“تسليع للفن” و”ابتذال”.. برنامج “ستاندآب” يواجه انتقادات حادة

لم يستطع صنّاع برنامج “ستاند آب” النجاة بالموسم الجديد من الانتقادات التي يوجهها الجمهور إلى المواهب المشاركة في البرنامج، والتي يجدها غير مقنعة ولا تمتلك أدوات الكوميديا التي تخولها الوقوف أمام الكاميرا والمرور في التلفزيون.

وانتقد نشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي مرور العديد من عروض كوميديين شاركوا في النسخة الجديدة من برنامج “ستاند آب”، مشيرين إلى أن هذه الوصلات لا تحقق الفعالية الإضحاكية.

ويرى الناقد مصطفى العلواني أن الخلل لا يكمن في المواهب المشاركة، إنما في صيغة البرنامج وطريقة إدارته وصناعته، عادّا أنه لا يتوفر على المقومات التي تخول له المرور في التلفزيون العمومي.

وأضاف في تصريح لجريدة “مدار21” أن برنامج “ستاند آب” لا يعد برنامجا جديا يهدف إلى اكتشاف مواهب حقيقية، واصفا إياه بـ”المبتذل” والـ”تافهة”.

وتابع في السياق ذاته أن “هذه البرامج يتم إعدادها تحت الطلب لجلب المشاهدين وإرضاء لوبي المستشهرين”، موضحا أنه لا يشير بانتقاداته إلى المشاركين في البرنامج، معتبرا أنهم “مغرر بهم”.

وأشار إلى أنه ينتقد بالأساس فكرة البرنامج، الذي يسوق للرداءة والتفاهة، وصناعه، بحسبه، عادّا في الوقت نفسه أن وجود بعض الفنانين على طاولة لجنة التحكيم لا يساهم في خدمة هؤلاء المشاركين.

وعما إذا كان يرى أن المغرب يفتقد إلى صناعة برامج بمقومات عالية في اكتشاف المواهب، أوضح العلواني أن التلفزيون المغربي عرض العديد من البرامج الناجحة التي ساهمت في تخرج المواهب، منها برنامج “مواهب” للموسيقار عبد النبي الجراري، وبرنامج “ناشئة الأدب” للشاعر إدريس الجاي.

وعن موقفه من برنامج “كوميديا” الذي شهد تخرج العديد من المواهب، قال إن “كوميديا أو ستاند آب، يدخلان في خانة تسليع الفن وجعله في خدمة الرأسمال المتوحش”.

وكانت الممثلة دنيا بوطازوت أبدت استغرابها في تصريح سابق لجريدة “مدار21” الانتقادات التي تطال المشاركين في برنامج “ستاند آب”، مشيرة إلى أن “هؤلاء هم شباب هواة وغير محترفين ويخوضون لأول مرة هذه التجربة في برنامج احترافي، ويجب دعمهم وألا يكون الجمهور قاس عليهم، ويحبطهم في بداية مسارهم”.

واستغربت “وصف أحدهم بمصطلح الحامض”، مبرزة أنه ما يزال يتعلم قواعد المهنة، ويقف لأول مرة أمام جمهور وكاميرا ولجنة كان يشاهدها فقط في التلفزيون فطبيعي أن يندهش ويتوتر، لذلك دعت إلى الأخذ بيدهم وتشجيعهم، ومراعاة مشاعرهم ومشاعر أسرهم التي تتابعهم.

وقالت إنها تتمنى للبرنامج له الاستمرارية لأنه المنبع الوحيد للكوميديا في القناة الأولى، وتتخرج منه العديد من المواهب، و”ليس من السهل أن تصنع اسمك في المجال الفني، فذلك يتطلب أن تكافح، ونحن علينا التوجيه والمساعدة، وهم عليهم المثابرة والتشبث بالحلم، والبرنامج لا يعد إلا بداية لتحقيق الحلم، وهذا الحلم يتطلب التمسك به والتضحية من أجله”.