سياسة

تصريحات متضاربة تجر صديقي للمساءلة بعد تصدير أول شحنة أفوكادو لجورجيا

تصريحات متضاربة تجر صديقي للمساءلة بعد تصدير أول شحنة أفوكادو لجورجيا

مرة أخرى، وجد وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي، نفسه في مواجهة تصريحاته المتضاربة. هذه المرة بخصوص دعم زراعة الأفوكادو المغربية، والتي من المتوقع أن يصل إنتاجها لمستويات قياسية، بحسب المهنيين، رغم موجة الجفاف التي تعاني منها البلاد.

وطالبت فاطمة الزهراء باتا، عضو المجموعة النيابية للعدالة والتنمية، الحكومة بالكشف عن الإجراءات المتخذة من أجل تقنين الاستهلاك المفرط للمياه في قطاع الفلاحة، ومدى احترامها من طرف مختلف الفاعلين.

وقالت باتا في سؤال كتابي وجهته لوزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، إن المغرب قام في مارس 2024 بإرسال أول شحنة مباشرة من فاكهة الأفوكادو إلى جورجيا، مبرزة أن هذه الخطوة تأتي في الوقت الذي أكد فيه صديقي في تصريحات سابقة أن الحكومة قررت وقف دعم زراعة الأفوكادو وبدأت في نهج منطق الحذف المرتبط بكميات الماء في المناطق المختلفة.

ولفتت عضو المجموعة النيابية للعدالة والتنمية إلى أن التقارير الأخيرة تشير إلى أن نسبة صادرات المغرب من الأفوكادو ارتفعت خلال السنة الأخيرة، وتوسعت المساحات المغروسة من هذه الفاكهة على الرغم مما تعيشه البلاد من حالة إجهاد مائي دفعت السلطات إلى تقنين مجموعة من القطاعات المستهلكة للمياه.

وبداية أبريل الفارط، أفادت معطيات أن صادرات الأفوكادو من المغرب بلغت ما بين يوليوز 2023 ويناير 2024، 40 ألف طن، بقيمة تبلغ 120 مليون دولار (120 مليار سنتيم).

وبحسب منصة ““Eastfruit” المتخصصة في رصد أسواق الخضر والفواكه في العالم، فإن قطاع وإنتاج وتصدير الأفوكادو في المغرب يتجه نحو الارتفاع، حيث يستمر في زيادة حجم التجارة وتحقيق أرباح متزايدة من صادراته للخارج. ومن المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه في موسم 2023/24، مع توقعات تشير إلى تحقيق رقم قياسي جديد في صادرات الأفوكادو.

ويؤكد المصدر ذاته أنه ما بين يوليوز 2023 ويناير 2024، “حقق المغرب إنجازاً بتصدير ما يقرب من 40,000 طن من الأفوكادو، بقيمة تبلغ 120 مليون دولار، مسجلاً رقماً قياسياً جديداً لهذه الفترة”، متوقعا أن يكون إجمالي صادرات موسم 2023/24 غير مسبوق.

ووفقا للبيانات الأولية من جمعية الأفوكادو المغربية، فإن الصادرات يمكن أن تتجاوز فعلا 60,000 طن للموسم بأكمله.

وقالت المنصة إن عددا من العوامل ساهمت في زيادة قدرها 20% في محصول الأفوكادو في المغرب في عام 2023، مقارنة بالعام السابق، أبرزها الطقس المواتي وتوسع المساحات المزروعة، “ومع ذلك، فإن التحديات المستمرة مثل الجفاف المستمر وندرة المياه ووقف الحكومة لدعم الري للمزارع الجديدة قد تؤثر على صادرات المستقبل”.

وسجلت أن سوق تصدير الأفوكادو المغربي يواجه حاليا قيودا في الاعتماد على عدد قليل من الوجهات على الرغم من زيادة العرض، إذ تستهدف الشركات المصدرة المغربية في الأساس أربع دول في الاتحاد الأوروبي، وهي إسبانيا وفرنسا وهولندا وألمانيا، حيث تقوم الثلاثة الأولى بإعادة تصدير الأفوكادو المغربي بشكل كبير.

والموسم الفارط، بلغت صادرات المغرب من الأفوكادو 45,000 طن بقيمة 139 مليون دولار، وذلك في الفترة ما بين يوليوز 2022 إلى ماي 2023، كما وسع مصدرو المملكة جغرافية مبيعاتهم، فبعد أن كان هناك 19 دولة مستوردة قبل ست سنوات، ارتفع هذا العدد حاليًا إلى 25 دولة.

ووفق معطيات كانت قد نشرتها “Eastfruit”، فإن المغرب رفع نشاط صادراته من الأفوكادو لوجهات مختلفة، أبرزها ألمانيا، حيث تضاعفت صادراته إلى هذا السوق الأوروبي أكثر من أربع مرات منذ الفترة الممتدة بين 2016 و2017 إلى 5,000 طن بقيمة 17 مليون دولار.

وبحسب المصدر نفسه، حقق مصدرو الأفوكادو المغاربة أرقامًا قياسية في حجم مبيعاتهم على مدى العديد من المواسم. وزادت الصادرات الإجمالية أكثر من أربع مرات خلال الست سنوات الماضية، وأصبح المغرب التاسع أكبر مصدر للأفوكادو عالميًا.

وتشير المنصة المتخصصة في رصد أسواق الخضر والفواكه في العالم إلى أن إسبانيا وفرنسا وهولندا استحوذت على النصيب الأكبر من إجمالي صادرات الأفوكادو من المغرب، ومع ذلك، زادت واردات ألمانيا من الأفوكادو أيضا.

وفي عام 2017، كانت ألمانيا سابع أكبر مستورد للأفوكادو عالميًا، ثم ارتقت إلى المركز الخامس في عام 2022. وبشكل مثير للدهشة، كانت المكسيك، الزعيم العالمي في صادرات الأفوكادو، تقلل باستمرار من صادراتها إلى ألمانيا. في الموسم 2022/2023، تراجعت صادرات الأفوكادو المكسيكية إلى ألمانيا إلى الصفر.

وما زالت هولندا وإسبانيا هما الموردين الرئيسيين للأفوكادو إلى السوق الألماني، ولكن البلاد تعمل أيضًا على تطوير مصادر بديلة. ونتيجة لذلك، بلغت حصة المغرب من إجمالي واردات الأفوكادو في ألمانيا 4.7 بالمئة في موسم 2022/23 وأكثر من 10 بالمئة في الفترة من نونبر إلى فبراير.

وسجلت “Eastfruit” على أن الأفوكادو هي واحدة من أسرع منتجات الزراعة العالمية نموًا، خاصة أن عالم الأطعمة الصحية يشجع زيادة الطلب العالمي عليها، متوقعة أن تكون الأفوكادو أكثر فئة فاكهة تصدرًا بحلول عام 2030. كما أن الإنتاج العالمي يزداد بسرعة ومن المتوقع أن يصل إلى 12 مليون طن بحلول عام 2030.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News