فن

زيان: “أفاذار” يجسد مقاومة نساء الريف والأعمال الأمازيغية تنافس بقوة

زيان: “أفاذار” يجسد مقاومة نساء الريف والأعمال الأمازيغية تنافس بقوة

وضعت القناة الثامنة، المسلسل الأمازيغي الريفي “أفاذار” من توقيع المخرج حميد زيان، ضمن برمجة شهر رمضان المقبل، مراهنة على جذب الجمهور بقصة “يزة” التي تناضل من أجل تحقيق ذاتها والانتصار على كل المصاعب.

وفي هذا الإطار، كشف مخرج العمل حميد زيان في تصريح لجريدة “مدار21” أن اسم المسلسل “أفاذار” أي الصبار (نبتة معروفة بمقاومتها للتقلبات المناخية والصمود في المناطق القاسية التي تعاني من الجفاف)، له دلالة ويحيل على ارتباط شخصية “يزة” بطلة العمل، التي تتخرج من الجامعة وتفشل في الحصول على فرصة عمل، لتقرر افتتاح تعاونية لمنتوجات من نبتة الصبار، وتناضل من أجل تحقيق ذاتها.

ويضيف زيان: “لكن طريق وصول يزة إلى هدفها لن يكون سهلا، إذ تعترضها العديد من الحواجز والعراقيل التي يضعها أمامها أحد المنتخبين المحليين، ظنا منه أن نجاحها سيعرض طموحه السياسي إلى الخطر، وتصبح منافسة له في الانتخابات المقبلة، سيما أنها تجمع حولها نساء القرية وتقنعهن بأفكارها، ما يجعله يُضيق عليها ويحاربها، بينما تجسد هي “مقاومة الفتاة الريفية وصمودها وطموحها، وإصرارها على تجاوز كل العراقيل والمشاكل”.

ويشير زيان إلى أن “قصة يزة تعد الموضوع الرئيس للمسلسل، والعمود الفقري له، لكن تتفرع عنه مجموعة من المواضيع الأخرى والأحداث الفرعية التي تناقش مجموعة من القضايا والمشاكل التي تهم المجتمع المغربي بصفة عامة، والمجتمع الريفي بصفة خاصة، إذ هناك أحداث لها خصوصية تهم منطقة الريف بحكم أن السيناريست ومنفذ الإنتاج ينتميان إلى هذه المنطقة ويعرفان بيئتها جيدا كونهما ترعرعا فيها، لذلك حاولا وضع تفاصيلها تحت المجهر.

وأفصح بأن هذا العمل الأمازيغي الريفي يجمع مجموعة من الممثلين، ضمنهم شيماء علاوي، وسعيد المرسي، وهيام المسيسي، وميمون زينون، وسميرة مصلوحي وفاروق أزنباط، وغيرهم، مبرزا أن أغلب الممثلين الأمازيغيين في الدراما الريفية حاضرين في هذا المسلسل، خاصة وأن المنتج المنفذ للعمل سعى إلى إنتاج عمل ضخم يضم كل الممثلين الأمازيغيين الناطقين بالريفية، وفق تعبيره.

وعن المنافسة برمضان، قال زيان إن أي مخرج أو صانع عمل ما، حينما يشتغل على أعماله تكون لديه رغبة ويسعى إلى حضورها ضمن خريطة برامج شهر رمضان، الذي يشهد متابعة مهمة وإقبالا كبيرا من قبل الجمهور المغربي على القنوات التلفزية المغربية.

وتابع في السياق ذاته: “برمجة العمل في رمضان، يمنح للقائمين على إنتاجه راحة، لأن هذه البرمجة تتم بواسطة لجنة داخل القناة التي تتابع الأعمال وتصنفها وتقرر ما إذا كانت تستحق العرض في شهر رمضان بموعد مهم لدى الجمهور المغربي، أو لا ترقى إلى ذلك”.

ويرى المخرج حميد زيان أن “برمجة الأعمال في شهر رمضان، يعد نجاحا نسبيا، ويشير إلى أنه يتضمن على مقومات الجودة التي تخول له العرض في هذا الموسم، في انتظار ردة فعل الجمهور الذي يعد الحكم الأبرز، وهذا ما نسعى إليه من خلال مسلسل “أفاذار”، ونتمنى أن تكون ردة فعل الجمهور عليه إيجابية، خاصة أننا بذلنا جهدنا من أجل تقديم عمل في المستوى”.

وعما إذا كانت الدراما الأمازيغية تحصل على حقها في الدعم والترويج، أكد زيان أنه أصبح “واضحا خلال السنوات الأخيرة حدوث تطور وطفرة وتحول على مستويات الإنتاج والكم والتنوع، بفضل الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون، التي خلقت وأسست قناة خاصة بالأعمال الناطقة بالأمازيغية التي لعبت دورا كبيرا في تطوير الدراما وإيصالها إلى الجمهور المغربي والأمازيغي”.

وواصل حديثه قائلا: “الدراما الأمازيغية اليوم أصبحت تنافس الأعمال الناطقة بالدارجة، علما أن عمر هذه الأخيرة تجاوز الـ50 سنة، في الوقت الذي انطلقت فيه الدراما الأمازيغية بشكل احترافي مع نشوء القناة الأمازيغية قبل 12 سنة فقط، إذ استطاعت في مدة قصيرة أن تصل وتنافسها بقوة، وتحضر في أغلب المهرجانات التي تهتم بالإنتاجات التلفزيونية الوطنية”، مردفا: “أنا شخصيا حصلت من فيلم ريفي على جائزيتين، أحسن إخراج وأحسن عمل السنة الماضية”.

في المقابل، يرى زيان أن الدراما الأمازيغية ما تزال في حاجة إلى الرفع من إنتاجيتها، عادّا أن صناعة ثلاثة أعمال بالأطلسية والسوسية والريفية، غير كاف، والرفع منها من شأنه الإسهام في تطورها وتنوعها وخلق فرص الشغل أكثر وإغناء خزانة الدراما الأمازيغية.

وبخصوص الفرق بين الإشراف على إخراج عمل ناطق بالدارجة وآخر بالأمازيغية، شدد زيان على أنه لا فرق بينهما، موضحا: “لأننا نشتغل على دراما مغربية، سواء كانت ناطقة بالدارجة أو الأمازيغية، ونشتغل عليها بنفس المعدات التقنية والفنية وبنفس الحماس والرغبة، ولا يكمن الفرق إلا على مستوى اللغة، وكوني مخرجا غير ناطق بالأمازيغية، لا أجد صعوبة في التعامل مع الممثلين، ويرافقني مراقب للغة الأمازيغية”.

يذكر أن مسلسل “أفاذار” يتكون من ثلاثين حلقة، وتكلف جمال أبرنوص بصياغة السيناريو الخاص به، وإنتاج الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون، بينما عاد تنفيذ الإنتاج إلى عبد الرحيم غربال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News