سياسة

ميارة: طموح المغرب لدعم التكامل الاقتصادي ليس مجرد شعار

ميارة: طموح المغرب لدعم التكامل الاقتصادي ليس مجرد شعار

أكد النعم ميارة رئيس مجلس المستشارين، أن المملكة المغربية، جعلت من التعاون جنوب–جنوب، رافعة استراتيجية لسياستها الخارجية، وكرسته في الدستور ضمن ثوابت دبلوماسيتها، بحيث أن التزام المغرب في مجال التعاون جنوب – جنوب، يندرج ضمن إطار رؤية ملكية استراتيجية وشاملة.

وتقوم هذه الرؤية، وفق ما أوضح ميارة في كلمة خلال افتتاح أشغال “المؤتمر البرلماني للتعاون جنوب-جنوب”، الذي ينظمه مجلس المستشارين، على تعزيز القدرات في ميدان التنمية البشرية، وتعزيز السلام والأمن والاستقرار، ودعم التكامل الاقتصادي الجهوي والإقليمي وروح التضامن، مسجلا أن “التعاون الذي تطمح إليه المملكة ليس مجرد شعار، بل هو ضرورة ملحة تفرضها حدة وحجم التحديات المعقدة والمتعاظمة التي تواجه بلداننا”.

وأبرز ميارة أن المملكة بالتعاون مع الأشقاء الأفارقة، تمكنت من تطوير نموذج مبتكر للتعاون جنوب-جنوب، قوامه تقاسم المعارف والكفاءات والخبرات والموارد، مشيرا إلى قيام الملك محمد السادس بزيارات رسمية لأزيد من 30 بلدا إفريقيا من أجل الارتقاء بعلاقات التعاون مع البلدان الإفريقية إلى شراكة استراتيجية فاعلة وتضامنية.

ولفت إلى أن هذه الزيارات أتاحت تفعيل مشاريع استراتيجية كبرى،  منها مشروع خط أنبوب الغاز إفريقيا – الأطلسي ووحدات إنتاج الأسمدة للمساهمة في الأمن الغذائي بالقارة، وتوقيع أزيد من 1000 اتفاقية مع بلدان إفريقية في مختلف المجالات، مبرزا أن هذه المشاريع والمبادرات ترسخ نموذجا رائدا ومبتكرا للتعاون جنوب – جنوب الذي يسعى إليه الملك محمد السادس من أجل نمو مستدام ومندمج.

وأكد رئيس مجلس المستشارين أن المبادرة الدولية لتسهيل ولوج دول الساحل إلى المحيط الأطلسي، التي تم إطلاقها بمناسبة الذكرى الثامنة والأربعين للمسيرة الخضراء، تندرج في إطار استمرارية الجهود التي تبذلها المملكة من أجل إفريقيا مزدهرة.

ولفت ميارة إلى أن المملكة تقترح من خلال المبادرة الملكية نمطا جديدا ومعاصرا للاندماج والتعاون بين الدول الإفريقية، يشمل مجموعة واسعة من الإشكاليات والأهداف المترابطة، إذ لا يقتصر على المجال الاقتصادي فقط، بل يشمل مجالات مختلفة مثل السياسة والأمن والتنمية الاجتماعية والتبادل الثقافي والاستدامة البيئية، واتباع نهج متعدد الأبعاد وأكثر شمولا للتصدي للتحديات وتحقيق التنمية المشتركة.

وعلى المستوى العربي، سجل رئيس مجلس المستشارين، أن المملكة طالما دعت إلى بذل مزيد من الجهود لتعزيز التعاون والتكامل الاقتصادي العربي من أجل التغلب على التحديات الاقتصادية والاجتماعية الراهنة من خلال تسريع وتيرة مشاريع الاندماج الاقتصادي والتجاري، والعمل على تحقيق تقارب أمثل بين المنظومات التشريعية والتقنية لبلوغ مستويات أعلى من التكامل.

و أبرز النعم ميارة حرص المغرب على ربط علاقات جيدة مع دول أمريكا اللاتينية، لافتا إلى المكانة التي تحظى بها المملكة لدى دول المنطقة، والتي تتجسد من خلال انخراطه كعضو ملاحظ بالعديد من التجمعات السياسية الجهوية والتكتلات الاقتصادية الإقليمية بالمنطقة كتحالف المحيط الهادي ونظام التكامل لأمريكا الوسطى(سيكا) ومجموعة دول الأنديز.

وخلص رئيس مجلس المستشارين غلى أنه “يمكن للتعاون جنوب-جنوب أن يشكل فضاء متينا للوصل بين دول المناطق الثلاث، خصوصا، وأن ما يجمع دولنا من رصيد تاريخي وحضاري مشترك، ومن روابط ثقافية وإنسانية عريقة، يؤهلنا للارتقاء بعلاقاتنا، إلى نموذج رائد للتكامل والاندماج الجهوي جنوب-جنوب”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News