سياسة

وزير الدفاع الإسباني الأسبق: قرار سانشيز دعم الحكم الذاتي شجاع

وزير الدفاع الإسباني الأسبق: قرار سانشيز دعم الحكم الذاتي شجاع

اعتبر وزير الدفاع الإسباني الأسبق والمسؤول السابق عن مصالح الاستخبارات الإسبانية، خوسيه بونو، أن قرار بيدرو سانشيز بدعم المبادرة المغربية للحكم الذاتي بالصحراء المغربية “صائب وشجاع”، مسجلا أن ساكنة هذه المنطقة يحتاجون حلولا، وأن “الحل الوحيد والممكن عمليا هو الحكم الذاتي، نظرا لأنه من المستحيل إجراء استفتاء لتقرير المصير عندما لا يسمح حتى بإجراء تعداد للاجئين في تندوف”.

ونبه خوسيه بونو، إلى أن خطة الحكم الذاتي المغربية “مثالية” لإصلاح الأوضاع الكارثية التي تشهدها مخيمات تندوف بالجزائر، حيث معظم الساكنة بحاجة إلى مساعدة إنسانية للبقاء على قيد الحياة؛ 7.6٪ منهم يعانون من سوء التغذية الحادة، و50٪ من الأطفال يعانون من فقر الدم، ويتمكن فقط 1٪ من الالتحاق بالجامعة.

وأقر المسؤول الإسباني، والذي كان من أشد المنتقدين للمغرب، أن هذا البلد تغير كثيرا في السنوات الفارطة “ولم يعد كما كان في فترة الرصاص”، موجها رسالة لمن ينتقدون المملكة: “الجميع قد تغير، وحتى أنا، وبعض الأشخاص الذين لا يتغيرون، ربما لأنهم لا يستطيعون تغيير تمويلهم وجوازات سفرهم وتبعيتهم، وكل هذا يقلل من استقلاليتهم”.

وقال في مقال رأي نشر باسمه في صحيفة “إل سبانيول”، اليوم الأربعاء، تزامنا مع حلول سانشيز بالمغرب، إن قياديي الجبهة الانفصالية “لا يمكنهم أن يتجاهلوا هذه التغييرات وعليهم أن يميزوا ما بين ما هو ممكن وما هو مستحيل”، داعيا إياهم للتفاوض والمشاركة في الموائد المستديرة”.

وأعلنت الحكومة الإسبانية، الثلاثاء، قيام رئيس الحكومة، بيدرو سانشيز بزيارة رسمية للمغرب، والتي تعد الأولى بعد إعادة انتخابه على رأس الحكومة الإسبانية. والثالثة بعد إعلان الأخيرة عن تغيير جذري في موقفها المتعلق بقضية الصحراء المغربية من خلال دعمها موقف الرباط علنا وللمرة الأولى، لتنهي بذلك خلافا دبلوماسيا كبيرا بين البلدين امتد لأشهر.

سانشيز سيرافقه خلال هذه الزيارة وفد إسباني رفيع المستوى يضم وزراء في الحكومة و مسؤولين كبار إضافة إلى ثلة من كبار رجال الأعمال ورؤساء كبريات الشركات الإسبانية.

وأشار وزير الدفاع الاسباني الأسبق، إلى أن “مدريد وبخبرتها الكبيرة في مجال الحكم الذاتي الديمقراطي، يمكنها تقديم دعمها للرباط”، مجددا دعمه للقرار الذي اتخذته حكومة بيدرو سانشيز “كان قرار مهم جدًا. من وجهة نظري، إنه القرار الأكثر عقلانية منذ أن وقعت إسبانيا في عام 1975 معاهدة مدريد وأعادت الصحراء إلى من تنتمي إليه تاريخيا”.

وأكد أن العلاقات الثنائية بين إسبانيا والمغرب تعيش أفضل حالاتها في التاريخ، لافتا إلى أنه ورغم “الخلافات” بين البلدين المتكررة، والعلاقات الاستعمارية المعقدة، إلا أنهما “يجمعهما الكثير، فهما جيران أدركا أن السعي إلى أن التفاهم ذكاء، وأن إثارة النزاعات حماقة،

وأردف خوسيه بونو :”نحن نتعلم أن نكون أصدقاء مخلصين. بلداننا الإثنان بحاجة إلى بعضهما البعض لأن المغرب يعتمد على إسبانيا تمامًا كما تعتمد إسبانيا على المغرب.. الواقع الحالي يربطنا، حيث يوجد في إسبانيا ما يقرب من 800 ألف مغربي، وهم أكبر مجموعة أجنبية في بلادنا. وإسبانيا هي ثاني شريك تجاري للمغرب، بعد فرنسا. وتفوق قيمة التبادل التجاري بالفعل على 20 مليار يورو؛ وهناك 4100 شركة إسبانية بالرباط؛ وهناك 12,500 شركة إسبانية تصدّر بانتظام إلى المغرب”.

كما لفت إلى أن الرباط، “يبذل جهودًا كبيرة للوفاء بالتزاماته تجاه أوروبا وإسبانيا، من خلال مكافحة الإرهاب بفعالية والسيطرة على الحدود وحركة الهجرة غير الشرعية”، معتبر أن استقبال إسبانيا لإبراهيم غالي، أكبر عدو للمغرب، “كان خطأ أدى لفقدان الثقة بين الجارين”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News