سياسة

“القيادة الجماعية” تُصحح أخطاء وهبي لاستعادة معاقل “البام” بالصحراء

“القيادة الجماعية” تُصحح أخطاء وهبي لاستعادة معاقل “البام” بالصحراء

قلّلت مصادر قيادية بحزب الأصالة والمعاصرة، من تأثير قرار عدد من المنتخبين بإقليم العيون تجميد عضويتهم في صفوف الحزب احتجاجا على مخرجات تجديد تركيبة المجلس الوطني للحزب خلال محطة المؤتمر الوطني الخامس، مشيرة إلى أن قيادة “البام” ستناقش هذا الموضوع خلال الاجتماع القادم للمكتب السياسي من أجل اتخاذ الإجراءات المطلوبة لاحتواء غضب منتخبي “الجرار” بجهة العيون.

وأوضحت المصادر التي تحدثت لـ”مدار21″، أن القيادة الجماعية للأصالة والمعاصرة تفاجأت بمراسلة 16 منتخبا في صفوف الحزب بجهة العيون التي أعلنوا من خلالها عن قرار تجميد عضويتهم لأسباب مرتبطة بالموقف من القيادة السابقة، مؤكدة أنه تقرر عقد اجتماع موسع بحلول مارس القادم يجمع قيادة الحزب بمنتخبي “البام” بجهة العيون الساقية بغاية نزع فتيل أي توتر محتمل.

واعتبرت مصادر الجريدة، أن المشاكل التنظيمية لحزب الأصالة والمعاصرة بجهة العيون، التي ورثتها القيادة الجماعية الجديدة عن المرحلة السابقة، لا ترقى إلى حجم الزلزال التنظيمي وفق ما ذهب إلى ذلك البعض، لافتة إلى أن المنسقة الوطنية للحزب فاطمة الزهراء المنصوري سبق لها أن عقدت لقاء مع منتخبي الحزب بالعيون على هامش المؤتمر الوطني من أجل تجاوز الخلافات السابقة، خاصة في أعقاب طرد البرلماني محمد سالم الجماني.

وفي سياق ذلك، عبر مصدر قيادي تحدث لـ”مدار21″ عن رفضه لطريقة تدبير وهبي لعلاقة الحزب بالأوجه البارزة داخل الأقاليم الجنوبية، مما ساهم في عزل الحزب وخلق تقاطبات قوية مع حلفائه بالحكومة.

وأوضحت مصادر الجريدة أن عبد اللطيف وهبي كانت له صراعات مع محمد سالم الجماني قبل توليه الأمانة العامة للحزب، ما جعله يحولها إلى انتقام شخصي بعد توليه منصب الأمين العام.

وأشارت المصادر نفسها، إلى توظيف عبد اللطيف وهبي أجهزة الحزب لصالح الانتقام من محمد سالم الجماني، ما خلف غضبا واسعا وسط قيادات الحزب، لا سيما من الأوساط الصحراوية، مشددة على أن القرار وراءه خلافات شخصية بين وهبي والجماني ولا يتعلق بخلافات تنظيمية كما جرى ترويجه على المستوى الرسمي، مؤكدة أن القيادة الجديدة للحزب أخذت على عاتقها مسؤولية حل الإشكالات التنظيمية التي تعيش على وقعها بعض فروع الأصالة والمعاصرة بالأقاليم الجنوبية، وذلك عبر اللقاءات الشعبية التي سيتم تدشينها من حاضرة الصحراء المغربية.

وأعلن برلمانيون ومنتخبون بجهة العيون الساقية الحمراء، عن تجميد عضويتهم بحزب الأصالة والمعاصرة، وذلك على “إثر الانتكاسات المتتالية التي عاشتها الوضعية التنظيمية لحزب الأصالة والمعاصرة بمدينة العيون بفعل تعامل القيادات الحزبية مع المنتخبين والمناضلين بإقليم العيون”.

وضمن رسالة وجهها 16 عضوا من الأصالة والمعاصرة بإقليم العيون إلى منسقة القيادة الجماعية لحزب “البام” فاطمة الزهراء المنصوري، أكد منتخبو “البام” أن “القيادة الحزبية حاولت بشكل غير مفهوم تحجيم دور وفاعلية المنتخبين بالإقليم مباشرة بعد حصول الحزب على مقعد برلماني عن الدائرة المحلية للعيون وآخر عن الدائرة الجهوية”.

ويأتي قرار تجميد العضوية من حزب الأصالة والمعاصرة، وفق المراسلة التي حصل “مدار21” على نسخة منها، “بالنظر إلى الوضعية التي عاشها الحزب مؤخرا، والتي أظهرت فجوة وتباعد كبيرين بين الأصالة والمعاصرة كفكرة آمنا بها جميعا، وبين الأصالة والمعاصرة المختزل في بعض الأفكار والممارسات البعيدة كل البعد عن الممارسة الديمقراطية”.

هذا، وبعد الجدل الذي خلفته القرارات التأديبية التي اتخذها عبد اللطيف وهبي، الأمين العام للأصالة والمعاصرة، في حق محمد سالم الجماني، وأعضاء آخرين، أكدت مصادر جريدة “مدار21” أن القرار وراءه خلافات شخصية بين وهبي والجماني ولا يتعلق بخلافات تنظيمية كما جرى ترويجه على المستوى الرسمي.

وأسهمت تصرفات الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة بشكل كبير في عزل الحزب على صعيد هذه أقاليم وجهات الجنوب، بعد أن خلق عددا من الخلافات مع أعضاء مهمين، وكان خلف هجران عدد من الأوجه الصحراوية لحزب “الجرار”، مما سيكون له تأثير كبير على سُمعة الحزب بهذه الأقاليم، وأيضا على خزانه الانتخابي خلال استحقاقات قادمة.

وأفقد وهبي حزبَه عدد من الشخصيات المهمة بالجهات الثلاث، التي لها روابط أسرية ممتدة وعلاقات قبلية قوية، الأمر الذي يُرجح أن ينعكس على تراجع الحزب بهذه المناطق، بعد أن راكم نفوذا قويا بها خلال فترات القيادات السابقة، في الوقت الذي تستمد فيه أغلب خلافات وهبي مع شخصيات مهمة بالحزب خلفيتها من تغليبه المنطق الشخصي ومحاولته إقصاء المختلفين معه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News