تحركات متوجسة من الجزائر ردا على مبادرات وانتصارات الدبلوماسية المغربية

تسعى الجزائر في الفترة الأخيرة لتعزيز علاقاتها مع دول الجوار، في محاولة للرد على المبادرات والانتصارات الدبلوماسية المغربية التي أتبثث نجاعها وفعالياتها.
ويطير وزير الخارجية الجزائري، أحمد عطاف، ومنذ أسبوع من بلد مغاربي لآخر، من تونس إلى ليبيا ثم موريتانيا، المعلن أنها زيارات للتباحث حول أمن المنطقة وشراكات محتملة، والمضمر محاولة مفضوحة من الجزائر اللحاق بقطار دبلوماسية المغرب.
وسلم عطاف للدول الثلاثة ثلاثة رسائل خطية من الرئيس تبون، لكل من الرئيس التونسي قيس سعيد ورئيس المجلس الرئاسي لدولة ليبيا محمد يونس المنفي والرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، وقبلها استقبل الانفصالي محمد سيداتي، تأكيدا على استمرار الجزائر دعمها الكيان الوهمي.
ويرى رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان، محمد سالم عبد الفتاح، أن تحركات وزير الخارجية الجزائرية تدخل في إطار ردود الفعل التي تكتفي بها الدبلوماسية الجزائرية إزاء زخم وانتصارات الدبلوماسية المغربية في المنطقة.
وبحسب المتحدث، تبدو الدبلوماسية الجزائرية عاجزة عن مواكبة المكاسب التي راكمها المغرب، خاصة فيما يتعلق بالرؤية الاستراتيجية التي تعبر عنها المملكة يعبر من خلال الانفتاح على العمق الإفريقي خاصة جواره الإقليمي في منطقة الساحل.
ويؤكد سالم عبد الفتاح أنه وفي الوقت الذي ينطلق المغرب من رؤى استراتيجية تروم التأسيس لشراكات اقتصادية كبرى مع بلدان الساحل، وبلدان غرب إفريقيا بما يعود بالنفع على كافة بلدن المنطقة، تقتصر الجزائر على مناورات غرضها التشويش على الدبلوماسية المغربية وعلى أهداف قاصرة في محاولة تقويض أهداف الوحدة الترابية للمملكة، فضلا عن محاولة خلق حالة من عدم الاستقرار في المنطقة.
ويسجل أن الجزائر مستمرة في انتهاج سياسات عدائية تراهن من خلالها على ملفات أمنية في المنطقة وتوظف فيها أدوات ضمن حروبها بالوكالة ضد جوارها الإقليمي خاصة فيما يتعلق بتمويل الجماعات الانفصالية المسلحة وللتنظيمات المتطرفة.
كما أبرز أن ذلك جر علىها أزمات متعددة مع كافة البلدان وقوض حضورها الدولي والقاري وساهم في تراجعها الدبلوماسي، لافتا إلى أن الجزائر لا تزال عاجزة عن استيعاب التحولات الطارئة في المنطقة، خاصة في ما يتعلق بتراجع نفوذ القوى التقليدية وأيضا التغيرات من قبيل صعود أنظمة وحكومات تبحث عن مصالحها الوطنية بدرجة أولى.
“وبالتالي الجزائر تراهن على اختراق القرار السياسي للدول وتقويض سيادتها واختراق أمنها القومي، في حين أن هناك أنظمة باتت تبحث عن مصالحها الاتسارتيجية وهو ما تجده في هذه الشراكات التي ويؤسس لها المغرب وتجمعه معه”يضيف موضحا.
وذكر رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان، أن المغرب يؤسس لمشاريع استراتيجية كبرى من قبيل مشروع الربط القاري الذي يعزز موقع المغرب كبوابة للقارة الإفريقية، فضلا عن مشروع مبادرة إفريقيا الأطلسية التي تروم تعزيز الاندماج الاقتصادي ما بين بلدان الساحل الإفريقي الأطلسي، إلى جانب مبادرة تمكين دول الساحل الولوج إلى الواجهة الأطلسية وما تتيحه من فرص اقتصادية كبرى للبلدان المعنية، وكذلك أنبوب الغاز المغربي النيجيري الذي من شأنه أن يحقق الأمن الطاقي لكافة البلدان المعنية.