ثقافة

“أرض التصوف والروحانيات”.. كتاب ينفض غبار “التهميش” عن أبي الجعد

“أرض التصوف والروحانيات”.. كتاب ينفض غبار “التهميش” عن أبي الجعد

في إطار سلسلسة من الكتب التي تستهدف التعريف بالمدن المغربية، خاصة الموجودة على الهامش، ازدانت المكتبة المغربية بإصدار جديد يعرف بمدينة أبي الجعد المتواجدة بالقرب من مدينة خريبكة، تحت عنوان “أبي الجعد.. أرض التصوف والروحانيات”، وهو كتاب بديع يميط اللثام عن حاضرة بوعبيد الشرقي.

وبحلة أنيقة، وفي أزيد من 177 صفحة بالإضافة إلى غلاف خاص، صدر الكتاب الذي حديثا عن مؤسسة “أكسيون” للتواصل AXIONS COMMUNICATION، بعد تأليفه تحت إشراف لحسن حداد وسعد الحصيني، بمشار عجج من الأساتذة والباحثين والمهتمين بالمنطقة.

وبين الصور الجذابة والنصوص البليغة، يقدم الإصدار الجديد بين دفتيه تذكرة سفر للقراء لاكتشاف مدينة أبي الجعد، والتجول أرض التصوف وأرض التاريخ والعيش المشترك، وأرض الفن والتعبد، وذلك من خلال أربع محاور رئيسية كبرى تهم تاريخ المدينة وعمقها التراثي وواقعها الحالي وحاضرها المعاش، وكذا مستقبلها وإمكانياتها الاقتصادية، وذلك عبر نصوص خاصة، في كل محور، تتناول جزءا من حاضرة سيدي بوعبيد الشرقي.

وأكد سعد الحصيني، خلال حديثه مع جريدة “مدار21″، إن الباعث على اختيار مدينة أبي الجعد هو سعيه للتعريف بإمكانيات ومؤهلات التي توجد على الهامش، موضحا أن هذا الكتاب سبقته إصدارات مماثلة عن مدن أخرى وستليه أيضا كتب تتطرق للتعريف بمدن مغربية أخرى.

وكشف الحصيني بأن الطريقة التي يمكن الدفاع من خلالها على المغرب هي أن يتم التعريف بمؤهلاته الثقافية وبمدنه الزاخرة بالمعالم التاريخية والإمكانيات السياحية المهمة التي تتوفر عليها والتي يمكن أن تكون قِبلة للزوار من مختلف بقاع العالم.

وخصص القائمون على الكتاب الذي جرى طبعه بثلاث لغات، هي العربية والإنجليزية والفرنسية، المحور الأول لتاريخ المدينة، من خلال الغوص في أسرار نشأتها وبداياتها تحت عنوان “من الزاوية إلى المدينة”، وذلك عبر 15 نصا تبسط أمام القارئ أهم المعلومات التاريخية عن المدينة من نشأتها وتطورها إلى فضاء ذاكرتها مرورا بالقبائل التي عمرت فيها من قبيل بني زمور، السماعلة، وبني خيران، ثم معمارها وربطها بالماء، وكذا الأدوار الدينية للزاوية الشرقاوية وشيوخ هذه الزاوية، وعمارة ضريح سيدي محمد الشرقي مؤسس الزاوية، إلى العلماء الذين تخرجوا منها، ثم المخطوطات الشرقاوية، فضلا عن نص خاص بالمقاومة التي عرفتها مدينة أبي الجعد في مواجهة المحتل الأجنبي.

ويحتفي المحور الثاني بمدينة أبي الجعد كأرض للتعايش، من خلال 6 نصوص رئيسية، يتحدث أولها عن مسجد المولى سليمان، فيما يتحدث النص الثاني عن اليهود المنحدرين من أبي الجعد وعلاقتهم المتأصلة والمتواصلة مع المدينة، ثم النص الثالث الذي يستعرض المجتمع اليهودي الذي له حضور قوي بالمدينة عبر التاريخ، ثم نص رابع حول السينما واليهود والذي يعود للحديث عن فيلم “فين غادي يا موشي”، للحسن بنجلون حول الهجرة القاسية لليهود، فيما يقدم النص الخامس مدينة أبي الجعد بنظرة الأجانب، ثم النص السادس حول الشخصيات البارزة لمدينة أبي الجعد.

ويخصص الكتاب محوره الثالث لتراث الأجداد عبر خمس نصوص، يتطرق أولها للموسم الشهير سيدي بوعبيد الشرقي، والثاني للموسيقى التقليدية بالمنطقة، ثم نص ثالث حول اعبيدات الرمى ودقة اسلان، فضلا عن النص الرابع الذي خصصه الكتاب لـ “اجعيدان والدندان”، ثم نص أخير حول السماع الشرقاوي، روحانية جمال ومنهاج تربية.

ويأخذ الكتاب متصفحه في محور رابع يتطرق لحاضر “أبي الجعد” ومستقبلها من خلال الحديث عن الإمكانات الإقتصادية للمدينة، عبر خمس نصوص تستعرض الصناعة التقليدية، والتعاونيات النسائية، والإمكانات الاقتصادية والطبيعية، والاقتصاد الرعوي، ثم السياحة.

ونجح الكتاب في استعراض مؤهلات المدينة عبر ألبوم من الصور التي عكست تنوع وبهاء ألوان المدينة، وأرخت لزوايا المدينة، ونسخ من وثائق تاريخية، ولقطات حية من عروض الموسيقى والسماع، ولقطات من الأنشطة الصناعية والتقليدية للمنطقة، إضافة إلى الاحتفاء بمظاهر الحياة والتاريخ.

وأشرف على نصوص هذا الإصدار كل من رشيد العابدي، كنزة العلالي، محمد بلعربي الشرقاوي، أحمد بوكاري، عبد المجيد بوكاري، مؤنس الشرقاوي، محمد الشرقاوي البزيوي، عبد العالم دينية، بوعبيد البرازي، مصطفى الحر، لحسن حداد، جمال الحجام، عبد الكريم جلال، يهودا العنكري، محمد التهامي الحراق، محمد السموني، فؤاد سويبة، فاطمة الزهراء تابع، محمد التويجر وامحمد زريعة، فيما أشرف على الترجمة عبد العالم دينية، والصور لكل من تيدي سوغان، وجمال المرسلي الشرقاوي، فيما الإدارة التقنية لكمال الحصيني، والإدارة الفنية والرسم كل من محمد بن لحسن، ياسين بن لحسن.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News