تربية وتعليم

الحكومة تُواجه تدنّي تعلّمات التلاميذ بتوسيع مدراس الريادة

الحكومة تُواجه تدنّي تعلّمات التلاميذ بتوسيع مدراس الريادة

أعلن شكيب بنموسى، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، عن الشروع في التوسيع التدريجي لنموذج “مؤسسات الريادة”، في أفق تعميمه في الموسم الدراسي 2028/2027، وذلك بإضافة ما يقارب 2000 مؤسسة تعليمية ابتدائية خلال السنة الدراسية 2025/2024.

وكشف الوزير، في مذكرة وجهها إلى المفتشين العامين، ومديري الإدارة المركزية، ومديري الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين وكذا هيئات التدريس بالتعليم الابتدائي، عن التدابير المرتبطة بتوسيع العمل بنموذج “مؤسسات الريادة” في أفق تعميمه، وبيان مسار الانخراط فيه، وكذا شروط منح شارة “مؤسسات الريادة”.

يأتي ذلك، وفق وقت أظهرت فيه معطيات رسمية للحكومة، أن 70 بالمئة من التلاميذ لا يتحكمون في المقرر الدراسي عند استكمالهم التعليم الابتدائي، و30 بالمئة فقط من التلاميذ يتمكنون من المقرر الدراسي في التعليم الابتدائي، و10 بالمئة فقط في التعليم الإعدادي.

وحسب المعطيات نفسها، فإن 23 بالمئة فقط من التلاميذ يستطيعون قراءة نص مكون من 80 كلمة باللغة العربية بسلاسة، و30 بالمئة فقط يتمكنون من قراءة نص باللغة الفرنسية مكون من 15 كلمة بسلاسة، و13 بالمئة فقط من التلاميذ يستطيعون إجراء عملية قسمة بسيطة؛ و49 بالمئة من الطلبة يغادرون الجامعة بدون الحصول على دبلوم.

ويتأسس نموذج “مؤسسات الريادة” بسلك التعليم الابتدائي، بحسب ما جاء في “مذكرة بنموسى”، على اعتماد مجموعة من التدابير المجددة والمقاربات البيداغوجية الناجعة بالمؤسسات التعليمية العمومية، التي تهدف إلى تجويد التعلمات لدى التلميذات والتلاميذ من خلال اعتماد إطار تنظيمي إجرائي خاص ومكيف يمكن من تنزيل مختلف التدابير المرتبطة بالحياة المدرسية، بشكل يتيح أجرأة هذه المقاربات بشكل سلس.

وأضافت المذكرة أنه تم تصميم نموذج “مؤسسات الريادة” وفق هندسة مندمجة تضمن التكامل بين أربعة مكونات مهيكلة تعنى بالمحاور الثلاثة لخارطة الطريق 2026/2022 والتي تهم التلميذ والأستاذ والمؤسسة، على أن يتم تنزيلها بشكل متزامن في إطار حزمة واحدة تضمن الرفع من مستوى تحكم المتعلمات والمتعلمين في التعلمات الأساس.

وأشارت المذكرة ذاتها التي تتوفر “مدار21″ على نسخة منها، إلى أن الرفع من مستوى أداء التلاميذ بهذه المؤسسات يستند إلى ثلاثة ركائز أساسية الأولى تتعلق بـ”الركيزة العلاجية” الهادفة إلى “معالجة التعثرات المتراكمة لدى التلميذات والتلاميذ باعتماد مقاربة التدريس وفق المستوى المناسب “تارل” التي تستهدف تمكين التلميذات والتلاميذ من المستلزمات الضرورية لضمان مسايرة تعلمات المستوى الدراسي للتلميذ”.

وتتمثل الثانية في “الركيزة الوقائية”، الرامية إلى “ضمان اكتساب التعلمات الجديدة خلال مرحلة إرساء الموارد، باعتماد مقاربات بيداغوجية ناجعة، خاصة مقاربة التدريس الفعال التي أكدت نتائج البحث العلمي فعاليتها في إرساء الموارد وفي ديمومتها لدى التلميذات والتلاميذ”، ثم الثالثة وهي “الركيزة التقويمية”، المتمحورة حول “التتبع المنتظم والقياس المستمر لمدى تمكن التلميذات والتلاميذ من التعلمات الأساس، باعتماد ملف الكفايات”.

