سياسة

أجواء ليلة “نصف انتصار” للاتحاد الاشتراكي في انتخابات 2021

أجواء ليلة “نصف انتصار” للاتحاد الاشتراكي في انتخابات 2021

السابعة مساء في مقر حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بحي الرياض بالرباط، تدور عقارب الساعة ببطء شديد في انتظار موعد استجلاء الحقيقة، “محصلة الانتخابات التشريعية والجهوية والمحلية”. يسود القاعة صمت يكسره فقط قدوم زائر أو إطلالة مسؤول، أو فضول صحفي لما جدّ من أخبار.

يبقى الزمن رتيبا حتى عندما همَّ الحضور بأخذ أماكنهم على الكراسي التي غصت بها قاعة المقر، فمن متسائل عن مجريات السباق الانتخابي، ومن متفائل بالفوز والنجاح فيها، ومن متريث لترقب الحقيقة عبر صناديق الاقتراع أولا.

ظلت الحركة بين سكون ودوران، متأرجحة بين حيرة وتوجس وتطلع إلى ساعة الحقيقة، حتى منتصف ليلة الأربعاء-الخميس، حين بدأت تتقاطر على المقر بعض النتائج الأولية عبر جهاز تلفاز معلق على الجدار. كل العيون ظلت معلّقة تستشف الأنباء السارة، تحدق إثر كل خبر ونبأ، سواء من المصدر الرئيسي للانتخابات أو تلك الواردة من أعضاء بمكاتب الحزب بمختلف مدن المملكة المكلفين بتغطية هذا الحدث الذي تميز لأول مرة في المغرب بإجراء انتخابات برلمانية وجهوية وجماعية في آن واحد.

فوز هنا وفوز هناك.. كسر صمت القاعة، النتائج المؤقتة ضربت قواعد الاحتمال في النتائج المرجوة أو المتوقعة لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، فتعالت الابتسامات عند كل مقعد يظفر به مرشحو “الوردة”، وتتجهم الوجوه عند الخسارة، ما أضفى على الجو “حالة المتشائل.”

سرعان ما التحق الكاتب العام للاتحاد الاشتراكي، ادريس لشكر، بمقر الحزب بعد ظهور أولى النتائج التي تبعث على التفاؤل. تولى مهمة إلقاء الأضواء على نتائج حزبه في الانتخابات، وتوالت الأسئلة عليه حول النتائج والبرامج والتحالفات المستقبلية في مجلس النواب بناء على ما حصل عليه حزبه (35 مقعدا).

بهذه المقاعد، احتل “الوردة” المرتبة الرابعة في الانتخابات البرلمانية على المستوى الوطني، ما فتح له بابا كبيرا في التحالفات المستقبلية من جهة، ومن جهة أخرى تجاوز حصيلته برسم انتخابات 2016 بفارق 15 مقعدا، دلالة على خوضه هذه المعركة الانتخابية بتصميم وإرادة، وفاعلية على الرغم من الإكراهات.

وعلى إثر أصداء النتائج المحصل عليها، صرّحت حنان رحاب، عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، لجريدة “مدار21” قائلة “نعتبر هذه النتائج مهمة باعتبار أنها نقلت مرتبة الحزب من المرتبة السادسة إلى المرتبة الرابعة”، مقارنة مع آخر انتخابات (2016).

وأضافت أن مستوى الانتخابات المتعلقة بمجالس الجماعات الترابية، سواء المحلية أو الجهوية، أيضا عرف تقدما كبيرا وذلك بعودة حضور الحزب في مجموعة من المدن الكبرى التي كان الحزب قد فقد تواجده فيها سابقا، كمدينة مراكش وفاس وطنجة والدار البيضاء ووجدة والرباط، واعتبرت المتحدثة ذاتها أن استرجاع نفوذ الحزب في هذه المناطق دليل على بناء جسور ثقة جديدة للمغربيات والمغاربة بالحزب.

كما أثنت رحاب على الجهد المبذول من قبل مناضلات ومناضلي حزب الاتحاد الاشتراكي على مستوى التراب الوطني في سير العملية الانتخابية واصفة إياه بالعمل الجيد والاستثنائي خاصة في ظل الظروف الاستثنائية التي مرت فيها الحملة الانتخابية.

بالنسبة لبعض المظاهر السلبية من قبيل العنف والاصطدامات واستعمال المال، علّقت رحاب بالقول “تبقى هذه المظاهر معزولة وغير ممنهجة ولا تمس نهائيا بسلامة العملية الانتخابية ككل، وأنا على يقين بأن النيابة العامة ستفتح تحقيقا بكل ما نشر لكن يجب ألا نضخِّم من تلك المظاهر ونشكك في سلامة سير العملية الانتخابية”، وتابعت حديثها “ربما أن الإمكانيات التواصلية والتقنية التي يتوفر عليها الحزب ليست متاحة بشكل كبير كما هو الشأن بالنسبة لباقي الأحزاب المتنافسة، ولكن بالرغم من ذلك نعتبر أن الحملة التي قامت بها الطاقات  الاتحادية جيدة و بهذه الإمكانيات  البسيطة استطاعوا الوصول إلى نتيجة مهمة وإيجابية.”

وأبرزت حنان رحاب في ختام حديثها للجريدة أن المغرب صنع الاستثناء وأن العالم أجمع وضع المملكة تحب المجهر، واستطاع المغرب تنظيم انتخابات تشريعية وجهوية ومحلية في أحسن الشروط، وهذا دليل على قوة وصلابة مؤسسات الدولة المغربية مضيفة “البلد الذي لا يختبئ وراء كورونا من أجل تأجيل الانتخابات هو بلد استثنائي والأجدر أن يكون شريكا للقوى الكبرى.”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News