سياسة

السنتيسي: ذاكرة التاريخ لا ترحم والأمازيغية ليست مجرد أهازيج فولكلورية

السنتيسي: ذاكرة التاريخ لا ترحم والأمازيغية ليست مجرد أهازيج فولكلورية

أكد ادريس السنتيسي عضو المكتب السياسي لحزب الحركة الشعبية ورئيس فريقه بالبرلمان، أن الاحتفال بالسنة الأمازيغية، ” ليس مجرد أهازيج وعرض أزياء” ومخطئ إلى أبعد الحدود من يحاول اختزال هذا المكون الهوياتي في مجرد فولكلور ومهرجان موسمي ترصد له ميزانيات كبيرة.

وقال السنتيسي في كلمة خلال ندوة فكرية نظمها الحركة الشعبية اليوم السبت بسلا حول ” الأمازيغية بين المرجعية الدستورية وإكراهات التفعيل”، “جميل جدا أن يحتفل الكل، حكومة وأحزابا، بالسنة الأمازيغية الجديدة، حتى الذين بصم ماضي مواقفهم بالعداء للأمازيغية وتخوين المدافعين عنها وتوصيفهم بكل النعوت”، مسجلا أن “التاريخ لا يرحم وذاكرته قوية كما ذاكرة الشعب المغربي الأصيل”.

وشدد القيادي الحركي  ضمن الندوة التي تأتي تزامنا مع أول مرة لترسيم الاحتفال بالسنة الأمازيغية بالمغرب، على أن أهمية هذا الورش الكبير، تفترض الأخذ بعين الاعتبار لأبعاده الاقتصادية والتنموية والثقافية بل وحتى النفسية، منبها في السياق ذاته إلى استمرار نفس العقليات التي لا تزال تتعامل، كما هو الأمر في بعض مواقع التواصل الاجتماعي، مع كل ما هو أمازيغي بـ”استهزاء وتبخيس”.

وأشار السنتيسي إلى أنه منذ أيام قليلة، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، مقال لشخص يصف نفسه بأنه أمازيغي من الريف يدعي ألا وجود لشيء اسمه “السنة الأمازيغية”، على الأقل قبل 1970 على أبعد تقدير، بل هي السنة الفلاحية أو السنة الأعجمية، ويزعم ألا وجود لاسم “الأمازيغ” بمعنى سكان شمال إفريقيا في كتب التاريخ: لا الكتب الإسلامية ولا العربية ولا الرومانية ولا اليونانية ولا القوطية ولا الوندالية ولا المصرية، كما يزعم ألا وجود لحرف إسمه “تيفيناغ”، بل هذه الحروف جلها أنشئت إنشاء.

واعتبر السنتيسي خلال هذه الندوة التي استحضر فيه دفاع زعيم الحزب الراحل المحجوبي أحرضان عن الأمازيغية، أن “الخطير في هذه المزاعم والهرطقات، هو محاولتها إنكار حق أمة برمتها في الحفاظ على مكون أساسي من هويتها وحضارتها، بل الأنكى من ذلك أن مثل هذه المواقف تسعى إلى خلق واصطناع التقسيم والفتنة على أساس التمييز العرقي”.

وأضاف أنها “أصحابها يغفلون أو يجهلون أن المغرب على امتداد تاريخه العريق الممتد على 33 قرنا، لم يعرف أبدا شيئا إسمه الإثنية، فالمغاربة شعب واحد موحد حول توابثه الوطنية، وفي مقدمتها النظام الملكي، متأسفا على استمرار هذا المنطق الإقصائي معشعشا في لا شعور البعض، الذي يريد كتابة التاريخ على المقاس والمزاج.

وأكد السنتيسي أنه باستقراء ملاحم التاريخ ومنها  ذكرى11  يناير  1944، والزيارة التاريخية لطنجة في التاسع من أبريل 1947، وثورة الملك والشعب المجيدة التي انطلقت في 20 غشت 1953، يتبين أن هذه الهبات الوطنية لم تكن مقتصرة على نخبة معينة أو منطقة معينة، بل كانت تعبيرا عن ضمير الأمة المغربية الخالدة، وشارك فيها بنات وأبناء المغرب من كل المناطق والجهات.

وسجل رئيس الفريق الحركي بمجلس النواب أن اللحمة الوطنية التي جمعت بين كل أبناء المغرب في اللحظات الصعبة والمريرة، هي سر من أسرار قوة بلادنا كأمة عريقة يعود توهجها إلى أكثر من 33 قرنا وليس 12 قرنا كما يروج لذلك، لافتا إلى المغرب على امتداد هذه القرون، ظل ملكيا، حيث اختار المغاربة هذا النظام رمزا خالدا ضامنا لوحدتهم بكل روافدهم الثقافية واللغوية وبكل معتقداتهم الدينية.

وقال السنتيسي أنه “باستحضار التاريخ الحقيقي الذي لم تدون كل تفاصيله، وبطرح عدد من الإشكاليات المرتبطة بتفعيل الأمازيغية، نضع الجميع أمام مسؤولياته، وخاصة الحكومة التي تفتقر إلى رؤية واضحة ودقيقة بالنسبة للتنزيل الواقعي للأمازيغية في الواقع المجتمعي المعيش”.

وانتقد السنتيسي محدودية تعاطي الحكومة مع ملف الأمازيغية، وأورد: نسمع عن رصد الملايير لكننا لا نعرف إلى أي أهداف توجه؟ أين تنمية المناطق الأمازيغية في هذه الميزانيات؟ وأين الأمازيغية في القضاء والإدارة والبنوك؟ ولماذا لم يتم تقييم تدريس الأمازيغية في المدارس؟ وهل هنالك ثمة صعوبات بيداغوجية أو نقص في الموارد البشرية والمالية؟

وسجل رئيس فريق “السنبلة” بمجلس النواب، أنه من منطلق النقد الذاتي، نعترف بأننا نجد في كل مرة صعوبات في ترجمة شعار بسيط بحروف تيفناغ، متسائلا “لماذا لا نجد لدى أبنائنا قابلية لتعلم حروف تيفيناغ؟ وهل يجب البحث عن حلول بديلة وسيطة”؟

وخلص عضو المكتب السياسي لحزب الحركة الشعبية إلى أن الهدف من طرح هذه التساؤلات وبالجرأة المطلوبة، هو وضع خارطة طريق لتفعيل الأمازيغية من خلال استراتيجية مبنية على الإستدامة وبعيدا عن الموسمية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News