أقوال عائلة “بدر”، قد ظهر مرتبكا ولم يفصح عن اقترافاته الجرمية ضد الضحية، كما لم يفسر مساومة عائلة “المتهم” له في تغيير أقواله.

وشهدت اعترافاته أمام هيئة الحكم، خروجا تاما عن تصريحاته أمام محاضر الشرطة القضائية وأمام استنطاقات قاضي التحقيق، محاولا قلب الحقائق بالمحكمة، خاصة عند اعترافه أنه كان يقود السيارة التي قامت بدهس الضحية، بعد استلام المفاتيح من صاحبها “أشرف الصديقي” المتهم الرئيسي، معبرا عن ندمه في الأخير، قائلا؛ لم أقصد دهس بدر”.

وقالت والدة الشاب “بدر” بعد انتهاء الجلسة، أن المتهم الذي قبل المساومة من طرف عائلة “ولد الفشوش”غير أقواله، مردفة “أنا أثق في العدالة والقضاء، ومن لم يحاكم في الأرض تنتظره العدالة الإلاهية”.

وكانت الجلسة السابقة، مخالفة لجلسة أمس، حيث شهدت اعترافات متهم آخر ضد المتهم الرئيسي، إذ اعترف على أن المتهم الرئيسي الذي اقتراف جريمة القتل و المتسبب في الحادثة، هو من كان يقود السيارة عند وقوع الحادثة.

وشهدت جلسة الثلاثاء الأخير من فبراير الماضي التي جرى فيها بغرفة الجنايات باستئنافية الدار البيضاء، عرض شريط الفيديو الذي يوثق جريمة القتل، حيث أن معاينة المحكمة لشريط الفيديو وسط حضور عائلة الضحية “بدر” وأصدقاؤه وكذا المتهم الرئيسي ومن معه، غير ملامح الملف، وكشف المستور عن وقائع جديدة.

وتم عرض الفيديو أمام المتهم الرئيسي الملقب بـ “ولد الفشوش”، الذي شاهد الشريط كاملا دون إبداء أي ملاحظة في البداية، وأكد أقرباء الضحية”بدر” في حديث جرى خارج أسوار المحكمة، أن ظهور الفيديو لم يحرك ساكنا في المتهم الرئيسي، مشددين”كأنه يشاهد فيلما عاديا”.

إلى ذلك، جرى استنطاق المتهمين في القضية، منهم المتهم الثاني و المتهم الأول الرئيسي، الذي بدت عليه ملامح الارتباك منذ الدخول إلى غرفة الجنايات، حيث نكر كل مانسب إليه أمام القاضي علي الطرشي، وظل يردد أنه نسي ما وقع، قائلا” لم أتذكر الواقعة، تذكرت فقط ماوقع بعدها بأيام، وهو أنني استيقظت مع الساعة الخامسة عصرا”.

واعترف المتهم الرئيسي أمام القاضي أنه كان تحت تأثير الكحول و المخدرات، مرردا عبارة ”معاقلش”. فيما اعتبرت أم الضحية بعد الجلسة أن المتهم الرئيسي يصمم على التظاهر بالنسيان، مشددة أنه في كامل قواه العقلية.

ويواجه المتهمون الخمسة بينهم المتابع الرئيسي الملقب بـ “ولد لفشوش” وقريبه، تهما ثقيلة تصل عقوبتها إلى الإعدام، تتمثل في “جناية القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، تكوين عصابة إجرامية، والسرقة الموصوفة والاستعانة بأشخاص وقيامهم باستعمال أساليب العصابات بتحريض كلب شرس وإزالة لوحات ترقيم السيارة، وسرقة هواتف المعتدى عليهم رفاق الهالك “بدر”.