طلبة الطب يواصلون التصعيد وآيت الطالب وميراوي يفشلان بنزع فتيل الأزمة
فشل البلاغ المشترك لوزراتي التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار والصحة والحماية الاجتماعية، والذي أكد أنه تمت الاستجابة لـ 95 في المائة من مطالب طلبة الطب في نزع فتيل غضبهم، حيث اختاروا الرد عليه، بوقفة احتجاجية شارك في العشرات منهم، اليوم الجمعة بالرباط.
ورفع الطلبة المحتجون شعارات غاضبة، تصف قرارات الوزارتين بالهاوية والمزاجية، وتطالب بحوار جدي ومسؤول بغية تحقيق مطالبهم بشكل مستعجل لإعادة الوضع لطبيعته.
الطالب عماد حامي الدين، رئيس مكتب طلبة الطب والصيدلة بطنجة، أكد أن مطالب أطباء المستقبل “مشروعة وواضحة”، مطالبا الوزارتين بالتراجع عن قرار تخفيض مدة التكوين من 7 إلى 6 سنوات ورفع عدد الوافدين الجدد.
وقال في تصريح لجريدة “مدار21” الإلكترونية، إن هذا الإنزال الوطني يهدف للمطالبة بشكل سلمي بحل واقعي وملموس، داعيا آيت طالب وميراوي للتجاوب السريع قبل التصعيد.
وأفاد رئيس مكتب طلبة الطب والصيدلة بعروس الشمال، أن نسبة نجاح الإضراب المفتوح والمقاطعة الشاملة للامتحانات بلغت 100 في المائة، مضيفا في نفس السياق “ومازالت خطوات تصعيدية قادمة في المستقبل إلى حين تحقيق المطالب”.
واعتبر حامي الدين في تصريحه للجريدة أن وحدة وتضامن طلبة كليات الطب العمومية سيساهم بشكل كبير في تحقيق المطالب بعد عامين من الانتظار والوعود المؤجلة.
من جهتها، سجلت سناء، وهي طالبة طب السنة الخامسة بوجدة رفض طلبة الطب المغاربة لقرار تخفيض التكوين، معتبرة ذلك يضر بجودة تكوين الأطباء، وأن حذف سنة كاملة لم يراع أهمية التداريب الإستشفائية بالنسبة لهم.
وأوضحت المتحدثة، بنبرة غاضبة في تصريح لجريدة “مدار21” الإلكترونية، أن سنتين من عدم التجاوب من طرف وزراتي التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار والصحة والحماية الاجتماعي، كانت كافية لإخراج الطلبة لساحة النضال.
ووصفت طالبة الطب وعود الوزارة بـ”الفارغة”، مؤكدة أنها فقط على الورق ولا تترجم على أرض الواقع، ومشددة على أن الوزارتين “كذبوا” حين أعلنتا عن تحقيق 95 في المائة من مطالبهم، “عامين من الاجتماعات ولم يتحقق حتى 5 في المائة “.
وكانت الوزارتان، قد أوضحتا الأربعاء، أن الاستجابة لمطالب الطلبة لتطوير التكوين الطبي جاءت عقب سلسلة من الاجتماعات أيام 5 و12 و16 و17 و20 دجنبر 2023 مع ممثلي طلبة كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان.
وقالتا إن هذه الاجتماعات كانت تهدف إلى تقديم جميع الإيضاحات المرتبطة بالإصلاح الشامل للتكوين الطبي من جهة ودراسة مطالبهم والعمل على تلبيتها من جهة أخرى، وحضرها ممثلون عن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار ووزارة الصحة والحماية الاجتماعية، وكذا عمداء كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان وممثلون عن طلبة هذه الكليات.
وشدد البلاغ على أن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار “عملت على تحيين دفتر الضوابط البيداغوجية لدبلوم دكتور في الطب من خلال تخفيض مدة الدراسة للحصول على هذا الدبلوم من 7 إلى 6 سنوات، وقد تم إعمال هذا الإجراء دون أن يتم المساس بالوضعية القانونية والعلمية والاعتبارية لهذا الدبلوم”.
وأشار كذلك إلى أن وزارتي التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار والصحة والحماية الاجتماعية تعملان على وضع اللمسات الأخيرة للإعلان عن التكوين في السلك الثالث للدراسات الطبية في صيغته الجديدة انطلاقا من توحيد الوضعيات القانونية للأطباء للمقيمين مع العمل على الحفاظ على المكتسبات ومراجعة مدة الالتزام نحو تخفيضها، وذلك بإشراك الأساتذة الباحثين والطلبة.
وسعيا منها لمواكبة الورش الوطني المتعلق بمنظومة التكوين في مجال الصحة، سجل البلاغ أن الحكومة عملت على رصد إمكانيات مالية وبشرية مهمة تروم بالأساس تحسين التأطير البيداغوجي من خلال الرفع من عدد الأساتذة الباحثين لكليات الطب والصيدلة وكليات طب الأسنان التابعة للجامعات العمومية بتخصيص أكثر من 1900 منصب مالي جديد خلال الفترة الممتدة من 2022 إلى 2026.
كما عملت على تطوير كيفيات التحصيل بإدراج التعلم عبر المحاكاة لتطوير المهارات العملية وإعداد موارد رقمية تسهم في فهم أفضل للمفاهيم والمعارف الطبية، واستكمال تجهيز كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان بالوسائل الديداكتيكية الضرورية بتخصيص ميزانية تفوق 1.7 مليار درهم برسم الفترة الممتدة من 2022 إلى 2026.
وأضاف المصدر ذاته أن الحكومة عملت أيضا على تفعيل عمل اللجنة المشتركة الاستشفائية الجامعية للإشراف على التداريب سواء في الشق المتعلق باعتماد الفضاءات الملائمة لتمكين الطلبة من القيام بتداريبهم، أو الشق البيداغوجي المرتبط بالتأطير.