وبخصوص مسار الانخراط في نموذج “مؤسسات الريادة”، شددت المذكرة على “ضرورة الانخراط الفعلي لكافة الفاعلين والمتدخلين على مستوى المؤسسات التعليمية المعنية، وكذا البنيات الإدارية والتربوية الجهوية والإقليمية، والاشتغال في إطار فريق عمل متكامل ومندمج يضمن تحقيق الأهداف المتوخاة”.

ومن أجل التحضير الأمثل للموسم الدراسي 2025/2024، دعت المذكرة الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين إلى “إعداد لائحة المؤسسات المترشحة للانخراط في نموذج “مؤسسات الريادة”، وموافاة مديرية المناهج بها، مشددة على أن “تسهر كل أكاديمية جهوية على تنظيم لقاءات تنسيقية مع أعضاء الفريق الجهوي والفرق الإقليمية لوضع خطط تواصلية حول نموذج “مؤسسات الريادة” تستحضر مختلف القنوات التواصلية المتاحة”.

وحثت المذكرة المديريات الإقليمية على تنظيم لقاءت تواصلية مع كافة الفاعلين بهذه المديريات، ومع الفرق التربوية على مستوى المؤسسات التعليمية من أجل تقديم نموذج مؤسسات الريادة.

وأشارت المذكرة إلى “إحداث لجنة إقليمية تحت الإشراف الفعلي للمدير الإقليمي يعهد إليها بحصر لوائح المؤسسات المعنية بالانخراط في نموذج مؤسسات الريادة على مستوى كل مديرية إقليمية، اعتمادا على المعايير المرتبطة بالمواصفات المادية والتربوية للمؤسسة، وكذا دينامية فريقها التربوي، مع اعتماد مبدأ الانخراط الفردي والطوعي لأعضاء الفريق التربوي داخل المؤسسة المعنية”.

وحول كيفيات منح شارة “مؤسسات الريادة”، أبرزت المذكرة “أن لجنة خاصة، يتم تعيينها بناء على مقرر صادر عن وزير التربية والوطنية والتعليم الأولي والرياضة، هي من تشرف على مختلف العلميات المرتبطة بمنح شارة مؤسسات الريادة انطلاقا من تحديد معايير الحصول على هذه الشارة والتصديق على مستوياتها، وكذا مساطر تسليمها للمؤسسات المعنية”، موضحة أن استدامة شارة مؤسسات الريادة مرتبطة بـ”التتبع المنتظم لمعاييرها، بناء على نتائج تتبع ومواكبة تطور أداء المؤسسة ودينامية فريقها التربوي”.

وأشارت المذكرة إلى أن “عملية منح شارة مؤسسة الريادة لا تتم إلا بعد إنجاز عملية التقييم الذاتي من طرف مؤسسات الريادة بناء على معايير شارة مؤسسات الريادة ومواكبة مؤسسات الريادة لتحقيق المعايير اللازمة للحصول على الشارة وإجراء تقييم ميداني من طرف جهة مستقلة بطلب من المؤسسة، يحدد مستوى الأداء بناء على مدى استيفاء المؤسسة للمعايير الخاصة بالشارة”.

وتجدر الإشارة إلى أن نموذج “مؤسسات الريادة” يروم إحداث تحول شامل في أداء هذه المؤسسات التعليمية، يرتكز على الانخراط الطوعي للفرق التربوية العاملة بها، وتوفير الظروف المادية والبيداغوجية والوسائل التكنولوجية اللازمة، خدمة للتلميذات والتلاميذ، مع العمل على إرساء نظام للتكوين الإشهادي والتأطير عن قرب، وذلك بهدف تمكين الأستاذات والأساتذة من اعتماد ممارسات ناجعة، مع التأكد من تحقيقها للأثر المنشود داخل الفصول الدراسية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News