مجتمع

الشعباني: الخلايا الإرهابية المفككة بالمغرب لا دين ولا جنسية لها والتدين قناعات شخصية

الشعباني: الخلايا الإرهابية المفككة بالمغرب لا دين ولا جنسية لها والتدين قناعات شخصية

تنامي الجرائم الإرهابية باسم الدين ظاهرة ليست حديثة العهد، فالتاريخ ينبئ بالعديد منها مع اختلاف صفة ودين مرتكبيها، لكن هناك من يرجع استفحال ظاهرة الابتعاد عن الدين لانعدام الثقة بكل من يتمثل الدين ظاهرا، وخطابا، فالدين يشبه الدواء حين يساء استعماله فيتحول لسم قاتل، وهذا ما يجعل دور العلماء أشبه بدور الأطباء الذين يحرصون على إعطاء الجرعة المناسبة وكيفية الاستخدام.

بهذا الصدد، يقول الداعية الحسن الكتاني لجريدة “مدار21” أن “الممارسات الإجرامية ليست حدثا جديدا، بل منذ عشرات السنين نسمع عن مثل هذه الأمور، والشباب لا يهتم بكثير من الأخبار وأصبحوا متعودين عليها، هذه الأمور لا علاقة لها بعزوف الشباب عن التدين، بل لا أرى هناك عزوفا في الأصل، إذ مازالت المساجد ممتلئة بالشباب، ولذلك حتى في المناطق الشعبية تجد الشباب هم من يملؤون الصفوف.”

وأردف المتحدث نفسه “نعم هناك عدد كبير من الشباب المنحرفين أو البعيدين عن الدين ولكن ذلك ليس بسبب هذه الممارسات وإنما غياب الوعي، وغياب دور المساجد والدعاة إلى الله، ناهيك عن أسباب أخرى كثيرة تتجلى في سهولة الباطل وانتشار الأفكار الهدامة والأفعال التي تجرف الشباب عن الاستقامة.”

وعما إذا كانت الأفعال الإجرامية تسبب تنامي ظاهرة الابتعاد عن الدين أوضح الكتاني: “لا أظن أن فكرة الرهاب من الدين لها وجود في بلادنا، قد تكون موجودة لدى بعض الفئات لكن غالبية الشعب غير مهتمة بهذا الأمر، حتى أن الإنسان المتدين داخل المجتمع المغربي يحظى باحترام شديد.”

من جانبه، قال علي الشعباني، أستاذ باحث في علم الاجتماع، أن الخلايا التي تكتشف في المغرب هي خلايا إرهابية لا دين ولا جنسية لها، فالمغربي لا يمكن أن يكون إرهابيا ضد بلده، ولا المسلم كذلك.”

وتابع المتحدث نفسه “الخوف من الإرهاب من مخلفات وتداعيات الإرهاب، وليس من الدين، فالدين والتدين مسألة قناعات شخصية، والمتدين له علاقة مباشرة بينه وبين خالقه، والخلايا الإرهابية لا تمت بصلة للإسلام، فهي أعمال ضد الإنسانية، وضد الحياة، فالإرهابي يحارب الحياة ويقتلها، إنما الإسلام يدعو إلى الحياة، وهؤلاء الشباب عليهم أن يفرقوا بين العمل الإرهابي الخارج عن القيم الإنسانية، والثقافة أو العقيدة التي لها مرجعية معينة، حتى لا يقع الخلط بينهما.”

وكانت السلطات المغربية تمكنت من تفكيك خلية إرهابية موالية لتنظيم “داعش” بمدينة الراشدية جنوب شرقي البلاد، إذ ذكر بلاغ للمكتب المركزي للأبحاث القضائية أنه جرت العملية في سياق تظافر وتعزيز الجهود التي تبذلها المصالح الأمنية لتحييد مخاطر التهديد الإرهابي، ومنع التنظيمات المتطرفة من بلوغ مرحلة التنفيذ المادي لمخططاتهم ومشاريعهم التي تحدق بأمن الوطن والمواطن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News